قناة الجزيرة .. عنوان الإعلام المقاوم للنفوذ الغربي

فما
من شك أن وسائل الإعلام أصبحت اليوم توجه سياسة العالم وتتحكم بشكل كبير
في مجريات الأحداث السياسية والعسكرية ، وتوجه الرأي العام في الاتجاه
الذي تريده من خلال التوظيف الدقيق والمدروس لعلم الاتصال ونظرياته
وأساليبه في تلك الوسائل .
وبسبب الظروف التاريخية المعروفة والتي سرعت
من نهضة الغرب على حساب الدول العربية والإسلامية ، لذا نجد أن الهيمنة
الغربية في وسائل الإعلام تكاد تكون مطلقة ، من خلال سيطرة تلك الدول على
وسائل الإعلام ووسائل صناعتها ، وتحكمها في وسائل إنتاج المواد الإعلامية
التي تغذي تلك الوسائل .

وفي ظل هذه الهيمنة الغربية المتصاعدة برزت قناة الجزيرة كخصم قوي أحرج
مؤسسات الإعلام الغربية وجعلها تراجع حساباتها أمام هذا الطارئ الإعلامي
الجديد الذي بدا من خلال تبنيه لقضايا الشعوب المضطهدة باستقطاب الرأي
العام العالمي وأصبح احد أهم مصادر الأخبار في العالم .

وتعد قناة الجزيرة قناة الأخبار الأهم في العالم العربي والإسلامي ،
والتي تتبنى قضايا الأمة العربية والإسلامية ، ولعبت دورا مهما ومؤثرا في
مجريات الأحداث العالمية الكبيرة ، وبدأت سياستها بالتوازن المحسوب بدقة
وان ظهرت بالشد والجذب الذي وظفته دائما في خدمة قضايا العرب والمسلمين
العادلة ، ودفاعا عن الأرض والكرامة وقضية العرب الكبرى فلسطين .

ويمكن القول بحق أن قناة الجزيرة طراز لا يتكرر كثيرا ومثلا إعلاميا
يحتذي به في التمسك بالثوابت العربية والإسلامية ، لذا كانت ومازالت حليفا
قويا لنهج المقاومة الوطنية والإسلامية ورفيقا لنضالها في جميع مراحلها
وفي كل مواطن الاحتلال في فلسطين وأفغانستان والعراق والصومال ولبنان ،
رغم المحاولات العديدة من قوى الغطرسة العالمية بالترغيب تارة وبالترهيب
أخرى ، ورغم استهداف العاملين فيها بالقتل والسجن والمطاردة .

ومن المؤكد أن قناة الجزيرة إنما تنتهج هذا النهج إيمانا من القائمين
على إدارتها وتمويلها بعدالة قضايا الأمة العربية والإسلامية في كفاحها ضد
قوى الاستكبار العالمية ، وانسجاما مع المبادئ التي يؤمنون بها والتي
تستند إلى حس قومي وإسلامي أصيل يبتعد عن المداهنة والسير في ركب القوى
العظمى والانضواء تحت اذرع الإخطبوط الإعلامي العالمي المسيطر عليه من قبل
الصهيونية العالمية .

إن قناة الجزيرة هي جزء من المقاومة العربية والإسلامية ، تتبنى
قضاياها وتنقل نشاطاتها وتعرض الآراء المؤيدة لها وتوصل صوتها إلى الرأي
العام العالمي .

وأصبح لزاما على كل الشرفاء من هذه الأمة الذين يتبنون خط المقاومة
الرافض لقوى البغي العالمية ، أن يدعموا هذه القناة وان يساندوها كل حسب
قدرته وطاقته حتى يشدوا على أيد القائمين عليها ويؤازروهم للوقوف في وجه
التهديدات والتحديات التي يواجهونها .

وتؤكد الرابطة الإسلامية للإعلام في العراق ان قناة الجزيرة تمثل نقلة
نوعية وموضوعية في وسائل الإعلام ، واستطاعت رغم قصر عمرها في عالمنا أن
تؤتي ثمارا يانعة وطيبة ، تجلت في تحرير المتلقي العربي والمسلم من
التبعية للإعلام الغربي الموجه لمسخ الشخصيتين العربية والإسلامية ، كما
أنها أصبحت وسيلة ضغط للتغيير السياسي في الأنظمة ليست العربية والإسلامية
فحسب وانما أثرت في سياسات الأنظمة الغربية ، مما جعلها تعمل حسابا لهذه
القنوات ، وتمارس أمر التصفية الجسدية والمهنية لبعض مراسلي هذه القنوات
، والإعداد لضربة عسكرية لمكاتب بعضها.

كما استطاعت إثارة قضايا عالمنا العربي والإسلامي في المجتمعات
الغربية، واستقطبتها للتفاعل معها ، خاصة القضية الفلسطينية والمسألة
الأفغانية والعراقية، وأسهمت بشكل كبير في نشر المفاهيم الصحيحة وتوعية
المتلقين بأمور قضيتهم ، داخل العالم الإسلامي وخارجه ، وتعريفهم بالرموز
الإسلامية وتقديم العلماء والمفكرين والدعاة اليهم .

ومع هذه الانجازات فان على قناة الجزيرة وهي تحتفي بالذكرى العاشرة
لتأسيسها الثبات على الموقف والحفاظ على المبدأ والنهج الثابت والتمسك
بهذا النهج وعدم الاكتراث بما يحاك لها من دسائس ومكائد ، وان يعلم
القائمون عليها والعاملون فيها أنهم يخوضون معركة لا يخمد أوارها حتى
تنجلي ظلمة قوى الشر الغربية بقيادة أميركا والصهيونية العالمية .

وبمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس قناة الجزيرة يسر ادارة الرابطة
الاسلامية للاعلام في العراق ان تتقدم بتحياتها الى اسرة القناة ونسأل
الله تعالى ان يوفقهم الى مزيد من العطاء والابداع الاعلامي والله الموفق