بدأت عند الساعة الثانية من ظهر أمس مياه الشرب بالعودة تدريجياً لمنازل المواطنين في مدينة الرقة وذلك بعد أن تسبب ارتفاع عكارة مياه نهر الفرات والناجمة أصلا عن فيضانات غير مسبوقة من حيث تاريخ وقوعها وردت له من خلال الأودية التي تصب فيه بقطع مياه الشرب لأكثر من
/15/ ساعة متتالية عنها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وقد كان لانقطاع المياه تداعياته السلبية على مواطني المدينة لا سيما أنه يأتي في فترة الحرارة الأشد صيفاً وامتد بأثره إلى أسعار عبوات مياه الشرب في المحلات العامة والتي زادت بنسبة تراوحت بين 25 و50%.
وفي معرض رده على استفسار من ( تشرين ) حول هذا الانقطاع بين المهندس محمود علي الموسى المدير العام للمؤسسة العامة لمياه الشرب في محافظة الرقة أن الفيضانات
التي نجمت عن الأمطار التي شهدتها منطقة عين عيسى الواقعة إلى الشمال
الغربي من المدينة حملتها الأودية والمسيلات إلى النهر لتشكل عكارة ارتفعت
بشكل كبير وبسرعة تصل نسبتها إلى أكثر من 300% بينما النسبة المسموح بها
هي أقل من 80 أي أن نسبة العكارة كانت أربعة أضعاف مما هو مسموح به وهذا
ما دعا المؤسسة للتوقف عن ضخ مياه الشرب في الشبكة
منذ ليلة أمس ولم تتم إعادة ضخ المياه إلا بعد أن تأكدنا من تخلص مياه
النهر بشكل متكامل من هذه العكارة ولذلك بدأت عودة المياه للشبكة.
وعن
أسباب عدم معالجة مثل هذه الحالة تقنياً أوضح أن المعالجة ترتبط بكميات
المياه المراد معالجتها فهي ممكنة إذ كانت الكمية التي ضخت أقل من 3000
متر مكعب بينما لا يمكن ذلك إذا تجاوزت الكميات التي ضخت هذه الكمية وهذا
ما يمكن القياس عليه إذا ما علمنا أن ما يضخ للمدينة هو بحدود /11000/ متر
مكعب من المياه.
وإذا ما كان القائمون على مياه المدينة يرون أن الحل الذي يستوجب تنفيذه بشكل إسعافي يتمثل بتدعيم الآبار الارتشاحية القائمة والموجودة في محطة التصفية الحالية والتركيز على الفلترة من خلال تنفيذ
طبقات لها فإنه بالمقابل تفرض هذه الحالة بما حملته من تداعيات وما تؤثره
لاحقاً على الصحة والسلامة العامة, تسريع الخطا نحو الحل المنهجي الذي سبق
أن اقترحته محافظة الرقة والذي يتضمن تنفيذ
نقل المياه من بحيرة الأسد أو من بحيرة سد البعث لجميع التجمعات السكانية
الواقعة على ضفتي نهر الفرات وبالتحديد تلك الواقعة من مخرج سد البعث
وباتجاه الشرق ضمن حدود المحافظة وحتى مدينة معدان وهو ما سبق أن توقفنا
أمامه قبل فترة قصيرة إذ تم إعداد دراسة أولية حول تأمين مصدر مائي آمن و
مستقر من حيث الكم والنوع لإروائها من مخرج سد البعث وذلك كون مخرج المياه
من سد البعث لا يتأثر بالمؤثرات وخاصة المتعلقة بمياه السيول والفيضانات وما تحمله وكذلك الصرف الوارد للنهر.
وإذا علمنا أنه قد تم خلال الفترة السابقة اتخاذ بعض الإجراءات اللازمة باتجاه هذا الحل بما فيه
الطلب من وزارة الري تخصيص المشروع المقترح بالمياه اللازمة من البحيرة
ولكن ذلك لم يبصر النور بعد والحل الأمثل لم يتحول إلى واقع والانطلاق بما
هو مقترح غير معلوم حالياً وهو على أهميته بالنسبة لمحافظة الرقة يستدعي
ضرورة أن تعمل الجهات المعنية وفي المقدمة وزارة الإسكان على تحقيق الانطلاق فيه
ليكون الانجاز الأكبر خدمياً وصحياً من خلال ما يستهدفه من تأمين مصدر
مائي آمن ومستقر للشرب و درء التلوث القائم عن مياه مدينة الرقة.