واشنطن - أكد الدكتور
شارل العشي مدير مختبر الدفع النفاث ( تذج ) التابع لوكالة الفضاء
الأمريكية "ناسا" أن المسبار كيوريوسيتي سوف يقوم بالبحث عن مواد عضوية
تكشف عن احتمال وجود حياة في الماضي على المريخ.
وقال العشي ـ في تصريح
لراديو "سوا" اليوم "الثلاثاء" أن مهمة المسبار من الممكن أن تلقي الضوء
على كيفية تطور الحياة على الأرض، والأبعاد العملية للمشروع على حياة
البشر.
واستطرد العشي قائلا إن
المسبار كيوريوسيتي هبط على سطح المريخ ليل الأحد الماضي بعد أن جاب الفضاء
لأكثر من ثمانية أشهر وقطع 566 مليون كيلومترا قبل دخول الغلاف الجوي
للمريخ.
ولفت العشي إلى أن مختبر الدفع النفاث في ولاية كاليفورنيا والذي يترأسه قام بالتخطيط والتحكم بمسار المسبار.
وتابع العشي قائلا
إستكمالا لمهمة كيوريوسيتي "قمنا بتنزيل روبورت بحجم السيارة تقريبا، وعليه
العديد من المعدات التي يمكن أن تقوم بتحليل طبيعة أرضية المريخ، وما إذا
كانت هناك مواد تكشف عن حياة في الماضي أم لا.
واضاف أن مثل هذه الأبحاث
سوف تستغرق عدة سنوات لأن الأبحاث العلمية تبدأ بدراسة الأشياء الأساسية
أولا، منوها بأنه سيتم أخذ عينات من المريخ ووضعها بمختبرات كيميائية على
المركبة ثم نقوم بتحليل كيميائي لها لنرى مكوناتها وما إذا كانت تحوي مواد
عضوية".
وأشار العشي إلى المشروع
الثاني الذي بدأ مختبر الدفع النفاث بدراسته هو الذهاب إلى المريخ وإرجاع
عينات مواد إلى الأرض ليستطيع العلماء دراستها في مختبرات على الأرض بتحليل
أكثر دقة. وسيكون ذلك بعد عشر سنين تقريبا من الآن. إذ عادة يستغرق مشروع
كهذا ما بين ثماني إلى عشر سنوات ما بين بدء المشروع حتى إرساله إلى
المريخ، على حد قوله ، وفقا للعشي.
وعن إمكانية إرسال أناس
إلى المريخ كما أرسلوا إلى القمر .. قال: "هذا ليس بعيدا، ففي المستقبل
يمكن أن يكون ذلك. أعتقد أن ذلك قد يحصل بعد 20 أو 30 سنة من الآن. فحتى
نستطيع إرسال شخص إلى المريخ، يحتاج إلى تسعة أشهر للوصول من الأرض
إلى المريخ وتسعة أشهر
للعودة إلى الأرض، فهذا يعني مدة سنتين تقريبا. التحدي هو إرسال شخص لمدة
سنتين مع كل المأكولات والأدوية وغير ذلك من الحاجيات معه. وإذا أرسلنا
شخصا سنرسل أربعة أو خمسة أشخاص وليس شخصا واحدا فقط. ولا بد من إرسال
مركبة مجهزة بكل شيء مثل مركبة الفضاء الدولية الموجودة الآن حول الأرض،
وهذا مشروع كبير، لكننا نستطيع أن ننجزه".