علي أسامة (لشهب أسامة) المدير العام
الجنـسية : البلد : الجزائر الجنـــس : المتصفح : الهواية : عدد المساهمات : 26932 التقييم : 0 تاريخ التسجيل : 24/10/2008 العمر : 31 الموقع : https://readwithus.yoo7.com/ المزاج : nice توقيع المنتدى + دعاء :
| موضوع: {الاسلام والبيئة} ! السبت 24 مارس - 19:09 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إذا تيقنا أن الأديان السماوية جاءت لتحقيق السعادة للبشرية ، وتيقنا أيضاً أن المشاريع العلمية المعاصرة تدعو لتحقيق السعادة البشرية ، تيقنا أن غاية الأديان لا تختلف عن غاية العلوم ، ولا قطيعة بين العلم والدين بعد ذلك . ومن صور الاتفاق في هذه الغاية موضوع " تلوث البيئة " ، فالقرآن الكريم وهو آخر الكتب السماوية يضع السعادة والشقاء البشريين مرهونين بطرفي " الاستعمار = الاستصلاح " و " الإفساد = التلوث " ، ففي قوله تعالى (" ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون" . فالمقصود بكلمة فساد هنا والمَفْسَدَةُ: خلاف المصْلَحة. والاستفسادُ: خلاف الاستصلاح ... ، أما قوله تعالى ظهر الفساد هنا: أي الجَدْب في البرّ والقحط فيالبحر أَي في المُدُن التي على الأَنهار؛ هذا قول الزجاجِيِّ. ويقال: أَفْسَدَ فلان المالَ يُفَسِدُه إِفْساداً وفَساداً، والله لا يحب الفساد. وفَسَّدَ الشيءَ إِذا أَبَارَه . فكل ما يغير من طبيعة الخلق نحو السيء هو فساد ،فأصل الدعوة هنا الحفاظ على البيئة من كل ما يضرّ بها على رأي بعض المفسرين كما ذكرنا . وكذلك قوله تعالى (كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين) فالله قد حبنا بنعمه ظاهرة وباطنه لذا يجب المحافظة عليها بإتباع الطرق فالفساد في الأرض هو ضرر يطال الإنسان والحيوان والنبات ، ومتناقض مع ما يريده سبحانه من عمارة الأرض ، لذلك تنطبق عليه كل الأمور الشرعية التي ذكرتها الآيتان ليتبين لنا أن الإسلام قبل 14قرنا حذر مما تعاني منه البشرية اليوم والقرآن عندما يخاطب الإنسان داعيا له إلى الخير إنما يقصد الجنس البشري بأجمعه وليس المجتمع الإسلامي فقط ، وعندما يتكلم عن الأرض وإصلاحها وعمارتها إنما يقصد كل الكوكب لا بقع المسلمين ، بل إن القرآن ينظر إلى البشرية على أنها أسرة واحدة ؛ قال تعالى : ( يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ) فما يحدث من ضرر بيئي مؤكد لن يضرّ مكاناً دون آخر ولا مجموعة بشرية دون أخرى ،فالإصلاح وهو ما نجده واضح الإشارة في القرآن ، فنجد الكثير من الآيات القرآنية التي تشير إلى هذا الأمر فقوله تعالى( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعاً أن رحمة الله قريب من المحسنين) دليل على ما نذهب إليه هنا يقصد به عمران الأرض، أما الفساد في الإسلام لا يشمل الجانب العقائدي أو الأخلاقي فحسب، بل عموم الفساد ومنه البيئي وكل ما هو ضار في هذا الكوكب . وحين يقول سبحانه و تعالى ( واستعمركم فيها) يريد منفعة العمارة والصلاح في حين يؤدي الفساد إلى كوارث تضرّ بالمفسد في الأرض تقع عليه عقوبات قاسية فالإخلال بالموازين البيئية الطبيعية تعتبر من أهم المفاسد التي تقررها الشريعة , لأن التدهور في الظروف والعوامل البيئية يحمل معه خطرا ً حقيقيا ً على البشرية جمعاء وهذا يتناقض مع ما ينادي به الإسلام وأظن جازمة أن الحفاظ على البيئة والخلاص من الخطر الذي يهدد الإنسانية هو بنشر الوعي البيئي والوقوف بشكل جدي أمام الأخطار المحدقة بالكون جراء جهل الإنسان بنواميس البيئة ، و بين مستقبل البيئة ومستقبل الإنسان. وهو ما لا يختلف عن دعوة العلوم الحديثة ولاسيما في الغرب إلى محاربة كل مخلفات الثورة الصناعية وتأثيراتها في البيئة ، فهناك منظمة حقوق البيئة ومنظمات أخرى تسعى للدفاع عن كل ما يدخل ضمن البيئة من إنسان وحيوان ونبات . إذن موضوع الحفاظ على البيئة والتلوث البيئي لا يختلف عن موضوع " الاستعمار= الاستصلاح " و " الإفساد " في المنظور القرآني ، فالتلوث البيئي في المنظور الحديث (( تواجد أي مواد تفسد نظام الطبيعة وما تحتويه من كائنات حية ونباتية ، وغلاف جوي ، بالإضافة إلى إفسادها للخواص الطبيعية والكيميائية للأشياء بحيث يؤدي ذلك إلى الإخلال بالتوازن البيئي . أو هو : وجود أي مادة أو طاقة في غير مكانها وزمانها وكميتها المناسبة .. )، وهو عينه ما أشار إليه المفسرون في توجيه النصوص القرآنية السابق ذكرها .
• {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}. [الأعراف: 85] • {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}. [الروم: 41]. • {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}. [المائدة: 32]. • {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}. [المائدة: 2]. • {وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ}. [غافر: 43]. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|