تسمم الحمل
[center]تفيد بعض الدراسات الطبية أن حوالي 8 % من النساء يعانين
من ضغط دم عال خلال الحمل، وهو ما يطلق عليه أطباء النساء والولادة (تسمم
الحمل)، وهؤلاء النساء والأجنة يتواجدون بمجموعة الخطر المرتفع للمرض وفقدان الجنين، وحتى الآن لا يوجد تفسير لهذه الظاهرة، الآخذة بالازدياد في السنوات الأخيرة، فما هو تسمم الحمل؟ وما الأسباب التي تؤدي لاحتمال حدوثه؟ وما هي أعراضه؟ وكيف يتم التعامل معه طبيا؟
وفي
السنوات الـ 50 للقرن الماضي نشر عن بحث طبي وجد المسبب لتسمم الحمل: دوده
تتحرك بالأوعية الدموية عند النساء الحوامل وتفرز نوعا من المادةالسامة
(توكسين)، ولكن وبعد مرور عدة سنوات - اعترف نفس الباحث - أن نتائجه نبعت
من خطا في المختبر، ومنذ ذلك الخطأ والآلاف من الباحثين حاولوا ويحاولون حل السر الكبير لتسمم الحمل، لكن حتى ألان دون نجاح.
لكن لماذا يخاف الجميع
من تسمم الحمل؟ وما هي أعراض المرض؟ الدكتور بدر الدين أحمد استشاري أمراض
النساء والولادة ورئيس وحدة الأم والجنين بمؤسسة حمد الطبية قال للعرب
إن مرض تسمم الحمل مرض معروف في العالم، وهو قديم جدا، ويسمى مرض النظريات؛
ذلك لأنه لم يكشف سببه الحقيقي حتى الآن، ولكن هناك أسبابا تساعد على
احتمال حدوثه غير أنها أسباب غير مباشرة، ومن الأسباب التي تساعد على
احتمال حدوث تسمم الحمل: احتمال حدوثه عند البكريات أكثر من غيرهن، كما أن
هناك أسبابا وراثية؛ إذ أظهرت بعض الدراسات أن احتمال حدوثه عند الأفارقة
أكثر من الأوروبيين، كما أن احتمال حدوثه في حالة الحمل بالتوائم أكثر من
الحمل المفرد.
أعراض تسمم الحمل
وفي فحص المختبر، يمكن تشخيص انخفاض بصفائح الدم التي
تتبع جهاز التخثر، واضطرابا في عمل الكبد، وهذه الحالة هي الأكثر حدة ضمن
حالاتالتسمم الممكنة التي من الممكن أن تؤدي إلى تعقيدات من شأنها أن تشكل
خطرا على الأم والجنين، وفي ارتفاع ضغط الدم المزمن؛ الذي يظهر قبل الحمل، أو قبل الأسبوع الـ 20 من الحمل، أو يستمر أكثر من 12 أسبوعا بعد الولادة،
وهذا الميول لارتفاع ضغط الدم يظهر عند بعض النساء، وقسم منهن يشخص
لديهنقبل الحمل، بالمقابل فإن علامات أولية لضغط دم مرتفع مزمن التي تظهر
للمرة الأولى أثناء الحمل تكون متعلقة بخلفية وراثة عائلية في ارتفاع ضغط الدم المزمن أو بسبب السمنة، ويمكن أن تشير إلى ميول لتطوير ارتفاع ضغط دم في جيل متقدم .
وبين
د. بدر الدين أن من أهم أعراض تسمم الحمل ارتفاع ضغط الدم، وتظهر بعد
الأسبوع الـ 20 للحمل، ويتميز المرض بظهور جديد لارتفاع ضغط الدم المعروف كمساو أو فوق القيمة القصوى، (القيمة المرتفعة لقياس ضغط الدم) وهي 140 في الضغط العالي، أو قيمة أعلى من 90 ( القيمة المنخفضة للقياس)،)يتميز التسمم أيضا بوجود الزلال (البروتين) في البول أو بإفرازات شاذة للبروتين، التي بشكل عام لا تميز الحمل السليم، ويرافق ارتفاع ضغط دم
الأم في الرأس وفي البطن، وتورم الرجلين واليدين والوجه؛ مع العلم أن
التورم في الرجلين لوحده غير مهم إذ أن 80% من الحوامل يعانين من تورم خفيف
في الرجلين أثناء الحمل نتيجة لهرمونات الحمل.
وأوضح
د. بدر الدين أن الكشف عن مرض تسمم الحمل يتم من خلال الكشف الدوري للحامل
عند الطبيب، وفي كل زيارة للطبيب فإنه يرى نسبة البروتين في البول، مشيرا
إلى تغييرات تحدث في جسم الحامل، وأحد هذه التغييرات هو تسمم الحمل،
والطبيب يحدد نسبة البروتين في البول التي تسمح أغشية الكلية بمرورها،
ويمكن للطبيب تحديد الخطر من خلال نسبة البروتين وذلك خلال 24 ساعة من
حدوثه.
أنواع تسمم الحمل
وذكر
د. بدرالدين أن تسمم الحمل يقسم إلى ثلاثة أقسام: بسيط ومتوسط وتصل
نسبتهما من 5 – 10% وهناك تسمم الحمل الحاد ونسبته أقل من 1% وقد تصل 2%،
فهو نادر الحدوث ولكنه خطير جدا ومراجعة الطبيب مهمة جدا في هذه الحالة إذ
أنها تتعلق بحياة الأم.
وأضاف:
تتابع حالات تسمم الحمل فقط إذا صارت حرجة، وتدخل الأم إلى المستشفى، علما
بأن تأثير تسمم الحمل يتركز على الأم أكثر من الجنين، وقد أفادت بعض
الدراسات في أمريكا وأوروبا أن نسبة تسمم الحمل ارتفعت بالسنوات الأخيرة، (
ارتفاع بـ 40% بين 1990 -1999 ) جراء الارتفاع في جيل النساء المهتمات بالحمل، وارتفاع نسبة الحمل كثير الأجنة في حالة علاجات الإخصاب.
ومن نتائج تسمم الحمل أنه قد يحصل للأم تشنجات شبيهة بموجات الصرع، أو فقدان الوعي بما يشبه وقوع
المرض دون علاقة لتشويشات أخرى في جهاز الأعصاب المركزي، أما بالنسبة
للجنين فيصبح صغير الحجم، وفي حالات نادرة قد يؤدي تسمم الحمل إلى انفجار
الأوعية الدموية في الدماغ، والأحسن للوقاية بالسيطرة على الضغط وقد يضطر
الطبيب لإنهاء الحمل للمحافظة على حياة الأم، وينتهي مرض تسمم الحمل
بانتهاء الحمل.
ولكن هل يمكن قياس ضغط الدم بالبيت؟ إن قياس ضغط الدم يحتاج أن ينفذ عند الجلوس، على الأقل بعد 10 دقائق راحة وبمساعدة غطاء ملائم، أما استعمال أجهزة اتوماتيكية بيتية فإنه لا يكون دقيقا أحيانا، لاحتمال كون الجهاز غير دقيق، أو لم يتم معايرته بشكل ملائم، لذلك وفي حالة الشك يجب فحص قياس ارتفاع ضغط الدم غير الطبيعي على يد الطاقم الطبي.