حديث كفارة الصلاة وحكمه:

السلام عليكم ورحمة الله



----------------------------



في
هذه الايام انتبهت اخوتي الكرام لحديث يروج عبر مواقع التواصل الاجتماعي
المعروفة وهو حديث صلاة كفارة ، فبحث عن صحته، و لذا قررت وضع هذا الموضوع
؛ وهو على فكرة اول موضوع لي بهذا المنتدى وارجو ان يستفاد منه:



الحديث كالتالي:




قال
الرسول الله من فاته صلاه فى عمره فليقرأ ويصلى أربع ركعات بتشهد يقرأ فى
كل ركعه فاتحة الكتاب وسورة القدر 15 مره وسورة الكوثر وينوى ويقول نويت
أصلى أربع ركعات كفاره لما فاتنى وعن أبى بكر قال سمعت رسول الله يقول
أنها كفارة 100 سنه والله أعلى وأعلم وبعد الإنتهاء يدعو بهذا الدعاء
اللهم يا من لا تنفعك طاعتى ولا تضرك معصيتى تقبل منى مالا ينفعك وإغفر لى
ما لا يضرك يامن إذا وعد وفى وإذا تواعد تجاوز وعفا إغفر لعبد ظلم نفسه
أسألك اللهم إنى أعوذ بك من بطر الغنى وجهد الفقر إلهى خلقتنى ولم أك شيئا
وارتكبت المعاصى فإنى مقر لك بذنوبى فإن عفوت عنى فلا ينقص من ملكك شىء
وإن عذبتنى فلا يزيد فى سلطانك شىء إلهى أنت تجد من تعذبه غيرى وأنا لا
أجد من يرحمنى غيرك إغفر لى مابينى وبينك وإغفر لى ما بينى وبين خلقك يا
أرحم الراحمين ويارجاء السائلين ويا أمان الخائفين إرحمنى برحمتك الواسعه
أنت أرحم الراحمين يارب العالمين اللهم إغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين
والمسلمات وتابع بيننا وبينهم بالخيرات رب إغفر وإرحم وأنت خير الراحمين
وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد
وبعد ذلك يصلى على النبى مائة مره 100 ولو صلى أكثر من أربع ركعات تكون لأبويه وأقاربه وأهل البلد.....









اما حكمه:





هذا
الحديث لا أصل له في السنة الصحيحة ولا في الضعيفة ، وفيه ما يدل على انه
موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن دلائل وضعه :

-
معارضته للحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال :" من نسي صلاة أو نام عنها ، فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها " فقد دل
هذا الحديث وغيره من الأحاديث الصحيحة على ان من فاته صلاة عن نوم أو
نسيان فلا يكفرها إلا قضاؤها ، ( أما إن كان قد تعمد ترك الصلاة فإن عليه
التوبة إلى الله وقال بعض العلماء بان عليه قضاء الصلاة ) .

أما ما
ذكر في هذا الحديث الموضوع من ان من فاته صلاة فانه يصلي هذه الصلاة
المذكورة على هذه الصفة فهذا لا أصل له من دين الإسلام ولا يكفر الصلوات
التي تركها.

- انه قد ورد فيه التلفظ بالنية ( وينوى ويقول نويت
أصلى أربع ركعات كفاره لما فاتني ) ، والتلفظ بالنية لم يرد مطلقا عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم ،وقد أجمع الفقهاء على أن النية محلها القلب .

- انه يقلل من شأن الصلاة ويُغرى الناس بتركها حيث يَكفيهم عنها صلاةٌ واحدة في آخر جمعة من رمضان، ولم يَقُلْ بهذا أحد من العلماء.

جاء
في فتاوى الشيخ ابن باز ان سائلا سأله هذا السؤال : لقد وجدت في كتاب
المجموعة المباركة -تأليف عبده محمد- باباً في فائدة تقول: عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من فاتته صلاةٌ في عمره ولم يحصها فليقم في
آخر جمعة من رمضان فيصلي أربع ركعات بتشهد واحد، يقرأ في الركعة الواحدة
الفاتحة وسورة القدر عدد خمسة عشر مرة، وكذلك سورة الكوثر مثلها، ويقول في
النية: نويت أن أصلي أربع ركعات كفارة لما فاتني من الصلاة) فهل هذا صحيح؟

فأجاب : لا أصل له بل هو موضوع مكذوب فهذا ليس له أصل بل هو من الكذب والباطل .


وعليه فالواجب الحذر من نشر هذا الحديث الموضوع فإنه كذب على النبي و
قد
حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه فقال : " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ
مُتَعَمِّدًا ‏فَلْيَتَبَوَّأْ ‏مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ " رواه البخاري
/1291.
------------------

ارجو ان اكون قد افدتكم قليلا.....و المرجو النشر في جميع المواقع و المنتديات، و شكرا...و حظا موفقا لكم