علي أسامة (لشهب أسامة) المدير العام
الجنـسية : البلد : الجزائر الجنـــس : المتصفح : الهواية : عدد المساهمات : 26932 التقييم : 0 تاريخ التسجيل : 24/10/2008 العمر : 31 الموقع : https://readwithus.yoo7.com/ المزاج : nice توقيع المنتدى + دعاء :
| موضوع: مقال عبث الزراعة الخميس 14 يونيو - 10:43 | |
|
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]من الاسمدة الكيماوية الى المبيدات الزراعية حتى البيوتكنولوجى تاريخ الزراعة: اكتشفت الزراعة فى وقت ما فيما بين عشر الى خمسة عشر الف سنة من الآن. وفى الالفى سنة او الثلاث الاف سنة الاخيرة ارتقت الزراعة لتكون حضارات فلاحين متنوعة تتوافق مع بيئتهم المحلية. حضارات جميلة تستمد القدرة على التطور والنمو من داخلها, ومن علاقتها بالجوار. حدث هذا فى مناطق عديدة فى العالم, خاصة فى اوروبا وآسيا والمكسيك وامريكا الوسطى والانديز وبعض المناطق فى افريقيا. ومن بدايات المرحلة الاستعمارية, طور الفلاحون الامريكيون بالرغم من الكوارث العديدة: كعواصف الاتربة مثلا, نظم زراعية جميلة كانت فى طريقها لان تصبح نظم زراعة مستدامة. وكانت كثير من هذه الحضارات الزراعية فى حالة متماسكة, وظلت هكذا حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. ولكن القليل الذى تبقى منها الآن قد تمزق شر ممزق! نجحت الصناعة من خلال خطوات متتابعة فى الاستحواذ على العمليات الزراعية التى كان يقوم بها الفلاح, الواحدة بعد الاخرى. وقد انتزعنت منه كل ما كان من شأنه ان يحقق ناتج ربح مضمون, وتاركة له كل مخاطر العمليات الزراعية ليتحملها وحده مثل: مخاطر المحصول السيئ, والطقس الغير ملائم, وخسارة المال المستثمر نتيجة الزيادة المتعاظمة فى اسعار مستلزمات الدورة الزراعية, والانخفاض المستمر فى اسعار المنتج الزراعى الذى يبيعه. يدعى الخطاب التقليدى الذى يناصر اساليب الزراعة الحديثة ان هذه هى الطريقة الوحيدة التى تحل مشكلة الجوع فى العالم, وهى كذلك الطريقة الوحيدة القادرة على اطعام الجموع القادمة نتيجة الانفجار السكانى. ولكن ذلك بالطبع احد الاوهام!! فطبعا, يمكننا تحسين طرق الفلاح التقليدية بواسطة المعرفة العلمية التى نملكها اليوم عن: كيفية نمو النبات, وعن تركيب التربة, وكيميائها, وطرق تحديد عمرها, بالاضافة لمعرفتنا بالعمليات الحيوية التى تجرى داخل النبات ومعارف اخرى. ولكن التحسين لا ينبغى ان يكون فى اتجاه زراعة المساحات الهائلة بمحصول واحد, ولا بالاعتماد على الميكنة العالية للزراعة, ولا النظرة الاحادية لدور الاسمدة التجارية والمبيدات الاصطناعية فى انتاج زراعى ينقل عبر الكوكب كله. المحصول الزراعى الاوحد هو اختراع الحقبة الاستعمارية. فقوى الاستعمار كانت لن تستطيع استنزاف الكثير من الفلاحة التقليدية التى تزرع انواع كثيرة ومتنوعة من المزروعات من اجل الحفاظ على بقاء حياتهم ومن اجل اسواقهم المحلية والاقليمية. كانوا يريدون كميات هائلة من القطن والسكر والبن والشاى والكاكاو وغيرها. وهذا ما قاد الى انتزاع ملايين البشر من موطنهم الاصلى. وهو ايضا ما كان جذر تجارة العبيد من افريقيا الى الامريكتين. تلك التجارة التى تشكل واحدة من اعظم الكوارث فى التاريخ البشرى. ولكن مشكلة الزراعة الحديثة الجوهرية هى انها طريقة زراعة غير مستدامة. فحتى لو كانت انتاجيتها للحد الذى يدعونه, فذلك لن يؤدى الا لتأجيل الكارثة فقط. ولسوف تكون الكارثة اعظم حينما تحدث. واذا ما كانت مسئوليتنا هى اطعام النسل المتعاظم النمو, مع الاخذ فى الاعتبار واجبنا نحو ايجاد وسائل لوضع تزايد السكان العددى تحت السيطرة, لذا يجب علينا تطوير طرق انتاج زراعى مستدامة. ولقد طور الفلاح التقليدى, باستثناء عدد قليل جدا منهم, طرق مستدامة للزراعة. الفلاحون الصينيون يحصلون على انتاجية عالية من حقولهم لمدة استمرت اكثر من ثلاثة الاف عام دون ان يعتدوا على خصوبة تربتهم. بل على العكس من ذلك, فلقد ساعدوا بطريقتهم هذه فى الحفاظ عليها وزيادة خصوبتها الى حدها الاقصى. يتعلم الفلاحون المعاصرون, العائدون الى طرق الزراعة التقليدية, كيف تصبح زراعتهم مستدامة اكثر فاكثر؟ مع انتاجية مثالية للارض, ويستنبطون طرق متوافقة مع بيئتهم المحلية, بينما يحافظون على التنوع البيولوجى للنباتات التى كانت موجودة مسبقا فى بيئتهم الزراعية والمساحات الجغرافية المحيطة. دعنا نسميها باسم الزراعة المستعادة بدلا من اسماء كالزراعة البيولوجية او الزراعة العضوية او البديلة. فنحن عندما نتعامل مع الحياة, يصبح كل شئ, سواء أكان سيئا ام كان طيبا, فهو بيولوجى, وهو عضوى, حتى المذابح الجماعية هى ايضا عضوية. البديل فقط يعنى انه مختلف وقد يكون بديلا اسوأ. ولكن المستعاد يعنى استعادة ما فقدناه او استعادة ما خربه الاخرين. | |
|