[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تواجه
شركة "سايدنغ سبرينغ سيرفاي" في استراليا التابعة للمشروع العالمي
"كاتالينا سكاي" تحديات تتمثل في نقص التمويل اللازم لمواصلة عمليات
متابعة الكويكبات والمذنبات التي تقترب من الأرض. وتقول مجلة "نيوساينتست"
البريطانية، في تقرير حديث لها، إن أهمية المسح الجوي ترجع إلى استخدام
علماء الفلك لصور الأجسام التي يتم رصدها بواسطة الأجهزة المتقدمة بمرصد
"سايدنغ سبرينغ". وخفض التمويل يعني غياب جانب شديد الأهمية عن دائرة
معرفتنا بهذه الأجسام التي قد يؤدي ارتطامها بكوكب الأرض إلى كارثة محققة.
وأشارت
مجلة "نيوساينتست" إلى أن هذا المشروع يستخدم مجموعة واسعة من التلسكوبات
لنصف الكرة الشمالي، وأيضاً مرصد "سايدنغ سبرينغ سيرفاي". لكن في شهر
أكتوبر الماضي، خفض المشروع التمويل اللازم لإجراء الدراسة بسبب التكلفة
المتزايدة، حيث يرجع السبب في جانب من هذه الخطوة إلى التغيرات في سعر
الصرف بين الدولارين الاسترالي والأميركي. ويصف ستيف لارسون، وهو رئيس
المشروع، هذا القرار بأنه كان "صعبا للغاية". ومنذ ذلك الحين، يشهد المسح
الجنوبي تقدماً بطيئاً مع وجود تمويل مؤقت من الجامعة الوطنية الاسترالية
في كانبرا، لكن هذا التمويل الملحق أوشك على الانتهاء، حسبما قال روب
ماكنوت وهو مشغّل المسح الجوي.
وتدور
بقايا الكواكب التي تشبه كوكب الأرض حول الشمس في مدارات بيضاوية مركزة
وتدور أحياناً في فلك حول الأرض أو ترتطم بها. و من خلال رؤية كويكب قبل
أن يصل إلى الأرض يمكن إنقاذ أرواح البشر من خلال إفساح الوقت لإخلاء
المنطقة المستهدفة. يقول ماكنوت: "من خلال تهيئة الظروف المثلى لذلك، يمكن
التنبؤ بتأثير بثانية واحدة وبكيلومتر واحد". ويضيف: "ليست هناك كارثة
طبيعية يمكنك الوصول إلى تنبؤ متعلق بها بهذه الدرجة من الدقة".
من
جانبه، يقول تيم سبار، من مركز الاتحاد الفلكي الدولي والكويكبات في
كامبردج بولاية ماساشوستس إنه من دون استخدام المرصد الجنوبي، فإن أي جسم
يقترب من الأرض تحت خط العرض 30 درجة سوف يكون غير مرئي. وذلك لن يمثّل
مشكلة كبيرة بالنسبة للأجسام الضخمة مثل الكويكبات التي قضت على
الديناصورات في عصور سابقة. وهذه الحالات نادرة، حيث تشير تقديرات علماء
الفلك إلى أنهم عثروا عليها بالفعل ويتم تتبع 94% منها من خلال نماذج
البرمجيات. والأمر الذي يثير القلق هو أن الكويكبات يصل عرضها إلى نحو 30
مترا، الأمر الذي يمكن أن يسوي مدينة بسطح الأرض. ويلقى باللوم عن مثل هذه
الارتطام على حادث تونغوسكا في عام 1908، الذي طال ألفي كيلومتر مربع من
مساحات شاسعة من الغابات في سيبيريا.
وهناك
حوالي مليون من هذه الأجسام الصغيرة، مما يجعلها أكثر عرضة للارتطام
بالأرض، إلا أنه لا يعرف سوى 1% فقط من مواقعها. وبدون استخدام تلسكوب
جنوبية، يمكن بسهولة الاصطدام بأحدها، حسبما يقول دون يومانس، من برنامج
وكالة ناسا للأجسام القريبة من الأرض في مختبر الدفع النفاث في باسادينا
بولاية كاليفورنيا. ويضيف: "سواء كانت نسبة زيادة الخطر 1% أو 10% أو 20%
فإنه خطر متزايد".
وما
هو أكثر من ذلك، ففي الوقت الذي يتم تعقب معظم الكويكبات والمذنبات عبر
نصفي الكرة الأرضية، فإن ما يتم اكتشافه في الشمال يمكن أن يغيب من دون
متابعة من الجنوب. ستكون هناك أيضا أجسام ترى في الشمال يمكن رصدها قريباً
في الجنوب، الأمر الذي يمنح المزيد من الوقت للاستعداد.
ويشير
ماكنوت إلى أن المسح بحاجة إلى نحو 180 ألف دولار سنوياً، بالإضافة إلى 30
ألف دولار لإصلاح قبة المرصد. من جهته، يقول هارفي بوتشر، الذي يرأس فريق
العمل في الجامعة الوطنية الاسترالية التي توفر التمويل المؤقت: "كنت
أتمنى حقا أن تكون هناك احتمالات جيدة للغاية بشأن قدرتنا على توفير بعض
المال، لكنني لا أستطيع".