[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أسباب حدوث ظاهرة الجفاف بالمغرب :
أنواع الغازات المساهمة في التغيرات المناخية الكونية:
إن المعارف المتوفرة لدينا حول التغيرات المناخية المنتظرة على المدى البعيد غير كافية. لكن الأكيد، أن التحولات المناخية التي يشهدها المغرب مؤخرا تندرج في سياق آليات التقلبات العامة على صعيد كوكب الأرض. ويعزو خبراء المناخ ذلك إلى تراكم الغازات الدفيئة بالغلاف الجوي. فالأبحاث العلمية أثبتت أن طبقة الأوزون أصيبت بثقب تتسرب منه أشعة الشمس ما فوق البنفسجية إلى الأرض، وأن الجو أضحى محاطا بطبقة من الغازات السامة. فما هي إذن أهم أنواع هذه الغازات ؟
من المعلوم أن كوكب الأرض، يحيط به غلاف جوي سميك مكون من مجموعة من الغازات لها دور حيوي على المناخ. تقوم هذه الغازات بامتصاص جزء مهم من الأشعة الواردة من الشمس نهارا، والمنبعثة من الأرض ليلا، محافظة بذلك على الاعتدال المناخي لكوكبنا. ويعتبر هذا الامتصاص أساس التوازن المناخي.
منذ بداية العهد الصناعي أصبح الغلاف الجوي للأرض يتعرض تدريجيا لتراكم مجموعة من الغازات السامة المنبعثة من سطح الأرض، والتي تعرف بالغازات الدفيئة، لأن مفعولها يماثل مفعول الزجاج في الدفيئة (SERRE). ويبلغ حجم الغازات الدفيئة التي تنبعث من استعمال الطاقة بـ 25 مليار طن.
وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أول منتج لهذه الغازات الدفيئة بالعالم، فهي تنتج لوحدها 33 %. أما بلدان الاتحاد الأوربي واليابان وزيلاندا الجديدة فتنتج 41 %. فيما مساهمة المغرب في إنتاج الغازات الدفيئة تظل ضعيفة.
على ضوء دراسة قامت بإنجازها الوزارة المكلفة بالبيئة سنة 1995، تبين " أن انبعاث الغازات الدفيئة بالمغرب، ومنها ثاني أوكسيد الكاربون يبلغ 44 مليون طن، أي ما يعادل 1,7 طن للنسمة، مقابل 16,5 طن في هولاندا، و28 طن في الولايات المتحدة الأمريكية. ومن مصادر انبعاث ثاني أوكسيد الكاربون بالمغرب استهلاك مصادر الطاقة الحفرية (البترول والغاز و الفحم) التي ينبعث منها 45 % من المجموع .
أ- غاز ثاني أكسيد الكاربون:
يأتي غاز ثاني أكسيد الكاربون عن طريق الاحتراق غير الكامل للوقود الأحفوري (الفحم والبترول والغاز الطبيعي)، والذي يقدف به بكميات ضخمة نحو الجو من مداخن الوحدات الصناعية ووسائل المواصلات.
وحسب قياسات المنظمة العالمية للمتيورولوجيا، فإن أكثر من 65 % من مجموع مقذوفات غاز ثاني أوكسيد الكاربون في الهواء تأتي عن طريق أنشطة الإنسان. فيما أقل من 35 % تكون ناتجة عن العوامل الطبيعية. فهناك عشر دول (الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل وروسيا والصين والهند وألمانيا واليابان وبريطانيا ... ) تحرر حوالي 70 % من ثاني أوكسيد الكاربون في القشرة الهوائية.
ب – غاز الميثان (أو غاز المستنقعات):
قديما، كان هذا النوع من الغاز يصدر فقط عن الظواهر الطبيعية، كتخمر الأراض المبللة غير المهوأة ومياه المستنقعات والأنهار والبحار والمحيطات، وتحلل المواد العضوية بفعل نشاط البكتيريا وغيرها.
أما حديثا، فقد أصبح لأنشطة الإنسان دور في زيادة انبعاث غاز الميثان نحو الجو. وتأتي مساهمة الإنسان في هذه الزيادة عن طريق استعمال الوقود الأحفوري واتساع نطاق زراعة الأرز وتربية المواشي وإحراق الغابات والأزبال. و " تقدر مساحة الأشجار التي يجتثها الإنسان سنويا بنحو 11 مليون هكتار. وهو بذلك، يساهم في القضاء على التوازن البيئي الجوي الطبيعي. ومن ثمة، التأثير على النظام الجوي المناخي" 1. و تقدر المصادر البشرية التي ينبعث منها غاز الميثان نحو الجو بـ 350 مليون طن/السنة. في حين، لا تتجاوز 150 مليون طن/السنة بالنسبة للمصادر الطبيعية.
ج – غاز أكسيد النتروز:
يصنف غاز ثاني أوكسيد النتروز ضمن الغازات الدفيئة، حيث ينبعث إلى الجو بفعل التحلل البكتيري والميكروبي للمادة العضوية في التربة. كما يصدر عن إحراق الوقود الأحفوري واستعمال الأسمدة الآزوتية." تقدر كمياته الإجمالية حاليا في الهواء بحوالي 500 1 مليون طن. سنويا تنمو كميته بمعدل 3 إلى 4,5 مليون طن" 2. وبذلك، فهو يساهم بـ 6 % من أثر الدفيئة الجوية. وبالرغم من ضعف كميته، فإن خطورته تتمثل في أن له طاقة فعالة في امتصاص وحجز الإشعاع الأرضي.
د – غاز الفلورو كبريت:
توصل فريق من العلماء الدوليين مؤخرا إلى اكتشاف غاز جديد أشد تأثيرا على قشرة الأوزون من غاز ثاني أكسيد الكاربون. يستعمل هذا الغاز في صناعة الثلاجات وعبوات العطور والمواد الكيماوية مثل مبيدات الحشرات. و لا يقتصر تفوق غاز الفلورو كبريت عن غاز ثاني أكسيد الكاربون في ظاهرة التسخين الحراري للأرض فحسب، بل يتعداه من ناحية طول حياته في البيئة، إذ بإمكانه أن يبقى في أجواء الكرة الأرضية لعدة آلاف من السنين.
أشار بعض العلماء من معهد " ماركس بلانك " الألماني وآخرون من جامعة فرانكفورت الألمانية، أن تركيز غاز الفلوروكبريت في أجواء الأرض يرتفع سنويا بنسبة 6 %، وأن خطورته على البيئة تفوق بكثير غاز ثاني أكسيد الكاربون.