دور الثقافة والتراث في تعزيز مفهوم الانتماء الوطني

يعتبر
مفهوم الانتماء الوطني من المفاهيم العالمية ، والمهمة في عالمنا المعاصر
والذي اصبح من المفاهيم التي تتكرر كثيراً في وسائل الإعلام المختلفة وفي
الكثير من المحاضرات والندوات بل اصبح مصطلحاً ومفهوماً رئيسياً في حياتنا
اليومية.

وقد عرف هذا المفهوم لغة: معناه الانتساب ، فانتماء الولد
إلى أبيه انتسابه إليه واعتزازه به ، والانتماء مأخوذ من النمو والزيادة
والكثرة والارتفاع فالشجر ينمو وكذلك الإنسان.

كما عرف البعض
الانتماء اصطلاحاً: هو الانتساب الحقيقي للدين الإسلامي والوطن والقيادة
فكراً ومشاعراً ووجداناً ، واعتزاز الفرد بالانتماء إلى دينه من خلال
الالتزام بتعاليمه والثبات على منهجه وتفاعله مع احتياجات وطنه وتظهر هذه
التفاعلات من خلال ظهور محبة الفرد لوطنه والاعتزاز بالانضمام الية
والتضحية من اجله.

ولقد ارتبط الإنسان منذ نشأته بشيئين هما المكان
والزمان فالإنسان مرتبط بالمكان من حيث وجود ذاته وإذا كان المكان يدل على
وجود الإنسان في جزء معين منه فان الزمن هو الذي يحدد مدى هذا الوجود
ومقداره ، لذلك فان المكان هو الوطن والانتماء المكاني هو الانتماء الوطني
الحقيقي.

مفهوم الانتماء الوطني وراثي يولد مع الشخص من خلال
ارتباطه بوالديه وبالأرض التي ولد فيها ، ومكتسب كذلك ، وينمو هذا
الانتماء اكثر من خلال مؤسسات المجتمع المتمثلة في الأسرة والمدرسة
والجامعة والأندية وأماكن العبادة ووسائل الإعلام المختلفة.

ويعد
الانتماء الوطني حاجة من الحاجات الهامة التي تشعر الفرد بالروابط
المشتركة بينه وبين أفراد مجتمعه ، وتقوية شعوره بالانتماء للوطن وتوجيهه
توجيهاً يجعله يفتخر بهذا الانتماء ويتفانى في حب وطنه ويضحي من اجله ،
كما أن مشاركة الإنسان في بناء وطنه تشعره بجمال الحياة وبقيمة الفرد في
مجتمعه وينمي لدى أفراد المجتمع مفهوم الحقوق والواجبات وانه لا حق بلا
واجب وتقديم الواجبات قبل الحصول على الحقوق ومن مضامين الانتماء قيمة
الاعتزاز والفخر بالانتساب لهذا الوطن ولجميع مؤسساته المدنية والعسكرية
والعمل الجاد من اجل تحقيق المصلحة العامة لابناء المجتمع بأكمله.

ويشتمل
الانتماء على قيم مهمة تتمثل في قيمة محبة الفرد لمجتمعه وحرصه عليه
وتفاعله مع جميع أفراده ، كما أن الانتماء الوطني يعمل على إبراز قيمة
الوحدة الوطنية وجعلها هدفاً يعمل الجميع على تحقيقه والمحافظة عليه وان
الوحدة الوطنية هي من أهم الأهداف التي نعمل على تقويتها والحفاظ عليها
وان وحدتنا الوطنية هي من مكتسبات هذا الوطن ، كما أن قيمة التسامح جزء
مهم من قيم الانتماء الوطني لان من يعيش على ثرى هذا الوطن الطهور له الحق
في المشاركة في بناء نهضته والمساهمة في التفاعل مع مجتمعه والحفاظ على
أمن الوطن فكرياً وامنياً واجتماعياً واقتصادياً.

ويعد التعليم من
أهم العوامل التي تساعد على تنمية وتعزيز مفهوم الانتماء الوطني لدى
الطلبة وذلك من خلال غرس الانتماء الحقيقي لدى الطلبة لانه أحد دعائم بناء
الفرد والمجتمع باعتبار أن الفرد جزء من هذا المجتمع ويجب التفاعل مع
المجتمع بصورة إيجابية وكذلك تعريف الطلبة اتجاه القيادة والالتفاف حولها
والعمل على المساهمة في بناء تنمية الوطن.

ان دور الثقافة والتراث
مهم في تكوين مفهوم الانتماء الوطني لدى المواطن وتشكيل احدى الوسائل
الأساسية المهمة في تعزيز وتنمية مفهوم الاعتزاز الوطني.

ان ادخال
مفهوم الاعتزاز الوطني في كل ما له علاقة بالثقافة والتراث شيء ضروري وهام
التي تعنى بشكل أساسي بالقيم والاتجاهات التي تؤدي إلى ترسيخ الأيمان
بالله وتعميق معاني الوفاء والولاء والانتماء للوطن والقيادة باعتبارها
حلقات متناسقة ومترابطة ومتكاملة وابراز ذلك من خلال الأندية الثقافية
والتراثية في الوطن من اجل تنمية روح الإبداع العلمي والثقافي والتراثي
وذلك من خلال تنظيم المسابقات في المجالات الثقافية والتراثية والإبداعية
التي تظهر إنجازات الوطن في بلد يفتخر بالإنجازات على كافة المستويات.

أن
إبراز دور الثقافة والتراث في المساهمة في حل القضايا التي تواجه المواطن
من خلال المشاركة في برامج الخدمة الاجتماعية والتوعية العامة في مختلف
القضايا التي يعاني منها الوطن.