منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  الثقافة العربية, الاصالة,التحدي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 الثقافة العربية, الاصالة,التحدي 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 الثقافة العربية, الاصالة,التحدي Empty
مُساهمةموضوع: الثقافة العربية, الاصالة,التحدي    الثقافة العربية, الاصالة,التحدي I_icon_minitimeالثلاثاء 14 فبراير - 16:45

سببان
قوِّيان دفعاني بشدة إلى كتابة هذا الكتاب، رغم انشغالي بنتاجٍ آخر لا أجد
محيصاً عن كتابته. السبب الأول هو إيماني المطلق أن سبب تخلفنا عرباً هو
أمِّيَـتـُنا الثقافية بمعناها الإبداعي والسلوكي الإنتاجي ، والسبب
الثاني هو أن نهضة أية أمة من الأمم تعتمد على وحدتها الفكرية والسياسية
والاقتصادية، على أن تكون الثقافة أولاً، ويتفرع عن ذلك أن ثقافتنا
العربية في جوهرها تمتلك كل الوسائل الكفيلة بنهضة الإنسان العربي الغارق
اليوم في ظلموت الجهل والمذهبيات والقبليات والتناحر الدنيء على خسيس
المغنم. إن الإنسان العربيّ اليوم يقف حائراً أمام إنجازات الأمم الأخرى
على المستوى الفكري والتكنولوجي والفني وبالتالي الحضاري، وتزداد حيرته
حين يرى الوطن العربي مملوءاً بالثروات الهائلة، ومنتمياً لأمةٍ أثبتت عبر
تاريخها المديد أنها تملك خصائص إيجابية عالية، لايمكن أن تنهض أمة وتنجز
حضارة راقية بمعزل عن هذه الخصائص . الإنسان العربي بتكوينه الفطري منذ
فجر التاريخ وحتى اليوم مفطور على الكرم وحب الخير والإيثار والتضحية في
سبيل القيم الخالدة ، ومفطور على حب المعرفة والعلم ، وعدم التشرنق في
كيان عنصري عرقي. وهذه هي القيم الإنسانية الخالدة التي تحمي الأمم من
عوامل الاندثار، وعلى العكس فقد أثبت التاريخ أن أية قوة حمقاء ، ولا
تمتلك نوازع الخير والجمال فهي معرضة للاندثار والانقراض حتماً. ولأن
الكاتب الجيد لا يعيد كتابة ما هو مكتوب سيجد قارئنا الكريم لاحقاً في هذا
الكتاب أن خصائص الذات العربية كفيلة بإنهاض إنسانها ليسير مع ما أبدعته
الإنسانية في مختلف المجالات الفكرية والأدبية والفنية والإنتاجية. إننا
نملك تراكماً تاريخياً من الخصائص الإيجابية حفظت أمتنا من الاندثار عبر
قرون طويلة من محاولات الحذف والإلغاء ونسخ تلك الخصائص التي لاتزال إلى
الآن متجذرة في الذات العربية الإنسانية، وسيرى القارئ الكريم أننا لانقصد
العروبة العرقية كما يحلو للبعض وصْمَنا بها، وإنما نقصد تلك العروبة التي
جعلت عبد الحميد الكاتب العربي وعبدَ الله بن المقفع الفارسي يتسابقان
ليفدي كلٌّ منهما الآخر بروحه أمام قرار الموت الذي اتخذته السلطة بحق
الكاتب المبدع عبد الله بن المقفع. إن العروبة التي نجحت عبر التاريخ في
تكوين حضارة إنسانية هي عروبة إنسانية فتحت قلبها وروحها لكل الأمم عبر
التاريخ لتتلاقح معها وتتثاقف معها وبها.
قبل كل شيء يجب التركيز على
الثوابت في مكونات مجتمع استطاع عبر التاريخ أن يكوّن أمة ذات شخصية
حضارية متماسكة ومستمرة، وتأتي الثقافة على رأس هذه الثوابت، لأن ثقافة كل
أمة هي شخصيتها، وهي تجلياتها الروحية والأخلاقية ونمط تفكيرها وسلوكها في
مختلف مجالات الحياة. وهذه الثقافة بتجلياتها الفكرية والروحية والسلوكية
هي التي تحدد قابلية هذه الأمة للبقاء، أو انهيارها أمام التحديات
الداخلية والخارجية الناشئة عن مسيرة الحضارات وعمرها التاريخي، واحتكاكها
بالثقافات الأخرى قبولاً ورفضاً، توافقاً وانسجاماً، تنافراً وافتراقاً.
وبلا أدنى ريب يستطيع الباحث أن يؤكد أن الأمة العربية مرّت بتحديات
استهدفت وجودها، ومع ذلك ظلّت موجودة، وظلت تعمل وتحلم بالخلاص من عوامل
الانتكاس لتساهم مجددا في رفد الحضارة الإنسانية. ومعنى هذا أن هذه الأمة
من الأمم الأساسية التي ساهمت في صناعة التاريخ الإنساني، لأنها تمتلك
الأسس الإيجابية التي ترتكز عليها حضارة الإنسان في رحلته الكونية. وعلى
الرغم من تعرضها خلال مسيرتها التاريخية لاهتزازات كبرى، إلا أنها قاومت
الفناء، لأنها تختزن القدرة على الاستجابة الإيجابية لاستمرارها، وقد عبرت
عن مخزونها الثقافي إبداعياً عبر تجربتها الحضارية، هذا المخزون الثقافي
هو الذي تحوّل في النهاية إلى فعل حضاري.
الأمة العربية لم تزُلْ لأن
ثقافتها لم تزَلْ متأصلة في إنسانها المقاوم دفاعاً عن ثقافته التي هي هو،
وقد كان يبدو في مراحل تاريخية طويلة أن ثقافتها اندثرت، ولكن هذا لم يكن
صحيحاً، لأن ثقافتها كانت مقاوِمة، ولعل تجليات هذه الثقافة المقاوِمة
بارزة اليوم في فلسطين والعراق، لقد احتلت الأرض، ولكن الثقافة لم تزل
تقاوم. لقد ألقى هولاكو مكتبة بغداد في نهر دجلة، ولكن ثقافة بغداد قاومت
وانتصرت على هولاكو، وأخيراً بوش أعاد تجربة هولاكو ظناً منه أنه أقدر على
إعدام ثقافة بغداد بما يملكه من جبروت وغرور وصلف، ولكن لبغداد ذاكرة
خاصة، لقد وقفت مدافعة ولم تزل، وها آثارها توزع على العالم لتقول كل قطعة
سُرقتْ: يا بوش أنت سارق. لقد حمت جيوشه النفط، وأباحت المتاحف والمكتبات
البغدادية للصوص، ولكن النفط كان مادة سريعة الاشتعال ، فأحرقته وجنوده،
أما ذاكرة بغداد فإنها تستعاد يومياً عبر بنادق العراقيين المقاومين الذين
أخذوا على عاتقهم قتل "الثور السماوي" كما فعل جدهم جلجامش. لقد انهار
الفعل "الحضاري" للقوة الكبرى في العالم بسبب عدوانيتها، ليس هناك في
التاريخ انسجامٌ بين الفعل الحضاري المبدع وبين الظلم. إن العدالة هي التي
تبني في النهاية، وتؤسس للمجتمع البشري الذي ينشد التقدم والإنتاج المبدع
الآخذ بيد الإنسان إلى الأمام.
قد تنتكس الثقافة في مسيرتها الطويلة،
وقد تكمن روح الأمة قروناً ، ولكنها ستنهض حتماً ما دامت تملك قدرة
الاستجابة الإيجابية. إن الأمم التي تضيع ثقافتها تضيع هي أيضاً ، لاوجود
لأمة بلا ثقافة تشكِّل كينونتها وفعلها عبر تجربة التاريخ. تستمر الأمم
ذات المخزون الثقافي الأصيل، وتتلاشى الأمم التي تكون ثقافتها عنصرية
مغلقة.
إن الثقافة عبر التاريخ هي التي حمت حقوق الإنسان سواءٌ أكان
منتسباً لأقلية أم كان منتسباً لأكثرية، ومن هنا تبرز أهميتها في تقرير
العدالة الإنسانية. لأنها مرتبطة بالوعي، والوعي وحده هو الذي يحفظ حقوق
البشر ، ويدفع الظلم عنهم.
لكن السؤال يبقى ملحـَّاً، وقد سأله قبلنا
مفكرون كبار أمثال الشيخ محمد عبده والكواكبي ورفاعة الطهطاوي، وهو: لماذا
نحن متخلفون والغرب متقدم؟ ، وإلى ماذا يُعزى تقدم الغرب وتأخر الشرق؟!!.

من
مظاهر الخلل في الفكر العربي الرسمي المعاصر، والمعبـَّر عنه سياسياً
بالنظام الحاكم أنه يعتمد في استمراريته على الأجهزة والقوة
المادية،متجاهلاً قوة المكوِّن الثقافي والمعرفي الذي يشكل القوة
الأخلاقية والتراثية الإيجابية المتراكمة بفعل التاريخ في الوعي الجمعي
للأمة، والمناقض تكوينياً للنظام الحاكم. إن القوة الكامنة في وجدان الأمة
هي التي تشكل الشرعية السياسية لأي نظام حاكم عبر التاريخ،، إن تجاوز هذا
المفهوم بمعناه العميق وسلوكه السياسي هو الذي يجعل النظام العربي
باستمرار خارج الحالة الصحيحة تاريخياً وسياسياً، ويجعله يعتمد على قوة
الأجهزة المادية التي تشكل سلطته. وينخدع كثيراً النظام العربي الحاكم عبر
التقارير التي ترفع إليه بولاء الناس وحبهم له ، وهو ولاء كاذب وحب مزوَّر
تصنعه المصالح والمنافع،"لأن حبّ الرياء ينمو بما يقتات به" والسلطة التي
تقوم على حب كهذا لاجذور أخلاقية لها، ولذا تنهار بسرعة، وسلطة بهذه
الصفات لا تفقد قدرة صاحبها على الحب فقط، بل تفسد أيضاً تلقائية الحب لدى
الآخرين، ويصبح"ودُّ الناس خِبـَّاً" على حدِّ تعبير المتنبي.
وحين
يشعر النظام الحاكم بسراب الولاء له ينسحب إلى قبيلته ، وتبدأ مشكلته
الحقيقية. هذه المشكلة التاريخية التي يعاني منها النظام العربي الرسمي
تحمل كثيراً من مظاهر ضعف الأمة حيث ينتقل الصراع بأشكاله القبلية
المتدنية إلى الداخل، وتزداد العزلة بين مكوِّنات المجتمع، ومع الزمن تصبح
إرادة الإنسان وحريته مصادرتين بقوة نزعة البقاء التي يتمسك بها النظام
العربي الرسمي. وتهدر القوة التاريخية للمجتمع على مسار سياسة الطالب
والمطلوب، وتتحول القوة التي يجب أن تكون إنتاجية إلى قوة بوليسية، ليس
لها وظيفة غير حماية المؤسسة الرسمية وملاحقة أصحاب القوة الثقافية التي
تملك وحدها وسائل التغيير الحقيقي لنقل المجتمع من واقع متخلف إلى الحالة
التي تتيح للمجتمع أن ينتمي إلى عصره في مختلف مجالات الإبداع الحضاري.
والخلل السياسي الذي نشهده في أداء المؤسسة الرسمية العربية مرتبط إلى
حدٍّ بعيد بتلك القطيعة الحادة بين النظام العربي الرسمي وكتلة الثقافة
التاريخية ، والتي هي صانعة المجتمع ومطوِّرته في آن.
لا يمكن إنجاز
انتماء عربي حقيقي مؤثر في استنهاض الإنسان العربي إلا عبر ثقافة عربية،
نسغها متكوِّنٌ من سمات الشخصية العربية الحضارية التي كانت نابعة من تراث
إبداعيٍّ ثري، ولقاح ثقافي فكري معرفي بنتاجٍ إنسانيٍّ أسهم في رفد مسيرة
الحضارة الإنسانية عبر تجربة ناضجة مضيفة للتاريخ الإنساني معرفة مفيدة.
لايمكن أن تنمو أمة نمواً حضارياً بلا ثقافة تمتاز بخصوصيتها وإنسانيتها
في آن .
ولا يمكن تأسيس نظام عربي سياسيٍّ قادر على الحضور الحقيقي
في عالم مذهلٍ بتقدمه إلاّ عبر ثقافة عربية تجعل النظام السياسي ترجمة
لمكوناتها . ولعل الطلاق الحاصل بين النظام السياسي العربي والثقافة التي
يجب أن تكونه ويكونها من أهم الأسباب لنكوص تجربة العرب المعاصرة عن
الحضارة الإنسانية بمعناها الإنتاجي. إن الثقافة تقوي النظام وتعطيه مناعة
قوية وتجعله منسجماً ومتصالحاً مع شعبه. فإذا كانت الثقافة محرك التاريخ
فهي بلا شك محركة النظام العربي الفكري والاجتماعي والسياسي إلى حيث
انتماؤه لعصره وأصالته. ولا نعني السياسة العربية بمعناها الآني ، ولا
النظام العربي بمعناه الآني أيضاً, وإنما نعني المنهج الفكري الذي يجب أن
يؤسس السلطة العربية التي تنتمي لإنسانها وعصرها، ونعني السياسة التي يجب
أن تبنى على الثقافة الهادفة في تكوين السلطة ، سواء أكانت سلطة فكرية أم
سلطة سياسية.
إن الثقافة المنبثقة من الوعي التاريخي الإبداعي المتراكم
تستطيع بقوة تأثيرها إن تتحول إلى سلوك، وأعتقد أن هذا هو المقصود الأخير
من الثقافة ، أعني تحويلها إلى فعل سلوكي ينهض بالمجتمع ويطوره ويجعله
باستمرار يسير باتجاه الهدف الأسمى الذي هو رسالة الأمة في النهاية.
والثقافة
هي السبيل الوحيد لفهم تطورات العالم السريعة التي لانزال إلى الآن نقف
أمامها مندهشين مأخوذين، ولا نعرف كيف نتعامل معها. إن أقوى الأسلحة التي
تمتلكها الأمم عبر مسيرة التاريخ كلها تتمثل بالثروة والمعرفة. نحن العرب
نملك الثروة بالمعنى المجازي للملكية، ولن تتحول هذه الملكية لنا متخلية
عن مخاتلات المجاز إلاّ عبر المعرفة وعقلنة سلوكنا وتصرفنا في عالم
لايلتفت إلى الواقفين في المحطات منتظرين من يصعدهم في القاطرات المتخلفة
لأنهم عاجزون عن الصعود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
الثقافة العربية, الاصالة,التحدي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  عن الثقافة العربية والعالمية
»  أثر الثقافة الغربية على المجتمعات العربية
»  الثقافة العربية في عالم متحول

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ عــلوم وثقافـة ][©][§®¤~ˆ :: الصحافة والإعلام-
انتقل الى: