إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي
له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده
ورسوله أما بعد :
فإن هذه الخطبة التي استفحت بها هذا المقال يقال
لها : خطبة الحاجة ، وقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- كثيرا ما يستفتح
بها خطبه ، وكان يعلمها أصحابه .
وهذه الخطبة حوت كثيراً من الفوائد ، بل حوت أصل الدين وقاعدته وهو توحيد الله –عز وجل- ونفي الشريك عنه –عز وجل-.
واشتملت
هذه الخطبة على أنواع التوحيد ، وفيها ثناء العبد على الله بما يستحقه ،
وفيها استعانة العبد بربه ومولاه ، واستغفاره من ذنوبه المتضمن غاية الذل
والافتقار إلى الله .
وفيها تفويض الأمر إلى الله ، وأن الهداية بيده سبحانه ، من شاء هداه ، ومن شاء أضله وأغواه بما كسبت يداه.
وفيها
الشهادتان ، وهما مفتاح الدخول في الإسلام ، ومفتاح الجنان ، وبتحقيق
شروطهما وواجباتهما يحل على العبد من ربه الرحمة والرضوان ، وتكتب له
البراءة الكاملة من النيران .
والكلام على فوائدة هذه الخطبة ومعانيها يطول ويطول .
عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال:
[إن ضماداً قدم مكة ، وكان من أزد شنوءة ، وكان يرقي من هذه الريح ، فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون: إن محمداً مجنون .
فقال: لو أنى رأيت هذا الرجل ، لعل الله يشفيه على يدي .
قال: فلقيه ، فقال: يا محمد إني أرقي من هذه الريح ، وإن الله يشفي على يدي من شاء ، فهل لك؟
فقال
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ((إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، [
ونستغفره ] ، [ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ] ، [ومن سيئات أعمالنا ] ، من
يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله . أما بعد )).
قال: فقال: أعد علي كلماتك هؤلاء .
فأعادهن عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاث مرات .
قال:
فقال: لقد سمعت قول الكهنة ، وقول السحرة ، وقول الشعراء ؛ فما سمعت مثل
كلماتك هؤلاء ، ولقد بلغن ناعوس البحر [وفي رواية: قاموس البحر] .
قال: فقال: هات يدك أبايعك على الإسلام . قال: فبايَعَه.
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ((وعلى قومك)) قال: وعلى قومي .
قال: فبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سريةً ، فمروا بقومه ، فقال صاحب السرية للجيش : هل أصبتم من هؤلاء شيئاً؟
فقال رجل من القوم: أصبت منهم مطهرة . فقال: ردوها ، فإن هؤلاء قوم ضماد. ] .
رقي من هذه الريح: أي أداوي بالقراءة ونحوها من الجنون ومن مس الجن.
## ناعوس البحر أو قاموس البحر : أي قعره الأقصى أو وسط البحر ، أو لجة البحر .
## المطهرة : الإناء الذي يتوضأ منه ويتطهر به.
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول
من ملتقى اهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2116