التعريف
فرس النهر حيوان شبه مائي وهو يستوطن البحيرات والأنهار في
إفريقيا جنوب
الصحراء الكبرى وقد إمتد موطنه في السابق عبر
وادي النيل وصولاً إلى
فلسطين والأردن شمالاً. تعيش أفراس النهر في مجموعات يبلغ عدد أفرادها حوالي 40 رأسا، وهي تبقى معظم النهار في الماء أو الوحل حتى تتبرّد. يحصل
التزاوج والولادة في الماء حيث تقوم الذكور الإقليمية بالتقاتل مع بعضها للسيطرة على مجال صغير من النهر، وتخرج أفراس النهر عند الغسق لترعى
الأعشاب ويعتبر الرعي نشاطا فرديا يقوم به كل فرد وحده أي أن الأفراس لا تتجمع كما تفعل عندما تكون في الماء قرب بعضها البعض.
تعتبر
الحيتانيات مثل
الحيتان وخنازير البحر وأقربائها هي أقرب الحيوانات لأفراس النهر على الرغم من تشابه تلك الأخيرة مع الخنازير وغيرها من
الحافرياتالمزدوجة الأصابع. يقدر العلماء أن أفراس النهر انفصلت عن أقربائها مند
حوالي 55 مليون سنة، وأن السلف المشترك للحيتان وأفراس النهر إنفصل عن
باقي
مزدوجات الأصابعمنذ حوالي 60 مليون سنة، أما أقدم المستحثات لفرس النهر فيقدر عمرها
بحوالي 16 مليون سنة وقد وجدت في أفريقيا وهي تنتمي إلى جنس "فرس النهر
الكيني" (
باللاتينية: Kenyapotamus).
يعرف فرس النهر بواسطة جسده الأسطواني الشكل والعديم الشعر، القوائم القصيرة، والحجم الضخم. يقارب فرس النهر
وحيد القرن الأبيض في حجمه ولا يفوقه في القد سوى
الفيلة، وعلى الرغم من قصر قوائمه فإن هذا الحيوان قادر على أن يسبق
إنساناً بسهولة في الجري فقد تم قياس سرعته بحدود 30 ميلا في الساعة وبالتالي فيمكن اعتبار أنه قادر على أن يسبق عدّاءً
أولمبياًفي سباق للمسافات القصيرة. يعتبر فرس النهر من أشد الحيوانات خطورة على
الإنسان على الرغم من شيوعه في حدائق الحيوانات وإظهاره بمظهر "العملاق
اللطيف". يعيش حاليا ما بين 125,000 إلى 150,000 فرس نهر في البريّة جنوبي
الصحراء الكبرى، وتعتبر
زامبيا (40,000 رأس)
وتنزانيا(20,000 - 30,000 رأس) الدول التي تؤوي أكبر أعداد من هذه الحيوانات، ولا
تزال أفراس النهر مهددة حالياً من القنص الغير شرعي للحصول على لحمها
وأنيابها
العاجيّة ومن فقدان المسكن.
تصنيفه
تصنّف البرنيقيات مع باقي
الحافريات في رتبة
مزدوجات الأصابع التي تضم أيضا
الجمليات،
البقريات،
الأيليات،
والخنزيريات على الرغم من أن أفراس النهر لا تربط بهذه المجموعات بشكل وثيق. كان
الإغريق القدماء يعتقدون أن أفراس النهر وثيقة الصلة بالأحصنة كما يدل اسمها، وكان
علماء البيئة يصنفون أفراس النهر مع
الخنازير حتى عام
1985 بناء على شكل طواحنها أو
أسنانها. إلا أن الدلائل التي ظهرت من
البروتين الموجود في
الدماء والحمض النووي والمستحثات أظهرت أن أقرب الحيوانات إلى أفراس النهر هي الحيتانيات أي الحيتان وخنازير البحر
والدلافينوأقربائها. تتشارك أفراس النهر في العديد من الصفات مع الحيتان أكثر من
الحافريات الأخرى مثل الخنازير، بما أن السلف المشترك للحيتان والبرنيقيات
إنفصل عن باقي الحافريات منذ ملايين السنين، وعلى الرغم من هذا فإن أنساب
هذه الحيوانات سرعان ما إنشقت عن باقي مزدوجات الأصابع بعد ذلك.
الغذاء
تكون أفراس النهر البالغة عدائية تجاه
التماسيحالتي تشاركها العيش في نفس البرك والأنهار، وتبلغ هذه العدائية ذروتها
عندما يكون لأفراس النهر صغار تحميها. تقوم التماسيح إلى جانب
الأسود و
الضباع المرقطة، بافتراس صغار أفراس النهر في بعض الأحيان, ويعرف عن هذه الحيوانات بأنها عدائية جدا تجاه
البشر أيضا حيث يزعم بأنها أخطر حيوانات إفريقيا وأكثرها تسببا للوفيات، حيث تقوم غالبا بمهاجمة القوارب وقتل من يكون على متنها،
[47]إلا أنه وبحسب تقرير أوردته إحدى المجلات الحكومية الأميركية فإنه وعلى
الرغم من أن هذه الحيوانات خطرة فإن الإحصائات حول عدد الوفيات التي
سببتها أفراس النهر غير متوافرة فعليا.
تقوم أفراس النهر بهزّ ذيلها عند التغوّط لتبعثر برازها على أكبر مسحة ممكنة لكي تعلّم منطقتها، كما
تبوّل إلى الخلف للسبب نفسه على الأرجح.
[49]من النادر أن تقتل أفراس النهر بعضها حتى خلال الصراعات الإقليمية، وعادة
ما يتوقف الذكر الإقليمي أو الذكر المسيطر والذكر المتحدي العازب عن
القتال عندما يتبين أيهما أقوى من الآخر. تقوم ذكور فرس النهر بقتل الصغار
عندما يصبح القطيع مكتظا جدا أو عندما يتضائل مسكنها بشكل كبير كما في
فترات الجفاف الطويلة، وقد تقوم الإناث أيضا بقتل الذكور لتحمي صغارها إلا
أن كلا التصرفين لا يعتبر طبيعيا في الفترات العاديّة.
الحياه الاجتماعيه
لطالما كانت دراسة التفاعل بين ذكور وإناث أفراس النهر تعتبر صعبة في
البرية وذلك عائد إلى أن هذه الحيوانات لا تمتلك فروقا بين الجنسين
وبالتالي لا يمكن تمييز الإناث من الذكور الصغيرة في السن تقريبا.لا تعتبر
أفراس النهر بأنها حيوانات اجتماعية على الرغم من أنها تعيش في مجموعات،
كما ويبدو بأنها لا تشكل روابط اجتماعية سوى بين الأمهات وبناتها. ولا
يزال سبب عيش هذه الحيوانات في مجموعات متراصّة غير معلوما حتى الآن.
تعتبر أفراس النهر حيوانات إقليمية في المياه فقط حيث يقوم كل ذكر
بالاستئثار ورئاسة بقعة صغيرة من النهر يبلغ طولها إجمالا 250 مترا وتحوي
قرابة عشرة إناث بينما يحوي القطيع بكامله قرابة 100 رأس. يسمح الذكر
المسيطر للذكور العازبة بدخول منطقته طالما أنها تتصرف بخضوع نحوه ولا
تحاول اجتذاب أي أنثى، وتتجمع أفراس النهر بداخل القطيع بناء على جنسها
فالذكور العازبة تبقى قرب غيرها من الذكور العازبة والإناث بجانب غيرها من
الإناث بينما يبقى الذكر المسيطر وحده، أما عندما ترعى هذه الحيوانات فإن
كلا منها يقوم بهذا بمفرده.
يظهر بأن أفراس النهر تتواصل شفهيا بواسطة الجأر والنفخ بأنوفها، كما يعتقد بأنها تتواصل بطريقة ارتداد الصوت
كالخفافيشإلا أن الهدف من هذه الأصوات لا يزال غير معلوم حاليا. وتمتلك أفراس النهر
قدرة مميزة تمكنها من رفع رأسها جزئيا فوق المياه وإصدار نداء ينتقل عبر
الهواء والماء على حد سواء فتتجاوب معها باقي الأفراس سواء كانت تحت الماء
أم فوقها.