يعتبر فن
الكاريكاتير من الفنون الصحفية الرفيعة التي تقدم القضايا الهامة للمجتمع
في قالب سهل وبسيط يصل معناه إلى معظم شرائح المجتمع المختلفة. كما أن
الصحف تحتاج إلى فن الكاريكاتير على صفحاتها لأنها تجتذب شريحة كبيرة من
القرّاء إليها، فضلاً عن أنها تعطي الصحيفة نكهة مميزة من خلال الرسوم
الهزلية الممتعة خصوصاً على صفحاتها الأخيرة. ومع نموا هذا الفن في
المملكة وتطوره بشكل ملفت إلا أن فنان الكاريكاتير السعودي اليوم أصبح
يعيش في عزلة تامة وانفراد عن زملاءه الآخرين، قد يكون بحكم العمل وقد
يكون بحكم اتساع رقعة الدولة. حيث أضحى من الصعب التقاء فنانو المنطقة
الوسطى بالغربية أو الشرقية ولو بمجرد الصدفة. فليست هناك ثمة اجتماعات
دورية أو لقاءات فنية تجمع الفنانين مع بعضهم على مستوى المملكة، وليس
هناك مكان مخصص يلتمّ فيه شمل أسرة الكاريكاتير السعودية بل تكون علاقة
الفنان مع زميل آخر بحكم الصداقة القديمة أو بحكم العمل في نفس الصحيفة.
إن
الحاجة أصبحت ماسة اليوم لوجود رابطة تظم فنانوا الكاريكاتير أسميها
"رابطة فنانوا الكاريكاتير السعودي". وأقترح أن تكون هذه الرابطة في
البداية منبثقة من جمعية الثقافة والفنون في مركزها الرئيسي بالرياض، حيث
يقام لها مكتب مناسب في مقر الجمعية، ثم يتقدم فنانوا الكاريكاتير بتسجيل
العضوية فيها. تكون ثمرة هذا الالتقاء الأولى بإنشاء معارض سنوية
للكاريكاتير داخل وخارج المملكة تشمل كل أعمال الأعضاء المسجلين، ثم أن
هذا المكتب يكون حلقة وصل بين فنانوا الكاريكاتير السعوديين والعالم
الخارجي، فيكون هذا المكتب الجهة الرسمية التي تخاطبها الجهات الدولية أو
الجهات الحكومية الداخلية. إن الهدف من إنشاء هذه الرابطة تكمن في عدة
جوانب، أولها أن هذه الرابطة تعقد لقاءات وندوات تثقيفية ربع سنوية أو نصف
سنوية يتم خلالها تبادل خبرات الفنانين مع بعضهم، واستضافة فنانين
عالميين، وإقامة ورش عمل، وتنظيم معارض سنوية يقام في تاريخ وزمن يحدده
المكتب. أو تقوم الرابطة بتفعيل مشاركة الفنانين في معارض دولية
للكاريكاتير - ونحن نعلم أن الكثير من فناني الكاريكاتير السعوديين لم
يشاركوا إلى اليوم في أي معرض دولي-. الأمر الثاني أن مكتب الرابطة يقوم
بمتابعة أعمال الفنانين وتقييمها وإسداء النصح إليهم حال تدني مستوى العمل
أو تكرار مطابقة أعمال الفنان مع أعمال آخرين أو طرح أفكار قد تكون غير
صحيحة أو غير واقعة، كما أنها تكون الغطاء الذي يحمي فنان الكاريكاتير
ويقف إلى جانبه عندما يتعرض لأي حدث داخلي أو خارجي. الأمر الثالث تسهيل
ربط الفنان بالمحطات التلفزيونية المحلية والدولية التي ترغب بإجراء حوار
تلفزيوني أو مشاركة في برامج إلى غير ذلك. الأمر الرابع تسهيل لقاء
الفنانين الكبار والمتمرسين مع الفنانين الشباب والهواة، وهذا بدوره يشحذ
حماستهم ويعلي هممهم للوصول والارتقاء إلى القمة. الأمر الخامس تربية
وتبني جيل جديد من فنانوا الكاريكاتير الذين تقدمون بتسجيل عضويتهم للمكتب
وأثبتوا حضورهم للقاءات والندوات وشاركوا بفعالية في المعارض الداخلية
بشكل جيد، حيث يقدمهم المكتب للصحافة السعودية، فتتلقفهم و تقدمهم على
صفحاتها، فلا تكون عرضة للتجربة وتكون الرابطة الجهة المخولة لتبني فنانو
الكاريكاتير الجدد.
إن إقامة هذه
الرابطة أمر ضروري مُلحّ يفرض وجودها تغيرات العصر الحديث، فنحن نحتاج إلى
وجود جهاز إداري تنظيمي في مجال الكاريكاتير حتى نبتعد عن العشوائية
والفردية في العمل فالعمل الجماعي المنظم هو الطريق الوحيد للنمو الطبيعي
في أي مجال من المجالات، وحتى ينموا لدينا في المستقبل جيلٌ من الفنانين
الملتزمين الذين تربوا تحت مظلة الرابطة فنيّا وثقافياً وإعلامياً.
هل
وبسيط يصل معناه إلى معظم شرائح المجتمع المختلفة. كما أن الصحف تحتاج إلى
فن الكاريكاتير على صفحاتها لأنها تجتذب شريحة كبيرة من القرّاء إليها،
فضلاً عن أنها تعطي الصحيفة نكهة مميزة من خلال الرسوم الهزلية الممتعة
خصوصاً على صفحاتها الأخيرة. ومع نموا هذا الفن في المملكة وتطوره بشكل
ملفت إلا أن فنان الكاريكاتير السعودي اليوم أصبح يعيش في عزلة تامة
وانفراد عن زملاءه الآخرين، قد يكون
منقول