مقتطفات من كتاب الأحاديث القدسية لجمال محمد علي الشقيري من نقلي الخاص وبتصرف
في شرح الأشباه للحموي : الإخلاص سر بينك وبين ربك ،لايطلع عليه ملك فيكتبه،ولاشيطان فيبطله،ولا هوى فيميله .
وقال بعض العرفاء : المخلص من لا يحب أن يحمده الناس على شيء من أعماله .
قال الإمام الغزالي في الاحياء : إعلم أن الرياء حرام ،والمرائي عند الله ممقوت .وقد شهدت لذالك الآيات والاخبار والأثار .
أما الآيات فقوله تعالى :( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون *الذين هم يراءون ويمنعون الماعون)
وأما الاخبار : فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ساله رجل ،فقال يارسول الله فيم النجاة ؟ قال (أن لايعمل العبد بطاعة الله يريد بها الناس )
وأما الأثار : فيروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه -رأى رجلا يطأطيء رقبته ،فقال ياصاحب الرقبة ، إرفع رقبتك ،ليس الخشوع في الرقاب إنما الخشوع في
القلوب .
وقال علي رضي الله عنه (للمرائي ثلاث علامات يكسل إذا كان وحده وينشط إذا كان في الناس ،ويزيد في العمل إذا أثنى عليه ، وينقص إذا ذم ..الخ)
وقال بعض العارفين (الرياء ترك العبد عمله المعتاد خوفا من أن يقول الناس مرائيا،وأما العمل للناس فهو شرك)
(حديث قدسي)
أخرجه الترمذي في صحيحه - باب- ( الرياء والسمعــة )
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه و سلم - قال :
(إن الله - تبارك و تعالى - إذا كان يوم القيامـة ينزل إلى العباد ، ليقضي بينهم ، و كل أمة جاثـية . فأول من يدعونه رجل جمع القرآن ، ورجل
يقتل في سبيل الله ، ورجل كثير المال ، فيقول الله للقارئ : ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي ؟ قال : بلى يا رب ، قال : فماذا عملت فيما علمت
؟ قال : كنت أقوم به آناء الليل ، وآناء النهار ، فيقول الله له : كذبت ، وتقول الملائكة له : كذبت ، ويقول الله : بل أردت أن يقال : أن فلانا
قارئ ، فقد قيل ذاك . ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له : ألم أوسع عليك ؟ حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد ؟ فيقول : بلى يا رب ، قال : فما
عملت فيما آتيتك ؟ قال : كنت أصل الرحم ، وأتصدق ، فيقــول الله لـه : كذبت ، و تقول له الملائكة : كذبت ، ويقول الله تعالى : بل أردت أن
يقال : فلان جواد ، فقد قيل ذاك . و يؤتى بالذي قتل في سبيل الله ، فيقول الله له : فيما قــُـتلت ؟ فيقول : أمرت بالجهاد في سبيلك ، فقاتلت حتى
قــُـتلت ، فيقول الله تعالى له : كذبت ، وتقول الملائكة له : كذبت ، ويقول الله : بل أردت أن يقال فلان جريء ، فقد قيل ذاك . ثـم ضرب رسول
الله - صلى الله عليه و سلم - على ركبتي ، فقال : يا أبا هريرة ، أولـئـك الثلاثـة أول خلق الله ، تـسعــر بهم النار يوم القيامـة )
في
شرح النووي وغيره قوله ( من قاتل للرياء والسمعة ) قال في حياة القلوب
:إعلم أن حقيقة الرياء هي طلب المنزلة في قلوب الناس بالعبادات و أعمال
الخير .
وهي من خبائث أفعال القلوب .وهي في العبادات إستهزاء بالله تعالى