منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  أساليب الطغاة في مواجهة الدعوة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 أساليب الطغاة في مواجهة الدعوة 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 أساليب الطغاة في مواجهة الدعوة Empty
مُساهمةموضوع: أساليب الطغاة في مواجهة الدعوة    أساليب الطغاة في مواجهة الدعوة I_icon_minitimeالخميس 8 مارس - 23:35


بسم الله الرحمن الرحيم

 أساليب الطغاة في مواجهة الدعوة Icon

 أساليب الطغاة في مواجهة الدعوة 2096

[center]أساليب الطغاة في مواجهة الدعوة
محمد بن عبد العزيز المسند
 أساليب الطغاة في مواجهة الدعوة 2096



لقد شاء الله -عز وجل- بحكمته وعدله أن يجعل لأنبيائه ورسله وأتباعهم من المؤمنين أعداءً من الطغاة والمجرمين، فقال - تعالى -: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْـمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا) [الفرقان: 31]، ثم أوضح في موضع آخر حقيقة هؤلاء الطغاة المجرمين، فقال: (وَكَذَلِكَ
جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنسِ وَالْـجِنِّ يُوحِي
بَعْضُهُمْ إلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا...)[الأنعام:
112]، فهم شياطين من الإنس ومن الجن، يتصل بعضهم ببعض على وجه خفيٍّ
لمواجهة الحق المتمثِّل في دعوة الأنبياء والرسل - عليهم السلام -
وأتباعهم إلى يوم الدين.
ولما
كانت دعوة الأنبياء وأتباعهم هي الخطر الذي يهدِّد كيان الطغاة وبنيانهم،
سلكوا في مواجهة هذه الدعوة كل سبيل يرون أنه يحفظ كيانهم ويقوِّي
بنيانهم، ويقضي على دعوة الحقِّ.
وقد أبان الله -عز وجل- أساليبهم في مواجهة الدعوة، وفصَّل في ذلك ليكون المؤمنـون على حـذر، فقال - سبحانه -: (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْـمُجْرِمِينَ)[الأنعام: 55].
وقد
تتبَّعتُ هذه الأساليب في كتاب الله فبلغت قرابة المئتين، وقبل ذكر بعض
هذه الأساليب لا بد من ذكر مقدمات تجلِّي بعض الحقائق المهمة:
المقدمة الأولى: أن وجود هؤلاء الطغاة المجرمين أمر مقدَّر ومقرر كوناً (لا شرعاً). قال - تعالى -: (وَكَذَلِكَ
جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا
وَمَا يَمْكُرُونَ إلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)[الأنعام: 123]، سواء كانوا حكاماً أو وزراء أو مستشارين، أو معارضين... إلخ.
المقدمة الثانية:
أن الله قدر ذلك لحِكَم عظيمة، من أهمها: التمييز والتمحيص، والابتلاء
والاختبار، واتخاذ شهداء من المؤمنين، وحصول محبوب الله من عبودية الصبر
وتحمُّل الأذى. ثمَّ بعد ذلك محق هؤلاء الطغاة وإزالتهم وشفاء صدور
المؤمنين منهم.
المقدمة الثالثة: أن الله - عز وجل - قد يملي لهؤلاء الطغاة ويمهلهم إلى أجل، حتى تتحقَّق حكمته السابقة، كما جاء في الحديث الشريف: ((إنَّ الله ليملي للظالم حتَّى إذا أخذه لم يفلته))[1].
المقدمة الرابعة:
أنَّ من أسباب تجبُّر هؤلاء الطغاة وتكبُّرهم واستبدادُهم: إذعان الشعوب
لهم رضاً وطواعية، كما قال الله - سبحانه - عن أكبر طاغية في التاريخ: (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ)
[الزخرف: 54]. وهذا لا يعني بالضرورة الخروج عليهم ومنابذتهم بالسيف؛ فإن
عدم الرضا والتسليم من قِبَل الشعوب عامل حاسم في كسر شوكة هؤلاء الطغاة
والتخلُّص منهم، كما جاء في الحديث الشريف عَنْ أم سلمة - رضي الله عنها -
عَنِ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - أنه قَال: ((إِنَّهُ
يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ؛ فَمَنْ
كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ
رَضِي وَتَابَعَ)). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَلاَ نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: ((لاَ مَا صَلَّوْا))[2].
أما
أساليب هؤلاء الطغاة فتتنوَّع ما بين أساليب في الكيد والمكر، وأخرى في
التولي والإعراض، وثالثة بالتبرير واختلاق الحجج، ورابعة في التشكيك،
وخامسة في التضييق والمنع، وسادسة في الأذى والتنكيل... إلخ.
وفي ما يلي عرض سريع ومختصر لبعض هذه الأساليب التي جاءت في القرآن الكريم، فمنها:
المغالطة ولَبْس الحق بالباطل: قال - تعالى -: (لِمَ تَلْبِسُونَ الْـحَقَّ بِالْبَاطِلِ) [آل عمران: 71].
ومن ذلك ما ذكره الله - عز وجل - عن المشركين أنهم: (وَإذَا
قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ
كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ
أَطْعَمَهُ إنْ أَنتُمْ إلاَّ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ) [يس: 47]. فإذا ظهر الحقُّ ولم تُجْدِ أساليب المغالطة، لجؤوا إلى أسلوب آخر وهو:
المجادلة بالباطل لدحض الحق: قال - تعالى -: (وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْـحَقَّ)
[غافر: 5]، ومن ذلك ما قصه الله من محاجة نمرود الطاغية لإبراهيم - عليه
السلام - في ربه: (إذْ قَالَ إبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي
وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ) [البقرة: 852] فصعقه إبراهيم -
عليه السلام - بردٍّ لم يجد له جواباً: (قَالَ
إبْرَاهِيمُ فَإنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْـمَشْرِقِ فَأْتِ
بِهَا مِنَ الْـمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي
الْقَوْمَ الظَّالِـمِينَ) [البقرة: 258]. فإن لم يُجْد هذا الأسلوب لجؤوا إلى أسلوب آخر، وهو:
افتراء الكذب على الله: قال - تعالى -: (وَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إلَى
الإسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِـمِينَ) [الصف: 7]، ومن ذلك تحليلهم ما حرَّم الله، وتحريمهم ما أحلَّ - سبحانه - ممَّا يتوافق مع أهوائهم ومصالحهم. قال - تعالى -: (وَلا تَقُولُوا لِـمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ) [النحل: 116].
ومنها: استحلال أموال الآخرين. قال - تعالى - في اليهود: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران: 75].
التلاعب
بأحكام الله وتبديلها وتغييرها عنوة حتى توافق أهواءهم: كما كان المشركون
يفعلون بالنسيء وهو تأخير الشهر الحرام لينتهكوا حرمته: قال - تعالى -: (إنَّمَا
النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا
يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا
حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ) [التوبة: 37].
ومن ذلك أيضاً ما فعله اليهود من تغيير حدِّ الزاني المحصن من الرجم الذي
هو مذكور في التوراة وموافق لشريعتنا، إلى التحميم (التسويد) والجلد،
والحديث مخرَّج في الصحيح.
الإفساد في الأرض: قال - سبحانه - ذاكراً قوله نبيُّه صالح - عليه السلام - لقومه: (وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْـمُسْرِفِينَ 151الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ) [الشعراء: 151-152]، وقال - تعالى - عن اليهود: (وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا) [المائدة: 46]، وقال - سبحانه - عن المنافقين: (وَإذَا
قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إنَّمَا نَحْنُ
مُصْلِحُونَ 11 أَلا إنَّهُمْ هُمُ الْـمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ
يَشْعُرُونَ) [البقرة: 11-12].
تولي بعضهم بعضاً: قال - تعالى -: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) [الأنفال: 73]، وقال - تعالى -: (وَإنَّ الظَّالِـمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)
[الجاثية: 91]. فحين يكون خصمهم الحق يجتمعون عليه؛ لأن الكفر - كما قيل -
ملة واحدة. ومن ذلك تولِّي اليهود لمشركي مكَّة وقولهم عنهم: (هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً) [النساء: 51].
عقد اللقاءات السرية للتآمر على الدعوة: قال - تعالى - واصفاً حال سحرة فرعون واختلافهم في أمر موسى وهارون - عليهما السلام -: (فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى) [طه: 62]. وقال - تعالى - عن المنافقين ولقاءاتهم مع اليهود: (أَلَمْ
تَرَ إلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِـمَا
نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ
الرَّسُولِ) [المجادلة: 8]، وقال - تعالى -: (وَإذْ
يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ
يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ
الْـمَاكِرِينَ) [الأنفال: 30]. نزلت هذه الآية في اجتماع المشركين في دار الندوة للتآمر على الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
محاولة
التفريق بين المؤمنين: وهذا الأسلوب من أخفى أساليب الطغاة وأكثرها دهاءً
ومكراً، ومن ذلك بناء مساجد للضرار. قال - تعالى -: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْـمُؤْمِنِينَ) [التوبة: 107].
ومن ذلك: إثارة العصبيات القبلية والنعرات الجاهلية. قال - تعالى - عن المنافقين: (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْـمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إلَيْنَا)
[الأحزاب: 18] يقول المنافق لإخوانه في النسب وقرابته: (هَلُمَّ
إلَيْنَا)؛ أي أقبلوا علينا ودعوا محمداً وأصحابه؛ فقد - والله - هلك
ومَالهُ قِبَلٌ بأعدائه، (وذلك يوم الأحزاب).
إبرام العقود والمواثيق ثم نقضها ونبذها: قال - تعالى - عن اليهود: (أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) [البقرة: 100]، وقال عن المشركين: (إنَّ
شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا
يُؤْمِنُونَ 55 الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ
فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ) [الأنفال: 55-56]. فإذا
خافوا على أنفسهم أو ضعفوا، لجؤوا إلى إبرام العقود والمواثيق، حتى إذا ما
أمِنوا وزال عنهم الخطر، وعادت إليهم قوَّتهم، نقضوا تلك العهود والمواثيق.
الغدر والخديعة والخيانة: قال - تعالى -: (وَإن يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ)[الأنفال: 71]. وقال - تعالى -: (وَإن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ) [الأنفال: 62]. وتاريخ الدعوات حافل بمثل هذه الخيانات والغدرات والخديعات.
إرضاء
المؤمنين بالألسن مع إضمار العداوة لهم في القلوب: قال - تعالى -:
(يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ) [التوبة: 8]. وهذا
الأسلوب يلجأ إليه الطغاة في وقت الخوف. أما عند الظفر فإنَّهم - كما قال
الله -: (لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إلاًّ وَلا ذِمَّةً) [التوبة: 88].
التغرير بالعامَّة وحضهم على الكفر: قال - تعالى -: (وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا * وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ)[نوح:
22-23]، وقـد بيَّن اللـه حقيقـة هـذا المكـر وأنَّـه دائم لا ينقطـع،
فقال - تعالى - حاكياً قول الأتباع يوم القيامة لما قال لهم أسيادهم:
(أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إذْ جَاءَكُم) [سبأ: 32]
قالوا - أي الأتباع -: (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا) [سبأ: 33].
وقد سلكوا في التغرير بالعامة وإلهائهم مسالك شتَّى، منها:
صرفهم
عن الاهتمام بالشؤون العامَّة، والبحث عن الحقيقة بأنفسهم، وحضُّهم على
التمسُّك بما هم عليه من الباطل، والصبر على ذلك: قال - تعالى -: (وَانطَلَقَ الْـمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ) [ص: 6]. فإن كان لدى العامَّة فراغ قد يقود إلى التفكير اتَّخذ الطغاة خطوات عملية لإلهائهم، منها:
إشغالهم بالتجمُّعات الباطلة: قال - تعالى -: (فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِـمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ 38 وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ) [الشعراء: 38-39]. وقال - تعالى -: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْـحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا)
[لقمان: 6] وهو ما يُعرَف اليوم بالفن. أما الذين لا يستهويهم هذا النوع
من الإلهاء، ولا تغريهم تلك التجمعات، فقد سلك الطغاة معهم أسلوباً آخر،
وهو:
إلقاء الخطب الحماسية
والكلمات الرنَّانة التي تلهب العواطف، وتشعل الحماس في النفوس لما تشتمل
عليه من تلبيس وخداع وقلب للحقائق. قال - تعالى -: (وَنَادَى
فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ
وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ * أَمْ
أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ) [الزخرف: 51-52]. فإن كان لدى العامة شيء من الوعي والإدراك لجأ الطغاة إلى أسلوب آخر أكثر مكراً، وهو:
الشورى المزيفة: قال -تعالى- عن فرعون لما بهره نور الحق الساطع: (قَالَ لِلْمَلأِ حَوْلَهُ إنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ)[الشعراء: 34-35]، فرعون الطاغية المجرم يستشير الملأ من قومه وهم بالأمس كانوا عبيداً عنده، وهو يقول لهم: (مَا أُرِيكُمْ إلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ)[غافر: 29]. فإن لم يُجْدِ هذا الأسلوب لجؤوا إلى أسلوب آخر أكثر جدية، وهو:
إظهار
الحياد، والتظاهر بالإنصـاف وطلب الحق: قال -تعالى- حاكياً قول فرعون
وملئه للناس لما اجتمعوا لرؤية المباراة بين موسى -عليه السلام- وقومه: (لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ)[الشعراء: 40]. فإن لم يُجْدِ هذا الأسلوب لجؤوا على أسلوب آخر غاية في المكر والدهاء وهو:
التظاهر بالورع: قال - تعالى - عن فرعون الطاغية: (وَقَالَ
فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْـمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إلَهٍ
غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي
صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إلَى إلَهِ مُوسَى وَإنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ
الْكَاذِبِينَ) [القصص: 38]، الله أكبر! فرعون الطاغية يتورع أن
يقول لقومه بصيغة الجزم: ليس لكم إله غيري.. ويردُّ ذلك إلى علمه
المتواضع: (مَا عَلِمْتُ لَكُم)! وكأنَّه بحث عن إله آخر فلم يجد. وهكذا
كان يفعل رأس المنافقين في المدينة عبد الله بن أبيٍّ بن سلول فيقوم كلَّ
جمعة ليقول للناس: ((أيها الناس! هذا رسول الله بين أظهركم، أكرمكم الله وأعزَّكم به فانصروه واسمعوا له وأطيعوا)) ثم يجلس، والله يعلم ما في قلبه من العداوة والبغضاء لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
هذه بعض الخطوات العملية لإلهاء الشعوب، فإن اشتهر أمر الداعية، ولم تُجْدِ أساليب التغرير والإلهاء، لجأ الطغاة إلى أسلوب آخر، وهو:
المساومة: قال -تعالى- محذراً نبيه - صلى الله عليه وسلم -: (وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إلَيْكَ)
[المائدة: 49]. وقصة مساومة مشركي قريش للنبي - صلى الله عليه وسلم -
مشهورة معلومة. وقد استخدم فرعون هذا الأسلوب مع سحرته ليقفوا معه، وذلك
حين قالوا له: (فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا
لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لأَجْرًا إن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ *
قَالَ نَعَمْ وَإنَّكُمْ إذًا لَّـمِنَ الْـمُقَرَّبِينَ)[الشعراء: 41-42].
وهناك
صور أخرى للمساومة، منها: تقديم الهدايا والأعطيات، كما قال - تعالى - عن
بلقيس ملكة سبأ لما جاءها كتاب سليمان - عليه السلام -: (وَإنِّي مُرْسِلَةٌ إلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْـمُرْسَلُونَ)[النمل:
35]؛ ولذا كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقبل الهدية ويثيب عليها
كما في الصحيح، حتى لا يكون أسيراً لها. فإن لم يُجْدِ هذا الأسلوب لجأ
الطغاة إلى أسلوب آخر أشدَّ قسوة، وهو:
الحرب النفسية وتحطيم المعنويات: وتتخذ هذه الحرب أشكالاً عدة منها: السخرية والاستهزاء (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْـحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا) [البقرة: 212]، وقال - تعالى -: (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ) [الرعد: 32]. والتشهير: (قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ) [الأنبياء: 61]، والتخويف: (وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ) [الزمر: 36]. والتجويع: (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا) [المنافقون: 7]. والتهديد والوعيد: (لَئِنِ اتَّخَذْتَ إلَهًا غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْـمَسْجُونِينَ) [الشعراء: 29] وغير ذلك. فإن اشتدت الخطوب وعظمت الكروب لجأ الطغاة إلى أسلوب آخر غريب، وهو:
الاستنجاد بالرسل في كشف الكروب: قال - تعالى - عن فرعون وقومه: (وَلَـمَّا
وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ
بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ
وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إسْرَائِيلَ) [الأعراف: 134].
فموسى
الذي كان بالأمس كاذباً وضالاً ومفسداً بل مجنوناً كما يزعمون أصبح اليوم
هو المنقذ المخلِّص. وقد لجأت قريش إلى هذا الأسلوب مع نبينا محمد - صلى
الله عليه وسلم -؛ ففي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -
أنَّ قريشاً لما استعصوا على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - دعا عليهم
بسنين كسنِيِّ يوسف، فأصابهم قحط وجَهْد حتى أكلوا العظام، فجعل الرجل
ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد، فأنزل الله -
تعالى -: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ 10 يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ) [الدخان: 10-11] قال: فأُتي رسول - صلى الله عليه وسلم - فقيل: يا رسول الله! استسق لمضر فإنَّها قد هلكت... إلخ.
هذه
بعض الأساليب التي يسلكها الطغاة المجرمون في مواجهة الدعوة وأصحابها،
وثمَّة أساليب أخرى ذكرتُها مفصَّلة مع هذه الأساليب في كتابي (أساليب المجرمين في التصدِّي لدعوة المرسلين وعاقبة ذلك في ضوء القرآن الكريم)، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد.
____________
[1] أخرجه الإمام البخاري.
[2] أخرجه الإمام مسلم
 أساليب الطغاة في مواجهة الدعوة 2096
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
أساليب الطغاة في مواجهة الدعوة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  أساليب الدعوة
»  ¨°o.O ( ..^ .بعض أساليب مساعدة المتأخرين دراسيا .^.. ) O.o°¨
»  أساليب بلاغية في سورة مريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ منتدى الإسلام و الســـنة ][©][§®¤~ˆ :: قســم الدعوة والإرشاد-
انتقل الى: