لقد
حددت الشرائع السماوية كلها علاقة الرجل بالمرأة لبناء مجتمع جديد فالبيت
أو الأسرة نواة المجتمع البشرى واستقرار البيت هو استقرار المجتمع. وجاء
الإسلام ليعطى الرجل حقه ويعطى المرأة حقها فى إطار ما أراده الله تعالى
من حكمته فى خلقه فقد خلق كل منهما وجعل لكل منهما قدرات لتحمل الدور الذى
أراده جل وعلا وأنزل اليهما الأحكام التى تعمر بها الحياة على الأرض. وفى
حياة رسول الله الزوجية أسوة لأمته وقد أراد الله بنا خيرا إذ تعرفنا
بطريقة عملية على جوانب متعددة من هذه العلاقات المتشابكة.
واقتداءا بسنة سيدنا وحبيبنا محمد
عليه الصلاة والسلام...توجب علينا ان ندرس سيرته ونكون على دراية بحياته ....
ومن بين ما يجب ان نكون على علم به...هي حياته مع امهات المؤمنين...اي زوجاته رضي الله عنهن جميعا
من هنا...سنحاول ان نستعرض سيرة امهات المؤمنين بطريقة مختصرة وواضحة
وتكريمًا
للرفعة والمنزلة، وتتويجًا للفضل والعطاء، وتقديرًا للدور العظيم في مسيرة
الدعوة الإسلامية، جاءت الكنية "أُمَّهات المؤمنين" لتكون وسامًا على صدور
زوجات رسول الله [center]اللائي
تزوَّج بهن، وذلك في نحو قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى
بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}
[الأحزاب: 6]، وكان الهدف من إطلاق هذه الكنية عليهن تقرير حرمة الزواج
بهن بعد مفارقته
لهن، وهو الحكم الوارد في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا
رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا
إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} [الأحزاب: 53].
حيث قضى
الرسول عليه الصلاة والسلام حياة الشباب، وسنَّ الحاجة إلى النساء مع خديجة، المرأة الثيب التي تزيد
عنه في السن خمسة عشر عاماً، ولم يتزوج عليها، ولا أحب بعدها أحداً أكثر
من حبه لها، وكان طول حياته يذكرها، ويكرم صديقاتها ومعارفها، ولما قالت
له عائشة: "هل كانت إلا عجوزاً أبدلك الله خيراً منها -تعني نفسها-" وكانت
تُدِلّ بحداثة سنها وجمالها، وكونها بنت صديقه الأول، وصديقه الأكبر أبي
بكر -رضي الله عنه- قالت: فغضب، وقال: -صلى الله
عليه وسلم- والله ما أبدلني خيراً منها، آمَنَتْ بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ
كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد دون
غيرها من النساء".
من هذا الشاهد تعلم أن عفَّتَه -صلى الله
عليه وسلم- لا نظير لها، ولو شاء لتزوج بحسان الأبكار، أو لو شاء لتزوج على
خديجة كما كان يفعل غيره، لاسيما أن تعدد النساء كان في الجاهلية شائعاً
جداً، وليس له حدٌ معين، ولكنه عف ضميره، ولم يمد عينه إلى زهرة الحياة،
وزينتها.
أما باقي أزواجه -صلى الله
عليه وسلم- فخمس من قريش، وهنَّ عائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر، وأم حبيبة
بنت أبي سفيان، وسودة بنت زمعة، وأم سلمة بنت أمية، وأما الأربع الباقيات
فهن صفية بنت حيي الخيبرية، وميمونة بنت الحارث الهلالية، وزينب بنت جحش
الأسدية، وجويرية بنت الحارث المصطلقية، وليس فيهن كلِّهن بِكْرٌ إلا
عائشة.
والحكمة في تزوجه -صلى الله
عليه وسلم- بعد هجرته إلى المدينة ببضع نسوة في بضع سنين هو العناية بإصلاح
البيوت، وتهذيب النفوس، ونشر الفضيلة، وأن تكون أزواجه قدوة حسنة لجميع
النساء في تلقي العلم والحكمة، والرحمة، والتقوى والعبادة، والتربية
والتعليم.
والهدف من هذا الموضوع هو التعريف بأمهات المؤمنين وتتبع حياة رسول الله صلى الله
عليه وسلم لنرى مافيها من مقاصد سامية من التعفف وصيانة المرأة المسلمة من
التعرض لقسوة العيش وأيضا لكى نعى الخلفيات التى عليها شرعت العديد من
ألأحكام الخاصة بالحياة الأسرية. رضى الله عنهن إذ كن سببا لوصول العديد
من الأحكام إلينا. وسنذكر كل من هذه الفوائد فى موضعنا هذا بإذن الله.
على الروابط التالية
أمهات المؤمنين(1)-خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
http://www.dzayerna.net/vb/showthread.php?t=41349أمهات المؤمنين(2)-سَوْدَة بنت زَمْعَة رضي الله عنها
http://www.dzayerna.net/vb/showthread.php?t=41543أمهات المؤمنين(3)-عائشة بنت ابي بكر رضي الله عنها
http://www.dzayerna.net/vb/showthrea...345#post324345 [/center]