[center]بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة مكتوبة للشيخ جمال أبو بكر السقاف بعنوان:
(كونوا مع الصادقين)
إن الحمدلله نحمد ونستعينه ونستغفروه وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وبعد:
أيها
الأحباب ماصلى المصلون ولا صام الصائمون وقام القائمون وجاهد المجاهدون
إلا لينعم الله عليهم إلا ليكونوا مع الله إلا ليحققوا القرب من الله .
قال تعالى(وَمَنْ
يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ
وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) (69)
فهم في الرفيق الأعلى
ومع ذك فلا يحقق منهم تلك المنازل إلامن التزام الطريق الأقوم وتحلى بأفضل القيم
قال تعالى(وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )(33)
فالصدق أيها الأحباب من قيم الإسلام العظيمة :
1) فبه أمر الله المؤمنين( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).
2) ربط نجاتهم به قال تعالى(قَالَ
اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
3)
وجعل الإسلام الصدق مفتاح الصديقية: قال صلى الله عليه وسلم (إن الصدق
يهدي إلى البر وأن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله
صديقا )متفق عليه عن ابن مسعود- رضي الله عنه-
4) وجعله بركة( البيعان بالخيار مالم يتفرقا فإن صدقا وبينا في بيعهما بورك لهما ) متفق عليه عن حكيم بن حزام- رضي الله عنه-.
5) وجعله طمأنينة : قال صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة) رواه الترمذي عن الحسن بن علي - رضي الله عنه-
*
فالصدق هو الوفاء لله بالعمل هو موافقة السر النطق هو استواء السر
والعلانية والصدق امتحان وابتلاء واختبار لا مجرد دعوى قال تعالى(الم
* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا
يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ
اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )
* ومن هنا يكمن سر أمر الله لنبيه بأن يسأله الصدق.
قال
تعالى: (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ
صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا)
وقال تعالى (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ )
6) الصادقون ينعمون بالأجر والمغفرة:
قال تعالى(إِنَّ
الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ
وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ
وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ
وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ
كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا
عَظِيمًا )
أيها الأحبه و الصدق يكون في الأقوال والأعمال والأحوال:
1) ففي الأقوال:
قال صلى لله عليه وسلم (من قال لاإله إلا الله دخل الجنة )
وقال كعب بن مالك – رضي الله عنه- لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-في
قصة تخلفه عن غزوة تبوك (والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك
فقال صلى الله عليه وسلم : ( أما هذا فقد صدق) فكان الجزاء من الله قوله
تعالى فيه وصاحبيه (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ
عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ
فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ
مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).
*أبو سفيان مع هرقل قال: (لولا أن يأثروا على كذبا لكذبت ) فيا لله العجب أبو سفيان حال كفره يربأ بنفسه عن الكذب ولو على عدوه.
فإلى الكذابين الأفاكين الذين سودوا صفحات مجلاتهم وجرائدهم بالأكاذيب والأراجيف ألا حياء من الله ....
بالصدق ينجو الفتى من كل معضلة
والكذب يزري بأقوام وإن سادوا
2) الصدق في الأعمال:
قال تعالى ( قُلْ
إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ
إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ
عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)
فأعماله كلها لله .
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله انه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
إن الحمدلله نحمد ونستعينه ونستغفروه وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وبعد:
3)
أما الصدق في الأحوال في حمل هذا الدين فالنموذج الأعلى والقدوة المثلى
فيه صلى الله عليه وسلم فقد ساوموه على الملك والمال والشرف فهذا أبو
الوليد موفد قريش يساوم النبي صلى الله عليه وسلم على ترك دينه قائلا: يا
ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من
أموالنا وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك وإن كنت
تريد به ملكا ملكناك علينا .
*وهذا كعب بن مالك
حين تخلف عن غزوة تبوك وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجره ياتيه العرض
السخي من من ؟ من ملك غسان قائلا : (أما بعد فإنه قد بغلنا أن صاحبك جفاك
ولم يجعلك الله في دار هوان ولا مصيبة فالحق بنا نواسك) فماذا كان الجواب
قال كعب رضي الله عنه (وهذا من البلاء ) فيمم الرسالة التنور فسجرها. لقد
علم رضي الله عنه أنها مساومة على الولاء لحمل هذا الدين فثبت رحمه الله
ولم يتردد فكان من الصادقين.
*وهذا خبيب
– رضي الله عنه حين عرض على الصلب والملاء حوله فيخير بين أن يكون النبي
صلى الله عليه وسلم مكانه وهو في مكان النبي صلى الله عليه وسلم آمن في
سربه فقال رضي الله عنه ( والله ما أحب أن أكون مكانه وأن يشاك النبي صلى
اللله عليه وسلم بشوكة ).
انظروا حفظكم الله ورعاكم إلى هذا النموذج الفذ الرائع .
*وهذا الأعرابي المجاهد يقول شداد
بن الهاد - رضي الله عنه - :إن رجلا من الأْعرابِ جاء إلى النبي صلى الله
عليه وسلم ، فآمن به وَاتَّبَعَهُ ، ثم قال : أُهاجِرُ معك ، فأوْصى به
النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعضَ أَصْحابِه ، فلما كانت غَزاة ، غَنِم
النبيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْئا ،فَقَسَمَ وقَسَمَ له ، فأعْطَى
أصحابَهُ ما قَسَمَ له ، وكان يَرْعى ظَهْرَهم ، فلمَّا جاء دَفَعُوهُ
إليه ، فقال : ما هذا ؟ قالوا : قِسْمٌ قَسَمَ لَكَ النبيُّ صلى الله عليه
وسلم ، فأخَذَهُ ، فجاء به إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما
هذا ؟ قال : «قَسمْتُهُ لَكَ» ، قال : ما على هذا اتَّبَعْتُكَ ، ولكن
اتَّبَعْتُكَ على أنْ أُرْمى إلى هَا هُنا - وأشارَ إلى حَلْقِهِ -
بِسَهْمٍ فأموتَ ، فأَدْخلَ الْجنَّةَ ، فقال : «إنْ تَصْدُقِ اللّهَ
يَصْدُقْكَ»، فلَبِثُوا قليلا ، ثم نهَضُوا في قتال العَدُوِّ ، فأُتِى به
النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُحْمَلُ قد أصَابهُ سَهْمٌ حيثُ أشار ، فقال
النبيُّ صلى الله عليه وسلم : «أَهُوَ هُوَ» قالوا نعم ، قال : «صَدَقَ الله فَصَدقَهُ»
، ثم كفَّنَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في جُبَّتِهِ ، ثم قدَّمهُ
فَصَلَّى عليْه ، فكانَ ممَّا ظَهَرَ مِنْ صلاتِهِ : «اللَّهُمَّ هذا
عَبْدُكَ خَرَجَ مُهاجِرا في سبيلك ، فَقُتِل شَهيدا ، أنا شهيدٌ على
ذَلك». أخرجه النسائي.
هؤلاء صدقوا الله فهم رجال محمد صلى الله عليه وسلم رجال الصدق ولا يزال في الأمة خير .المقاومة في غزة وأفغانستان والعراق..
ففي عصرنا الحاضر نماذج تدلل عللا أن الخيرية في الأمة ماضية إلى قيام السعة وأن الأمل معقود على الصادقين المخلصين فيها .
فها
هو نزار ريان العلم المجاهد يظل تحت القصف الإسرائيلي على غزة ما يرده ذلك
عن دينه حتى يستشهد رحمه الله وكذا سعيد صيام وزير الداخلية في حكومة غزة
توافيه المنية تحت قذائف ونيران العدو الإسرائيلي صابرا محتسبا وهاهي
مواقف العلماء والدعاة والمصلحين عموما من أطباء ومهندسين وإعلاميين
واقتصاديين دالة على صدق حمله لهذا الدين من خلال مواقفهم إزاء حملات
التهكم على النبي صلى الله عليه وسلم وحصار غزة وأقلامهم ومنابرهم تشهد
لهم .
فإلى الكاذبين في حمل هذا الدين من الحكام والأمراء والإعلاميين أقول :
لايكذب المرء إلا من مهانته أو فعلة السؤ ا أو من قلة الأدب
لبعض جيفة كلب خير رائحة من كذبة المرء في جد وفي لعب
أيها الأحباب لقد أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله.
*الصدق
من أبرز معاني الإسلام فعلى المرء أن يربي أبناءه ونفسه على الصدق في جميع
أحواله وأقواله وأفعاله ولا يفتر فالصدق منجاة وتغتر بكثرة الكذابين
والمرجفين .
اللهم اجعلنا مع المتقين الصادقين
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأهلك الكفرة والمشركين
اللهم أيد إخواننا في غزة بتأييدك وانصرهم بنصرك
اللهم لاحول ولاقوة لهم إلا بك فكن لهم ناصراً ومعينا ً
اللهم اربط على قلوبهم وثبتهم وسددهم وانصرهم
اللهم انزل عليهم السكينة والطمأنينة وأيدهم بجنودك اللهم ارحم موتاهم وداوي جرحاهم وفك أسرهم واشف مرضاهم
اللهم اجعل لهم من كل هم فرجا ً ومن كل ضيق مخرجا ًومن كل عسر يسرا ً ومن كل بلاء عافية .
وصلى الله على حبيبنا محمد والحمد لله رب العالمين .
وقوموا إلى صلاتكم[/center]