الفرق ..الاستفهام بين هل و الهمزة

تعريف الاستفهام :
الاستفهام هو طلب العلم بشئ لم يكن معلوما من قبل ،
وأدوات الإستفهام كثيرة
اخترنا منها الهمزة ، وهل
وسوف نبين هنا الفرق بين الأداتين في الاستعمال

الاستفهام بالهمزة
المتكلم يعرف النسبة التي تضمنها الكلام ،
ولكنه يتردد بين شيئين ، ويطلب تعيين أحدهما
مثال
أأنت مسافر أم أخوك
ففي هذا المثال يعرف أن السفر واقع فعلا وأنه منسوب إلى
واحد من اثنين ،
فهو لذلك لا يطلب معرفة النسبة وإنما يطلب معرفة المفرد ، وينتظر من المسئول أن يُعَيِّن له ذلك المفرد ويدله عليه
لذا احتاج إلى المعادل ( أم) .

أمثلة أخري
أشعير زرعت أم قمحا
أراكبا جئت أم ماشيا


ويمكن أيضا الاستفهام بالهمز إن كان هناك تردد بين ثبوت النسبة ، ونفيها
ويكون الجواب بنعم إن أريد الإثبان ، وبـ (بلى) إن أريد النفي
أمثلة
أيصدأ الذهب

مثال من القرأن
{ قالو أأنت فعلت هذا بألهتنا يا إبراهيم} ( الأنبياء 62)
وقوله تعالى لعيسى عليه السلام وهو أعلم به
{أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ
سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ} (المائدة 16)
ومما تقدم ترى أن للهمزة استعمالين :

1) تارة يطلب بها معرفة مفرد ( وتسمى تصورا)
2) وتارة يطلب بها معرفة نسبة ( وتسمى تصديقا)

الاستفهام بـ(هل)
الاستفهام بـ(هل) السائل لا يتردد في معرفة مفرد من المفردات ، ولكنه يتردد في معرفة النسبة ،
ولذا يكون الجواب بنعم إن أريد الإثبان ، وبـ(بلى) إن أريد النفي

مثال
هل يحس النبات ؟
هل تسافر غدا ؟
هل قام زيد؟
فـ(هل) إذا لا تكون إلا لطلب التصدق ، ويمتنع معها ذكر المعادل
فلا يقال
هل سافر زيد أم محمد؟ (خطأ)
لأن هل يسأل بها عن شئ مجهول فامتنع وجود ( أم ) في سياقها وامتنع وجود (المعادل) بعد (أم )
ذلك لأن هل يُسأل بها عن المجهول ، وأم والمعادل بعدها تفيد بعض العلم


تنبيهات وتوضيحات ومزيد أمثلة
الاستفهام بالهمز

القاعدة
يطلب الهمزة أحد أمرين

(أ) التصور :

وهو إدراك المفرد ، وفي هذه الحالة تأتي الهمزة متلوة بالمسئول عنه ، ويذكر ويذكر له في الغالم معادل بعد أم

(ب) التصديق :
وهو إدراك النسبة ،وفي هذه الحالة يمتنع ذكر المعادل
التصور في هذه الحالة تأتي الهمزة متلوة بالمسئول عنه
لأن أداة الاستفهام تدخل على المجهول الذي تريد كشفه وإيضاحه ، لذا تُسلط الهمزة على ما يراد كشفه

مثال
أسعيد مسافر أم محمد (هذا الاستفهام للتصور )
هذا الاستفهام لتحديد المسافر ، فهنا السائل عنده علم بأن أحدهما مسافر ، كأن عنده نصف العلم ، ويريد من المسئول كشف الباقي
فائدة
الاستفهام للتصور يوتى بعده (أم) العاطفة ،
وتسمى أم المتصلة ، أي ما بعدها لا ينفك عم قبلها

ملاحظة
إذا سألت عن ذات عاقل لابد أن يكون المعادل بعد (أم) عاقلا
فلا يقال : أسعيد مسافر أم مقيم ( لأن سعيد : ذات ، ومقيم : معنى)
ولكن يقل : أسعيد مسافر أم زيد
أو يقال :أمسافر سعيد أم مقيم

تجعل ما بعد أم موافقا ، ومناسبا لما بعد الهمزة

الاستفهام بـ (هل)
القاعدة
يطلب بها التصديق ليس غير ، ويمتنع معها ذكر المعادل
مثاله من القرآن
{هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (المائدة112)


{هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ} (الأنعام47)

{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ} (الأنعام 50)

{هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا } ( الانعام 148)

ملاحظة
في قوله تعالى {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} ( الرعد 16)
أعرض عن السؤال الأول ودخل في سؤال أعم وأعظم
(أم) في هذه الآية ( أم) المنقطعة الإضرابية التي بمعنى( بل )


وفي قوله تعالى { هل ينفعونكم أو يضرون}
على تقدير تكرار السؤال
أي : أو هل يضرون


أمثلة من اقرآن

قوله تعالى { أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون}
قوله تعالى { أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون}
قوله تعالى { أنتم تزرعونه أم نحن الزارعون}


وقد يرد إشكال في قوله تعالى
{ أأنتم أشد خلقا أم نحن السماء}
على أن المخاطب عاقل ، وما بعد أم ليس ذات

الجواب
أن المقصود التمييز على تأويل ( أخلقكم أشد أم السماء)
أما إذا كان الاستفهام للتصديق
فالجواب بـ(نعم) أو (لا) وليس ثَمَّ (أم) ولا معادل
مثاله
أتسافر غدا