تقديم المال على البنين

(المالُ والبنونَ زينةُ الحياةِ الدنيا والباقياتُ الصالحاتُ خيرٌ عندَ ربكَ ثوابًا وخيرٌ أمَلاً) الكهف 46.

الباقياتُ الصالحاتُ:
صفتان لموصوف محذوف، أي: الأعمالُ الباقياتُ الصالحاتُ التي تبقى ذخرًا للآخرة وزادًا.

لم يقل:
الصالحاتُ الباقياتُ.
الإشعار بأن زينة الحياة الدنيا زائلة غير باقية، بخلاف الباقيات الصالحات.
(والباقياتُ الصالحاتُ خيرٌ عندَ ربكَ ثوابًا وخيرٌ مَرَدًا) مريم 76.

قال علي رضي الله عنه: المالُ والبنونَ حرثُ الدنيا، والأعمالُ الصالحةُ حرثُ الآخرةِ، وقد يجمعهما اللهُ لأقوام.

قال ابن عاشور:
وتقديم المال على البنين في الذكر لأنه أسبق خطورًا لأذهان الناس، لأنه
يرغب فيه الصغير والكبير والشاب والشيخ، ومن له من الأولاد ما قد كفاه.

أقول:
المال من حيث الزمن مطلوب قبل النكاح والنسل. ففي الحديث: مَن استطاع منكم الباءة فليتزوجْ (متفق عليه). الباءة: القدرة المالية والقدرة الجنسية.

خير أملاً:
الأملُ في المالِ والبنينَ أملٌ مشكوكٌ حصولُه ومقصورٌ على مدة محددة، والأملُ في الأعمالِ الصالحةِ متيقنٌ حصولُه ومؤبّدٌ أمدُه.

آيات أخرى:
- (يومَ لا ينفعُ مالٌ ولا بنونَ) الشعراء 88.
- (وأمدَدْناكم بأموالٍ وبنينَ) الإسراء 6.
- (أيحسَبونَ أنّ ما نُمِدّهم بهِ مِن مالٍ وبنينَ. نُسارع ُلهم في الخيراتِ) المؤمنون 55.
- (أمدّكم بأنعامٍ وبنينَ) الشعراء 133.
- (أن كانَ ذا مالٍ وبنينَ) القلم 14.
- (ويُمْدِدْكم بأموالٍ وبنينَ) نوح 12.
- (وجعلتُ لهُ مالاً ممدودًا. وبنينَ شهودًا) المدثر 13.
- (واعلموا أنّما أولادُكم وأموالُكم فتنةٌ) الأنفال 28، وانظر التغابن 15.
- (وتكاثرٌ في الأموالِ والأولادِ) الحديد 20.
- (لا تُلْهِكُم أموالُكم ولا أولادُكم عن ذكرِ اللهِ) المنافقون 9.
- (وما أموالُكم ولا أولادُكم بالتي تُقرّبُكم عندَنا زُلْفَى إلا مَن آمنَ وعملَ صالحًا) سبأ 37.