كلما تمر قرب باب ثانوية إعدادية أو ثانوية تأهيلية إلا و تجدها
مزدحمة بالفتيان و الفتيات ، سواءا في أوقات الدراسة أو غير ذلك .
و هذه ظاهرة خطيرة . فالوقت الذي يقضيه الطلبة خارج أسوار المؤسسات التعليمية أكبر من الحيز الزمني الذي يقضونه في التحصيل العلمي و رغم أن
هذه المؤسسات تزود الطلبة بالإيقاعات الزمينية ، إلا أن الآباء يجهلون الفترة الدراسية اليويمية لأبنائهم ، و هذا راجع لجهلهم أو لاشتغالهم طيلة النهار .
و أنا أعلم الكثير من الطلبة و خاصة الإناث منهم الذين يقولون لآبائهم
و أمهاتهم أن يومهم الدراسي ينطلق في الثامنة صباحا و ينتهي في السادسة مساءا مع استثناء فترة الزوال طبعا . فالفتاة بهذه الطريقة تتخلص من
البيت و من أتعابه و قد كان حريا بها أن تقضي وقت فراغها في مساعدة
أمها أو في المذاكرة بدل الوقوف على أبواب المدارس مع الشبان يستمعون الموسيقى و يتبادلون أطراف الحديث الذي لا جدوى منه .
و قد حدث أ، كنت بمقهى في إحدى الصبحيات و كان هناك مجموعة من
الطلبة فتيان و فتياة يتحدثون و يقهقهون و لما دقت الساعة الثانثة عشرا
زوالا هرولت إحداهن و قالت "انتهت الحصة يا أصدقاء هيا إلى المنازل "
و كل ما يقال عن الفتاة يقال عن الفتى فلكل حقوقه و واجباته و المسؤولية
الملقاة على عاتق الطلبة مسؤولية جسيمة يجب الانتباه إليها .
و هذه مسؤولية الجميع آباءا و أساتذة و إداريين و فاعلين تربوين
و حتى السلطات .