البيعة البدعية

[center]بسم الله الرحمن الرحيم
البيعة البدعية
فوائد لخصها شيخنا يحيى الجبوري العراقي

إن
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن
سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد :
يقول أبو معاذ السلفي العراقي العلواني -كان الله له-:
فلظهور
فتنة الأحزاب المتدنسة بالسياسة العلمانية مجددا، وانتسابها -زورا
وبهتانا- للدعوة السلفية المباركة.. أرسل لي شيخنا يحيى الجبوري العراقي
من سجنه -يسر الله أمره ،وفرج كربه- هذه الفوائد العلمية حول (البيعة)،
ملخصة من "حكم الإنتماء"، و"البيعة بين السنة والبدعة"، نسأل الله أن يعم الإنتفاع بها:
1-البيعة:هي العهد على الطاعة بالمعروف ،وهي لذلك لا تكون إلا لولي أمر المسلمين، والطاعة الناشئة عنها لا تكون إلا له فقط.
٢- ولي
أمر المسلمين: هو أمير المؤمنين، وخليفة المسلمين، الممكن في ملكه، المنفذ
للأحكام، المطبق للحدود، المختار من قبل أهل الحل والعقد .
قال الإمام أحمد في "مسائل ابن هانئ": ((الإمام:الذي يجتمع المسلمون عليه، كلهم يقول هذا إمام)).
٣)- والقول
بأن هناك (بيعة عامة) -للخليفة المسلم-، و(بيعة خاصة) -لأمير الحزب، أو
رأس الجماعة!!- هو قول مبتدع، ولا يوجد دليل على هذا التفريق بين البيعتين
من الكتاب والسنة، وهدي السلف .
وكذلك
قولهم: أن طاعتهم لأمير حزبهم، ورأس جماعتهم تختلف عن طاعة ولي الأمر،
وخليفة المسلمين إدعاء باطل، وتفذلك فاسد، حيث أن التأمل في أحوال وأقوال
وتصرفات الأمراء والأفراد ينقض هذا الإدعاء.
٤- وتجويز هذه البيعة البدعية سيؤدي إلى ما حذر منه القائل -جزاه الله خيرا-:
مع أن لازم قولكم بجوازها ¤¤ فمجوز لسواكم ياأخوتي!! ¤¤ وسيدعي أي إمرء ذي عصبة ¤¤
أتباعه كي يتبعوه ببيعة ¤¤ فتصير بيعتنا كضحكة هازل ¤¤ واللعب بالأحكام أكبر حرمة ¤¤ مع أن قول رسولنا هو واضح ¤¤ أن التبايع ثابت لخليفة.
٥- وفي"فتاوى
اللجنة الدائمة" (رقم:١٦٧٤) برئاسة الامام ابن باز -رحمه الله-((لايجوز أن
يتفرق المسلمون في دينهم شيعا وأحزابا، يلعن بعضهم بعضآ، ويضرب بعضهم رقاب
بعض، فإن هذا التفرق مما نهى الله عنه، ونعى على من أحدثه، أو تابع أهله،
وتوعد فاعليه بالعذاب العظيم)).
٦- وختاما إليك هذا التطبيق السلفي العالي الذي يوضح لك فهم السلف -رضوان الله عليهم- لهذه المسألة:
فقد روى أبو نعيم في "حلية الأولياء" عن
التابعي الجليل مطرف بن عبد الله بن الشخير قال: ((كنا نأتي زيد بن صوحان
[رضي الله عنه] ...فأتيته ذات يوم، وقد كتبوا كتابا، فنسقوا كلاما من هذا
النحو: إن الله ربنا، ومحمد نبينا، والقرآن إمامنا، ومن كان معنا كنا،
وكنا له، ومن خالفنا كانت يدنا عليه، وكنا، وكنا،‎‎قال: فجعل
يعرض عليهم الكتاب رجلا رجلا، فيقولون: أقررت يا فلان؟، حتى انتهوا إلي،
فقالوا: أقررت يا فلان؟، قلت: لا، قال: لا تعجلوا على الغلام.. ما تقول يا
غلام؟، قال: قلت: إن الله قد أخذ علي عهدا في كتابه، فلن أحدث عهدا سوى
العهد الذي أخذه الله عز وجل علي، قال: فرجع القوم عن آخرهم، ما أقر به
أحد منهم، قال: قلت لمطرف: كم كنتم؟، قال: زهاء ثلاثين رجل)).
وهذا آخر ما أردنا التذكير به..
وصل اللهم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ربيع الآخر/ ١٤٣٣ بغداد