في العيد

الحمد لله الذي شرع لنا في العام عيدين: عيد الأضحى وعيد الفطر, وصلى الله وسلم على خاتم النبيين وحامل لواء الحمد يوم الحشر, وبعد:

العيد موسم العودة إلى رحاب الإيمان, وهداية الحائرين إلى الصراط المستقيم, وطمأنينة القلوب بذكر الله ودعائه.

في العيد ترسم البسمات وتزدان القلوب بمعان الحب كما تزينت الأجساد بالجديد من الثياب.

في العيد يجتمع الشمل, وتذهب الشحناء, وتتقوى أواصر القربى, ويتواصل الأهل والجيران والأصحاب.

في العيد تصفو
النفوس, وتفرح الأرواح, وتتوثق عرى أخوّة الدين بين المؤمنين, فتمتد
الأيدي البارة بالصدقة والمعروف, وترتفع آيات الشكر لله على نعمه وآلائه.

في العيد يتأكد اجتناب المنكرات, والاستقامة على التوبة, والعزم على الإنابة, والاستزادة من شكر الله على قبول الطاعة, واكتساب الثواب.

في العيد مواعظ
وعبر, فحين ترى أفواج المصلين؛ تذكرك بقيام الناس لرب العالمين, وترى في
ازدحامهم صورة من صور الحشر, وتفرقهم من المصلى يُذكِّر بانصرافهم بعد
الحساب. فالناس يومئذٍ فريقان: فريق إلى السعير وبئس المصير, وفريق قد
أزلفت لهم الجنة غير بعيد, فهم في عيدٍ, وأي عيد..! يوم
يسمعون:{ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ مَا
يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}.

ثم تقبلوا تهنئتي متمنياً لكم عيداً سعيداً, وعيشاً حميداً تنعمون في الدارين بصفائه.!

» من أحكام العيد
» فرحة العيد
» سنن العيد .....بعضها