صحف الحرية
ليس اعظم في الدنيا ممن يبنون قلاع الحرية، ويكتبون في صحف الحرية، تلك التي
تتمثل في الصفحات التي تصدر كل يوم تحمل رايات الحرية وتدافع عن المظلوم وتذود عن حريات
الشعوب، تلك الصفحات التي تتصدى كل يوم للإهمال والفساد، تلك الصفحات التي تحارب كل من
تسول له نفسه ان يتعدى على حقوق الشعوب، من يبني منزلا لا يواجه إلا اخطارا محدودة،
من يبتكر ابتكارا لا يتعرض إلا لمشقة التفكير، ولكن الصحفي الذي يدافع عن حق
الشعب يعرض نفسه لكل اشكال الحرب، ويتعرض للمشاكل يوما بعد الاخر، الاحتلال ضد
ويحارب الصحافة، الديكتاتورية والاستبداد تحارب الصحافة، الفساد ضد ويحارب الصحافة، الاطماع
تحارب الصحافة، الاحقاد تحارب الصحافة، وكلهم يحاربون حرية الصحافة، فصاحب الصحافة السوي
يطوي بين جوانحه الايمان بحق شعبه في الحرية وفي العدالة، وفي ان يحكم الشعب نفسه بنفسه، يحيى
ويموت ولكن ايمانه بحق شعبه لا يموت، فهو نور الحق يحمل شعلته من يؤمن بحقوق الناس والبسطاء،
فالإيمان بحقوق الناس هو صورة رائعة للإيمان بالله، سبحانه وتعالى انزل الرسل بالهداية ليدفع البشرية
إلى سواء السبيل، فمن يدافع عن حقوق الناس انما يسلك اوعر السبل واصعبهافي عبادة الله، فطوبى لمن
يعبدون الله في الدفاع عن حقوق الناس، وهم يرفعون مشاعل الحرية، كل المشاعل تنطفئ إلا مشاعل
الحرية، تظل في احلك الظلمات تبث بصيص الضوء والامل في القلوب، فالنبض يتوقف
ولكن نبض الحق يخفق، فالحق قوة من قوى الله.