منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  شرح و تفسير سورة القلم ...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 شرح و تفسير سورة القلم ... 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 شرح و تفسير سورة القلم ... Empty
مُساهمةموضوع: شرح و تفسير سورة القلم ...    شرح و تفسير سورة القلم ... I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أغسطس - 15:21

مقدمة سورة القلم _ نقلة هائلة _

..... والذي نرجحه بشأن السورة كلها

أنها ليست الثانية في ترتيب النزول ;

وأنها نزلت بعد فترة من البعثة النبوية بعد أمر النبي صلى الله عليه وسلم

بالدعوة العامة . وبعد قول الله تعالى له :

(وأنذر عشيرتك الأقربين).

وبعد نزول طائفة من القرآن فيها شيء من قصص الأولين وأخبارهم ,

التي قال عنها قائلهم : (أساطير الأولين). .

وبعدما أصبحت قريش مدعوة إلى الإسلام كافة ,

وأصبحت تدفع هذه الدعوة بالاتهامات الباطلة والحرب العنيفة

التي اقتضت تلك الحملة العنيفة الواردة في السورة على المكذبين ,

والتهديد القاصم في أولها وفي آخرها على السواء . .

والمشهد الأخير في السورة يوحي بهذا كذلك :

( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ..)

فهو مشهد دعوة عامة لمجموعات كبيرة .

ولم يكن الأمر كذلك في أول الدعوة

. إنما كانت الدعوة توجه إلى أفراد . بوسيلة فردية .

ولا تلقى إلى الذين كفروا وهم متجمعون . ولم يقع شيء من هذا

- كما تقول الروايات الراجحة - إلا بعد ثلاث سنوات من بدء الدعوة .

والسورة تشير إلى شيء من عروض المشركين

على النبي صلى الله عليه وسلم للالتقاء في منتصف الطريق

والتهادن على تراض في القضية التي يختلفون عليها وهي قضية العقيدة:

(ودوا لو تدهن فيدهنون). .

وظاهر أن مثل هذه المحاولة لا تكون والدعوة فردية , ولا خطر منها

. إنما تكون بعد ظهورها , وشعور المشركين بخطرها .

وهكذا تتضافر الشواهد على أن هذه السورة نزلت متأخرة

عن أيام الدعوة الأولى .

وأن هناك ثلاث سنوات على الأقل - قابلة للزيادة –

بين بدء الدعوة وبين وقت نزولها .

ولا يعقل أن ثلاث سنوات مرت لم يتنزل فيها قرآن .

والطبيعي أن تكون هناك سور كثيرة وأجزاء من سور

قد نزلت في هذه الفترة , تتحدث عن ذات العقيدة بدون مهاجمة عنيفة

للمكذبين بها كالوارد في هذه السورة منذ مطلعها .

ولكن هذا لا ينفي أن تكون هذه السورة وسورتا المدثر والمزمل

قد نزلت في الفترة الأولى من الدعوة . وإن لم يكن ذلك أول ما نزل

كما هو وارد في المصاحف , للأسباب التي أوردناها هنا .

وهي تكاد تنطبق كذلك على سورتي المزمل والمدثر .

**

لقد كانت هذه الغرسة - غرسة العقيدة الإسلامية –

تودع في الأرض لأول مرة في صورتها الرفيعة المجردة الناصعة .

وكانت غريبة على حس الجاهلية السائدة ,

لا في الجزيرة العربية وحدها

بل كذلك في أنحاء الأرض جميعا .

وكانت النقلة عظيمة بين الصورة الباهتة المحرفة المشوهة

من ملة إبراهيم التي يستمسك بخيوط حائلة منها مشركو قريش ,

ويلصقون بها الترهات والأساطير والأباطيل السائدة عندهم ,

وبين الصورة الباهرة العظيمة المستقيمة الواضحة البسيطة

الشاملة المحيطة التي جاءهم بها محمد صلى الله عليه وسلم

متفقة في أصولها مع الحنيفية الأولى - دين إبراهيم عليه السلام –

وبالغة نهاية الكمال الذي يناسب كونها الرسالة الأخيرة للأرض ,

الباقية لتخاطب الرشد العقلي في البشرية إلى آخر الزمان .

وكانت النقلة عظيمة بين الشرك بالله وتعدد الأرباب ,

وعبادة الملائكة وتماثيلها , والتعبد للجن وأرواحها ,

وسائر هذه التصورات المضطربة المفككة

التي تتألف منها العقيدة الجاهلية . .

وبين الصورة الباهرة التي يرسمها القرآن للذات الإلهية الواحدة

وعظمتها وقدرتها , وتعلق إرادتها بكل مخلوق .

كذلك كانت النقلة عظيمة بين الطبقية السائدة في الجزيرة ,

والكهانة السائدة في ديانتها , واختصاص طبقات بالذات بالسيادة

والشرف وسدانة الكعبة والقيام بينها وبين العرب الآخرين . .

وبين البساطة والمساواة أمام الله والاتصال المباشر بينه وبين عباده

كما جاء بها القرآن .

ومثلها كانت النقلة بين الأخلاق السائدة في الجاهلية والأخلاق

التي جاء القرآن يبشر بها , وجاء محمد صلى الله عليه وسلم

يدعو إليها ويمثلها .

وكانت هذه النقلة وحدها كافية للتصادم بين العقيدة الجديدة

وبين قريش ومعتقداتها وأخلاقها .

ولكن هذه لم تكن وحدها . فقد كان إلى جانبها اعتبارات

- ربما كانت أضخم في تقدير قريش من العقيدة ذاتها –

على ضخامتها .

كانت هناك الاعتبارات الاجتماعية التي دعت بعضهم أن يقول

كما حكى عنهم القرآن الكريم

( لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم !). .

والقريتان هما مكة والطائف . فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم

مع شرف نسبه , وأنه في الذؤابة من قريش ,

لم تكن له مشيخة فيهم ولا رياسة قبل البعثة .

بينما كان هناك مشيخة قريش ومشيخة ثقيف وغيرهما

في بيئة تجعل للمشيخة والرياسة القبلية كل الاعتبار ,

فلم يكن من السهل الانقياد خلف محمد صلى الله عليه وسلم

من هؤلاء المشيخة !

وكانت هناك الاعتبارات العائلية التي تجعل رجلا

كأبي جهل "عمرو بن هشام" يأبى أن يسلم بالحق

الذي يواجهه بقوة في الرسالة الإسلامية ,

لأن نبيها من بني عبد مناف . . وذلك كما ورد في قصته

مع الأخنس بن شريق وأبي سفيان بن حرب ,

حين خرجوا ثلاث ليال يستمعون القرآن خفية ,

وهم في كل ليلة يتواعدون على عدم العودة خيفة أن يراهم الناس

فيقع في نفوسهم شيء . فلما سأل الأخنس بن شريق أبا جهل

رأيه فيما سمع من محمد كان جوابه:"ماذا سمعت ?

تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف:أطعموا فأطعمنا ,

وحملوا فحملنا , وأعطوا فأعطينا . حتى إذا تجاثينا على الركب ,

وكنا كفرسي رهان , قالوا:منا نبي يأتيه الوحي من السماء .

فمتى ندرك مثل هذه ? والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه ! " .

وكانت هناك اعتبارات أخرى نفعية وطبقية ونفسية

من ركام الجاهلية في المشاعر والتصورات والأوضاع كلها

تحاول قتل تلك الغرسة الجديدة في مغرسها بكل وسيلة

قبل أن تثبت جذورها وتتعمق , وقبل أن تمتد فروعها وتتشابك .

وبخاصة بعد أن تجاوزت دور الدعوة الفردية ;

وأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يجهر بالدعوة ;

وأخذت معالم الدعوة الجديدة تبرز , كما أخذ القرآن يتنزل

بتسفيه عقيدة الشرك وما وراءها من الآلهة المدعاة

والتصورات المنحرفة والتقاليد الباطلة .

والرسول صلى الله عليه وسلم ولو أنه نبي ,

ولو أنه يتلقى من ربه الوحي , ولو أنه يتصل بالملأ الأعلى

. . هو بشر , تخالجه مشاعر البشر .

وكان يتلقى هذه المقاومة العنيفة ,

وتلك الحرب التي شنها عليه المشركون ,

ويعاني وقعها العنيف الأليم , هو والحفنة القليلة

التي آمنت به على كره من المشركين .

وكان صلى الله عليه وسلم يسمع والمؤمنون به يسمعون ,

ما كان يتقوله عليه المشركون , ويتطاولون به على شخصه الكريم ,

( ويقولون : إنه لمجنون ). .!

ولم تكن هذه إلا واحدة من السخريات الكثيرة ,

التي حكاها القرآن في السور الأخرى ;

والتي كانت توجه إلى شخصه صلى الله عليه وسلم وإلى الذين آمنوا معه .

وغير الأذى الذي كان يصيب الكثيرين منهم على أيدي أقربائهم الأقربين !

والسخرية والاستهزاء - مع الضعف والقلة –

مؤذيان أشد الإيذاء للنفس البشرية , ولو كانت هي نفس رسول .

ومن ثم نرى في السور المكية - كسور هذا الجزء –

أن الله كأنما يحتضن - سبحانه - رسوله والحفنة المؤمنة معه ,

ويواسيه ويسري عنه , ويثني عليه وعلى المؤمنين .

ويبرز العنصر الأخلاقي الذي يتمثل في هذه الدعوة وفي نبيها الكريم .

وينفي ما يقوله المتقولون عنه , ويطمئن قلوب المستضعفين

بأنه هو يتولى عنهم حرب أعدائهم ,

ويعفيهم من التفكير في أمر هؤلاء الأعداء الأقوياء الأغنياء !

ونجد من هذا في سورة القلم مثل قوله تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم

) ن . والقلم وما يسطرون . ما أنت بنعمة ربك بمجنون .

وإن لك لأجرا غير ممنون . وإنك لعلى خلق عظيم ). .

وقوله تعالى عن المؤمنين :

( إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم .

أفنجعل المسلمين كالمجرمين ? مالكم ? كيف تحكمون( ?! . .

ويقول عن أحد أعداء النبي البارزين:

) ولا تطع كل حلاف مهين . هماز مشاء بنميم .

مناع للخير معتد أثيم . عتل بعد ذلك زنيم . أن كان ذا مال وبنين .

إذا تتلى عليه آياتنا قال:أساطير الأولين . سنسمه على الخرطوم !) . .

ثم يقول عن حرب المكذبين عامة:

( فذرني ومن يكذب بهذا الحديث . سنستدرجهم

من حيث لا يعلمون . وأملي لهم إن كيدي متين ). .

وذلك غير عذاب الآخرة المذل للمتكبرين:

( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون .

خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة . وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون )

ويضرب لهم أصحاب الجنة - جنة الدنيا - مثلا

على عاقبة البطر تهديدا لكبراء قريش المعتزين بأموالهم وأولادهم

ممن لهم مال وبنون ; الكائدون للدعوة بسبب مالهم من مال وبنين .

وفي نهاية السورة يوصي النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر الجميل:

( فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت . .).

ومن خلال هذه المواساة وهذا الثناء وهذا التثبيت ,

مع الحملة القاصمة على المكذبين والتهديد الرهيب ,

يتولى الله - سبحانه - بذاته حربهم في ذلك الأسلوب العنيف . .

من خلال هذا كله نتبين ملامح تلك الفترة , فترة الضعف والقلة ,

وفترة المعاناة والشدة , وفترة المحاولة القاسية

لغرس تلك الغرسة الكريمة في تلك التربة العنيدة !

كذلك نلمح من خلال أسلوب السورة وتعبيرها وموضوعاتها

ملامح البيئة التي كانت الدعوة الإسلامية تواجهها .

وهي ملامح فيها سذاجة وبدائية في التصور والتفكير والمشاعر

والاهتمامات والمشكلات على السواء .

نلمح هذه السذاجة في طريقة محاربتهم للدعوة بقولهم للنبي

صلى الله عليه وسلم : ( إنه لمجنون! ) !

. وهو اتهام لا حبكة فيه ولا براعة

وأسلوب من لا يجد إلا الشتمة الغليظة يقولها بلا تمهيد ولا برهان ,

كما يفعل السذج البدائيون ..!!

ونلمحها في الطريقة التي يرد الله بها عليهم فريتهم ردا يناسب حالهم:

(ما أنت بنعمة ربك بمجنون . وإن لك لأجرا غير ممنون .

وإنك لعلى خلق عظيم . فستبصر ويبصرون . بأيكم المفتون). .

وكذلك في التهديد المكشوف العنيف:

( فذرني ومن يكذب بهذا الحديث . سنستدرجهم من حيث لا يعلمون .

وأملي لهم إن كيدي متين). .

ونلمحها في رد هذا السب على رجل منهم:

(ولا تطع كل حلاف مهين . هماز مشاء بنميم .

مناع للخير معتد أثيم . عتل بعد ذلك زنيم . . .).

ونلمحها في القصة - قصة أصحاب الجنة –

التي ضربها الله لهم . وهي قصة قوم سذج في تفكيرهم وتصورهم وبطرهم ,

وفي حركاتهم كذلك وأقوالهم

(وهم يتخافتون . ألا يدخلنها اليوم عليكم مسكين . . الخ).

وأخيرا نلمح سذاجتهم من خلال ما يوجهه إليهم من الجدل:

(أم لكم كتاب فيه تدرسون:إن لكم فيه لما تخيرون ?

أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون ?

سلهم أيهم بذلك زعيم ?). . .

وهي ملامح تظهر بوضوح من خلال التعبير القرآني ,

وتفيد في دراسة السيرة ووقائعها وخطوات الدعوة فيها ;

ومدى ما ارتفع القرآن بعد ذلك بهذه البيئة وبتلك الجماعة

في أواخر عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ومدى ما نقلها

من هذه السذاجة في التفكير والتصور والشعور والاهتمام

. كما يتضح في أساليب الخطاب فيما بعد ,

وفي الحقائق والمشاعر والتصورات والاهتمامات

بعد عشرين عاما لا تزيد . وهي في حياة الأمم ومضة لا تذكر .

ولا تقاس إليها تلك النقلة الواسعة الشاملة . .

التي انتقلتها الجماعة في هذا الوقت القصير .

والتي تسلمت بها قيادة البشرية فارتفعت بتصوراتها وأخلاقها

إلى القمة التي لم ترتفع إليها قيادة قط في تاريخ البشرية ,

لا من ناحية طبيعة العقيدة , ولا من ناحية آثارها الواقعية

في حياة الإنسان في الأرض , ولا من ناحية السعة والشمول

لتضم الإنسانية كلها بين جوانحها في سماحة وعطف ,

وفي تلبية لكل حاجاتها الشعورية , وحاجاتها الفكرية ,

وحاجاتها الاجتماعية , وحاجاتها التنظيمية في شتى الميادين . .

إنها المعجزة تتجلى في النقلة من هذه السذاجة التي تبدو ملامحها من خلال مثل هذه السورة إلى ذلك العمق والشمول .

وهي نقلة أوسع وأكبر من تحول القلة إلى كثرة ,

والضعف إلى قوة ,

لأن بناء النفوس والعقول أعسر من بناء الأعداد والصفوف ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
شرح و تفسير سورة القلم ...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  تفسير سورة الناس (تفسير ابن كتير)
»  تفسير سورة الفاتحة ..
»  تفسير سورة البينة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ منتدى الإسلام و الســـنة ][©][§®¤~ˆ :: القرآن الكريم-
انتقل الى: