ماذا نعرف عن وظائف الكلية وعن الفشل الكلوي
الفشل
الكلوي سواء الحاد أو المزمن، هو نتيجة قصور في عمل الكلية ووظائفها، مما
يؤدي إلى اختلال عام في توازن جسم الانسان، فماهو الفشل الكلوي الحاد
وماهو الفشل الكلوي المزمن؟ وماهي أسباب الإصابة؟ وماهي طرق العلاج؟
الفشل الكلوي المزمن
في معظم حالات الفشل الكلوي المزمن يتحطم عدد كبير من النفرون وحدة عمل الكلية والباقي لا يكفى لقيام الكلية بعملها، وفي الغالب يكون نتيجة إصابة الكلى لفترة طويلة من الزمن.
الأسباب المؤدية للفشل الكلوي المزمن
1
ـ التهاب الكلى : لا يعرف السبب الحقيقي لهذه الإصابة إلا أن إصابة الجسم
بالميكروبات يؤدي إلى اختلال في الجهاز المناعي للجسم لتتكون مولدات
الأجسام المضادة ونتيجة لذلك يقوم الجسم بتكوين مضادات الأجسام ليتسرب
الناتج في أغشية الكبيبات الكلوية.
2 ـ انسداد المجاري البولية كوجود الحصوة في الحالب أو المثانة أو الإحليل وكتضخم البروستاتة.
3
ـ ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري : إن نسبة قليلة من حالات ضغط الدم ومرض
السكري تنتهي بإصابة الكلى إصابة تؤدي إلى الفشل الكلوي. ولكن إصابة
الإنسان بارتفاع ضغط الدم أو السكري تؤدي مع مرور الزمن إلى ضيق الشرايين
المغذية للكلية وبالتالي يحصل ضمور في منطقة القشرة للكلية مما يؤدي إلى
إصابة الكليتين بالفشل الكلوي المزمن.
4 ـ الاستخدام المفرط لبعض الأدوية :
إن
الإفراط في استخدام الأدوية والمسكنات بالذات لفترة طويلة وبجرعات عالية
من أهم الأسباب المؤدية إلى الفشل الكلوي حيث أنها تصيب نخاع الكلية الذي
يصب في حوض الكلية مما يؤدي إلى موتها وإليكم بعض أهم العقاقير المسببة لإصابة
الكلية بالفشل:
ـالأدوية المسكنة مثل الباراسيتامول والأسبيرين والفيناسيتين وغيرها.
ـأدوية الروماتيزم مثل الفينوبروفين والإندوميثاسين والنابروكسين وغيرها.
ـبعض المضادات الحيوية أهمها مشتقات الأمينوجلايكوزايد.
ـالصبغات الخاصة المستخدمة في الأشعة.
ـالأدوية المستخدمة لعلاج السرطان
ـالأدوية المستخدمة في التخدير.
5
ـ التهاب حوض الكلية المزمن : ويحدث عادة نتيجة ارتفاع البول إلى الحالب
نتيجة عيب خلقي يمكن علاجه جراحياً أو إذا تم حبس البول متعمداً عدة مرات
ولفترات طويلة ومنه إلى حوض الكلية مما يؤدي إلى تكرار الالتهابات
الميكروبية التي بدورها تقوم بتحطيم نسيج حوض الكلية ونخاعها وينتهي الأمر بالفشل الكلوي.
الاعراض والعلامات
قد لا يشعر المريض بأي أعراض لفترة طويلة ولكن من أهم الأعراض المصاحبة للمرض هي:
ـالشعور بالتعب والإرهاق الجسدي والذهني
ـ قلة الشهية للطعام
ـ صعوبة في التنفس
ـ الضعف الجنسي
ـ حكة أو كثرة التبول «خاصةً ليلاً»
كما
أن المريض قد يصاب بفقر في الدم أو ارتفاع في ضغط الدم والتهاب في الأعصاب
الطرفية «تنميل» ونتيجة لنقص فيتامين د بصورته النشطة يصاب المريض بلين في
العظام.
التشخيص
يتم تشخيص مرض الفشل الكلوي من
الفحوصات السريرية السابق ذكرها مع بعض الفحوصات المخبرية مثل ارتفاع نسبة
البولينا والكرياتينين في الدم كما أن تصفية الكرياتينين من البلازما
ينخفض مستواها إلى 30 مليلتر من أصل 120 مليلتر.
ويحتاج الطبيب
إلى تشخيص مرض الفشل الكلوي ودرجة شدته عن طريق أخذ عينة من كلية المريض
لفحصها وذلك ليقرر ما إذا كان المريض وصل إلى مرحلة متقدمة وهل يحتاج إلى
عملية الغسيل الكلوي أو إلى عملية زرع كلية أم لا.
العلاج
علاج الفشل الكلوي المزمن يتضمن الحمية الغذائية، الأدوية، الغسيل الكلوي، أو زرع الكلى.
1 الحمية الغذائية
أهم ما في الحمية الغذائية لمريض الفشل الكلوي هو
خفض كمية البروتينات الموجودة في البيض واللحوم والبقوليات التي يتناولها
والتعويض عنها بالسكريات والنشويات أو الدهون، وكذلك خفض كمية ملح الطعام
والبوتاسيوم الموجودة في المكسرات والموز والبرتقال والمندرين .
2 ـ الأدوية
يعطى المريض الأدوية التالية:
ـ فيتامين د لتعويض نقصه.
ـ شراب هيدروكسيد الألمونيوم وذلك لمنع امتصاص الفوسفات الذي تكون نسبته عالية عند مرضى الفشل الكلوي.
ـ حقن الإريثروبيوتين لعلاج فقر الدم.
ـ أدوية تخفيض ضغط الدم.
3 ـ الغسيل الكلوي الإنفاذ
أو الدياليز: وهي عبارة عن عملية تنقية الدم من المواد السامة بمعاملته مع
محلول سائل الإنفاذ يشبه تركيبه تركيب البلازما . وهناك نوعان من الغسيل
الكلوي:
1ـالدياليز البيروتوني الخلب والذي يستخدم به الغشاء
البريتوني الموجود في جوف البطن كغطاء لجدار البطن والأحشاء كفاصل بين
سائل الإنفاذ والدم وتتم الطريقة كالآتي:
يغرز في أسفل البطن تحت
السرة وفوق العانة قسطره خاصة بعد التخدير الموضعي، ثم يتم تسريب سائل
الإنفاذ من خلالها لتر واحد أو لترين إلى جوف البطن ويترك لبضع ساعات من
أربع إلى خمس ساعات ونتيجة لفرق التركيز بين سائل الإنفاذ والدم تنفذ
المواد السامة إلى السائل من خلال الشعيرات الدموية الموجودة في جوف البطن
في غشاء البيرتون ومن ثم يصرف السائل إلى الخارج وتتكرر هذه العملية عدة
مرات في اليوم مع الأخذ بعين الاعتبار وجوب توقف العملية أثناء نوم
المريض.
تمتاز هذه الطريقة بسهولتها وقلة تكلفتها وعدم حاجتها إلى
الآلات المعقدة، فالمريض لا يحتاج إلى الحمية الغذائية ولا إلى التنويم في
المستشفي حيث يمكن بالتدريب أن يقوم بالعملية بنفسه في البيت.
ومن
أهم وأخطر عيوب هذه الطريقة مما يجعلها غير منتشرة إلا في أوروبا وأمريكا
هي إمكانية حدوث التهاب بيريتوبي للمريض إذ أنها تحتاج إلى درجة عالية من
التعقيم وتدريب المرضى عليها.
2 ـ الإنفاذ الدموي غسيل الكلى أو
الدياليز الدموي تتم هذه الطريق بإخراج دم المريض من جسمه وتمريره عبر
جهاز الإنفاذ الذي يقوم بتنقيته ثم يتم إعادته إلى جسم المريض. وجهاز
الإنفاذ يحتوي على غشاء رقيق يسمى المنفاذ الذي يفصل بين الدم وسائل
الإنفاذ، كما يحتوي على غشاء نصف نفوذ والذي يسمح بمرور مواد معينة من
الدم إلى سائل الإنفاذ.
كما أن الجهاز يحتوي على مضخة لضخ الدم
في جهاز الإنفاذ ومن ثم إعادته إلى المريض، ويحتوي أيضاً على مصيدة
الفقاعات الموجودة في الدم التي يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة للمريض إذا ما
عادت إلى الدورة الدموية. كما يحتوي على عدة أجهزة إنذار للتنبيه إذا ما
حدث خطأ ما في دائرة الإنفاذ.
ومن ميزات هذه الطريقة كفاءتها العالية
في التخلص من السموم المتراكمة في الجسم. ومن عيوبها تكلفتها العالية
ووجوب عملها في المستشفي مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا، في كل مرة يبقى
المريض دون حراك لفترة ما بين 4-5 ساعات كما أن المريض يشعر بضعف جسدي
وجنسي، كما أن هذه الطريقة تعتبر العامل الرئيسي في نقل الفيروس المسبب
لالتهاب الكبد الوبائي ب و ج .
4 زرع الكلى هل تعلم أن حوالي 50-60
شخص من كل مليون شخص في العالم يشكو من الفشل الكلوي النهائي الذي يحتاج
إلى عملية الغسيل الكلوي أو عملية نقل الكلى.
وقد
انتشرت هذه العمليات بعدها وكانت نسبة نجاحها بعد مرور عام عن العملية تصل
إلى حوالي 95 في المائة إذا كان المتبرع حي ومن أحد أقرباء المريض وحوالي
80 في المائة إذا كانت الكلية من شخص متوفى .
ومن
محاسن هذه العملية أنها تحسن من مستوى حياة المريض مقارنة بعملية الغسيل
الكلوي الذي يجب أن يرتبط بجهاز الإنفاذ ثلاث مرات أسبوعياً، فيستطيع بذلك
السفر بحرية أكبر ويزيد من قدرته على العمل والإنتاج، ويستعيد قدرته أو
قدرتها الجسدية والجنسية وتتحسن حالته النفسية، وأيضاً إذا نظرنا إلى كلفة
عملية زرع الكلى وكلفة عملية الغسيل الكلوي على المدى البعيد فإننا نجد أن
الكلفة النهائية لعملية الغسيل الكلوي أعلى من كلفة زرع الكلية.
كيفية اختيار المرضى والمتبرعين لزرع الكلية
اختيار المرضى
ـ يجب أن يكون المريض مصابا بالفشل الكلوي النهائي
ـ أن يكون سنه فوق الخمسة سنين وأقل من ستين
ـ أن يكون خالي من بعض الأمراض كالسرطان الذي لم يتم السيطرة عليه أو مرض الإيدز
ـ أن لا يكون سبب الفشل الكلوي لديه ناتجاً عن الأمراض المناعية
اختيار المتبرعين
ـ أن يكون المتبرع بالغاً ولا يزيد عمره عن الستين وأن تكون صحته العامة جيدة.
ـ أن يكون قد تبرع بكليته بمحض إرادته دون الضغط عليه ويفضل أن يكون أحد أقرباء المريض أو أصدقائه المقربين.
ـ أن تكون كليتاه سليمتين .
ـ أن لا يكون المتبرع مصاباً بمرض السكري أو ضغط الدم أو بالسرطان أو حاملاً لمرض معدي كالإيدز أو التهاب الكبد الوبائي وغيرها.
ـ أن يخضع لفحوصات معينة مثل فحص الدم وفحص تطابق الأنسجة.
ـ
إذا كان المتبرع من الموتى انطبقت عليه نفس الشروط السابقة بالإضافة إلى
أن يكون المتوفى قد أوصى بذلك أو أخذت موافقة الورثة على ذلك.