بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيف الجمع بين قوله ( إن الله لا يغفر ) وقوله ( وإني
لغفار )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال : كيف نجمع بين هاتيـن الآيتـيــن ( إِنَّ اللّهَ
لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْــرَكَ بِـــهِ
وَيَغْفِـــرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَـــن
يَشَاءُ ) وقوله تعالى ( وَإِنِّي
لَغَفَّـارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ
وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ
اهْتَدَى ) وهل بينهما تعارض ؟
الجـواب : ليس
بينهما تعارض ، فالآية الأولى فــي
حق من مات على الشرك ولم
يتب ،فإنه لا يغفر له
ومأواه النار كمـا قال الله سبحانه ( إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ
بِاللّهِ فَــقَدْ
حَــرَّمَ اللّهُ عَلَيـــهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّــــارُ
وَمَا
لِلظَّالِمِيــنَ مِــنْ أَنصَـــارٍ ) وقـال عــز وجـــل
(
وَلَــوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا
كَانُواْ يَعْـمَلُـونَ )
والآيات في هذا المعنى كـثيرة .
أما الآية الثانـية وهي قوله سبحانه ( وَإِنِّي لَغَفَّــارٌ
لِّمَن تَابَ وَآمَنَ
وَعَـمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ) فهي في
حق التائبين ،و
هكذا قوله سبحانه ( قُلْ يَاعِبَادِيَ
الَّذِينَ
أَسْرَفُوا عَـلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِــن رَّحْمَـةِ
اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّـهُ هُـــوَ الْغَفُورُ
الـرَّحِيمُ
) أجمع العلماء على أن هـذه الآية فـي
التائبين .. والله
وليُّ التوفيق .
مجموع فتاوى
العلامة عبد العزيز بن باز (ج24 / ص214)