[center]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين
وعلى آله وصحبه أجمعين .. إلـى يوم الدين اما بعد :
يقول ربنا عز وجل ﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الحشر:7 ]
وقوله -عز وجل-: ﴿
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ﴾ [الأحزاب:36]
قوله تعالى:
﴿ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ
اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا
وَهُمْ مُهْتَدُون ﴾ [يس: 20- 21].
وقال تعالى: ﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 3]، ويقال: أتبعه: أي إذا لحقه،
قال تعالى: ﴿
ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا
كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ
فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [المؤمنون: 44].
عن أَبي مُحَمّدٍ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاصِ رَضِي اللهُ عَنْهُما قالَ قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
{لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَواهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ}
عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث:
النووي - المصدر:
الأربعون النووية- الصفحة أو الرقم:41
خلاصة حكم المحدث:حسن صحيح
قوله: { لا يؤمن } أي لايؤمن الإيمان الكامل، وليس المراد نفي الإيمان بالكلية.
وقوله: { حتى يكون هواه } أي: ميله وإرادته.
وقوله: { تبعاً لما جئت به } أي: لما جاء به من الشرع فلا يلتفت إلى غيره
لقد
ضرب لنا الصحابة الكرام المثل والقدوة في امتثال تلك الآيات , وفي تحري
طاعته - صلى الله عليه وسلم - والاقتداء به على الفور في كل ما يصدر منه
أخرج
البخاري - رحمه الله - اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب ،
فاتخذ الناس خواتيم من ذهب ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إني اتخذت
خاتما من ذهب ) . فنبذه وقال : ( إني لن ألبسه أبدا ) فنبذ الناس خواتيمهم
الراوي : عبدالله بن عمر المحدث:
البخاري - المصدر:
صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:7298
خلاصة حكم المحدث:[صحيح]
وقال-عز وجل-: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴾ [النساء: 80]
وأخرج
أبو داود عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : "بينما رسول الله صلى
الله عليه وسلم يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره فلما رأى ذلك
القوم ألقوا نعالهم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال ما
حملكم على إلقاء نعالكم قالوا رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن جبريل صلى الله عليه وسلم أتاني فأخبرني أن فيهما قذرا أو قال أذى وقال إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر فإن رأى في نعليه قذرا أو أذى فليمسحه وليصل فيهما
الراوي:أبو سعيد الخدريالمحدث:-
الألباني المصدر:
صحيح أبي داود- الصفحة أو الرقم:650
خلاصة حكم المحدث:صحيح
هكذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم يعيش في حياتهم رضي الله عنهم أجمعين في سلوكه و أوامره ونواهيه فامتثلوا أوامره وساروا على نهجه
ودربه فكان أتباعهم للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أن رأوه ويوم أن غادرهم والتحق بموته إلى الرفيق الأعلى
وإلى آخر يوم من حياتهم رضي الله عنهم وأرضاهم والأمثلة من هنا لا تعد في جميع حياة الصحابة ولا تحصى
وبهذا فاز الصحابة الكرام وكانت لهم الدنيا كما كانت لهم الآخرة ، فمن أراد اللحاق بهم فليسر على دربهم، وليفع فعلهم
من أتباع أهل الإيمان للنبي صلى الله عليه وسلم ممن لم يروه
وإن
كان قائل يقول بأن هؤلاء قد رأو النبي صلى الله عليه وسلم وعاصروه وتربوا
على يديه ونهلوا منه فلنرى كيف حال الذين من بعدهم في إتباع النبي على مر
العصور وكيف بينوا من خلال حياتهم أن إستمرارية إتباع النبي صلى الله عليه
وسلم هي قضيتهم المنهجية لهم وإنها مستمرة ما أستمر أهل الإيمان.
التابعين:
التابعون لم يروا النبي لكنهم أمنوا به فأتبعوه وكان رسول الله حياً في
قلوبهم موجوداً في حياتهم لا يتقدمون إلا بأمره لا ينهون إلا بنهيه
المتمثلة بسنته بما فيها أقواله ووصاياه وما نقل إليهم من أفعاله صلى الله
عليه وسلم.
الصبي الذي يسكت حتى أستقرت. فكان الحسن البصري رحمه الله إذا روى هذا
هذا صلاح الدين الأيوبي محرر بيت المقدس (532-589)هـ. يقول للناس لقد هزمتهم لبعدكم عن طريق الله ولن تنصروا حتى تعودوا إلى الطريق.
لها ولأجل نشرها فكان يرد رحمه الله: (إن دين الإسلام مبني على أصلين الأول: أن تعبد الله وحده لا شريك له. والأصل الثاني: أن يعبد لما شرعه على لسان رسوله وهذان الأصلان الكبيران هما حقيقة قولنا نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمد رسول الله.
ذلك في سيرهم وحالهم ظاهرها وباطنها ولا يمكن لأحد أن يحصيها.