المحافظة
على البيئة تأخذ أشكالاً مختلفة والجميع يتحدث عن إيجاد الآلية التي ترتقي
بالقوانين البيئية التي تتناغم مع سلوكيات يومية مطلوبة لتشكل بمجملها
حداً للتلوث والتدهور البيئي, وهذا الموضوع يتم الحديث عنه بطرق متعددة
تبعاً للإمكانيات ووفق الخطر الذي يتجلى من خلال نسب التلوث أو حدوث خلل
في التوازن البيئي الطبيعي.
أمور
كثيرة تلعب دوراً كبيراً في إيجاد الخلل الحاصل بالتوازن البيئي حيث تخريب
المناطق الزراعية وقطع الأشجار واستبدالها بكتل إسمنتية, في حين أنه توجد
مناطق شاسعة غير صالحة للزراعة يمكن استثمارها لإقامة المدن الصناعية
والمنشآت التي تنفث سمومها وترفع معدلات التلوث وتخلق خللاً واضحاً في
البيئة بشكل عام.
الاحتفال
المركزي الذي أقيم مؤخراً بيوم البيئة العربي في طرطوس و ترافق مع أنشطة
وندوات وفعاليات شملت معظم المحافظات والتي تم تسليط الضوء من خلالها على
أهم المشكلات البيئية وكيفية الحد من أضرارها, يجعلنا نتحدث عن قضايا
كثيرة تشكل مشكلة بيئية حقيقية يصعب التهرب من نتائجها كمعمل إسمنت طرطوس
الذي أثر بشكل واضح على المزروعات وأشجار الزيتون والحمضيات المجاورة له
والبعيدة, وهذا مرهون باتجاه الرياح وما تحمله من غبار يتراكم يوماً بعد
يوم على هذه الحقول ويشكل لها عقماً ويحد من إنتاجيتها, كذلك مصفاة بانياس
والمحطة الحرارية ودورهما في تلوث البيئة في المدينة الساحلية الجميلة,
وأثر ذلك واضح على الأشجار والمزروعات بشكل مباشر, فطبقة هباب الفحم
الواضحة هي الدلالة على هذه التأثيرات وما لها من أثر سلبي على حياة
الإنسان والأمراض التي ترافق ذلك.
ربما يقول البعض ما جدوى الكلام في مشروعات أصبحت واقعاً ويصعب الاستغناء عنها أو استبدالها?
نتحدث
عن تأثيرات واضحة ارتسمت معالمها من خلال النتائج وتأثيرها على البيئة
الزراعية وانعكست على صحة الانسان, ولا بد من حلول سريعة أهمها ضبط التلوث
والحد منه قدر الإمكان وفي الوقت نفسه تكون بمثابة دروس لإقامة أي منشأة
في المستقبل تؤثر على المناطق الزراعية.
الأمر
الآخر الذي لا بد من الحديث عنه يتعلق بالبيئة البحرية? فالتعديات التي
حصلت في السابق وربما تحصل مستقبلاً في استجرار رمال الشاطىء أو الحصى أو
في طرق الصيد الجائر أو جميع مصادر التلوث بأنواعها وأشكالها المختلفة
التي تمتزج بمياه البحر, هي بمثابة تدمير تدريجي للبيئة الطبيعية
المتوازنة التي تحافظ على جمالية البحر وعلى جمالية الشاطىء من جهة وتساعد
على تكاثر الأسماك, وتجعل مياه البحر من جهة أخرى خالية من أي ملوثات
بعيداً عن الأساليب التي تمارس بالتعدي على رماله, وبيئة الأسماك التي
جعلت شواطئنا فقيرة بالأسماك وأنواعها نتيجة انعدام البيئة المناسبة
لتكاثرها فتنخفض حصة الفرد من الأسماك البحرية نتيجة غلاء الأسعار وخاصة
في موسم الشتاء.
إن
فقدان توازن الحياة البحرية وانخفاض المردود يعود الى أسباب عديدة منها ما
هو متعلق بطبيعة الشاطىء, ومنها ما هو متعلق بقلة المواد الغذائية التي
تلعب دوراً مهماً في تناقص كميات الأسماك وهجرتها الى شواطىء أكثر أماناً
واستقراراً.
ما
نتمناه الوصول الى صيغ وسلوكيات تساهم بالحد من التدهور البيئي والتخفيف
قدر المستطاع من الأضرار البيئية التي تنعكس سلباً على النبات والكائنات
الحية