بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين
وعلى آله وصحبه أجمعين إلـى يوم الدين اما بعد :
قال تعالى :
{فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ}
شبههم الله في إعراضهم ونفورهم عن القرآن:
بحمر رأت الأسد أو الرماة ففرت منه
وهذا من بديع القياس والتمثيل
فإن القوم في جهلهم بما بعث الله به رسوله كالحمر
وهي لا تعقل شيئا
فإذا سمعت صوت الأسد أو الرامي نفرت منه أشد النفور
وهذا غاية الذم لهؤلاء
فإنهم نفروا عن الهدى الذي فيه سعادتهم وحياتهم
كنفور الحمر عما يهلكها ويعقرها
وتحت المستنفرة معنى أبلغ من النافرة
فإنها لشدة نفورها
قد استنفر بعضها بعضا وحضه على النفور
فإن في الاستفعال من الطلب قدرا زائدا على الفعل المجرد
فكأنها تواصت بالنفور وتواطأت عليه
اعلام الموقعين عن رب العالمين ابن القيم رحمه الله