منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  عن الثقافة العربية والعالمية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 عن الثقافة العربية والعالمية 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 عن الثقافة العربية والعالمية Empty
مُساهمةموضوع: عن الثقافة العربية والعالمية    عن الثقافة العربية والعالمية I_icon_minitimeالسبت 11 فبراير - 23:23

عن الثقافة العربية والعالمية

إننا نغفل عن استيعاب المنجزات لأننا نعيش في مستوى آخر من مستويات
الثقافة، فنحن نركب السيارة أحياناً ونفكر كثيراً بعقلية راكب الناقة.

تتداخل عندنا مفهومات الثقافة (الزراعية) القروسطية من تواكل
على الغيبيات وتسليم بالمقدّر المكتوب، مثلاً، وبين مفهومات العولمة
المعاصرة من اتكال على التلفزيون وسيطاً للتسلية و (الثقافة). تتبنى
الأذواق المعطوبة عندنا ثقافة النفط، ويحيا الفلاح على موروثات الحقبة
الفرعونية أو القبطية - دون أن يدرك ذلك تماماً - بينما يستخدم التليفون
المحمول والغسالة الكهربائية والإنترنت.

لا يمكن الحديث عن الثقافة العربية وواقعها الآن ومستقبلها
المتصوّر أو المستشرف، بمعزل عن الظروف والأوضاع الاجتماعية والسياسية
والاقتصادية التي تمر بها المنطقة الآن، خصوصاً في الفترة الأخيرة التي
حدثت فيها أحداث جسيمة على المستويات الاجتماعية والسياسية والثقافية،
والتي لاتزال في طور المخاض المتصل.

وهو موضوع طويل وله نواح كثيرة، وإذا اكتفينا بجانب أو
جانبين منه، يمكن أن نتحدث عمّا أصبح من المحظور أو المحرج أو الشائك أن
نتحدث فيه، وهو واقع القمع والقهر في الثقافة العربية الحالية، والمعتاد
أننا نتكلم بشكل عام ولا نخصص، بينما يجب أن نخصص ونحدد، فمن الواضح أن
هناك سطوة من القمع في مجمل مظاهر العلاقة بين السلطة، سواء كانت سلطة
سياسية أو سلطة الجماهير الغوغائية، أو سلطة النصّ أو غيرها من السُلط،
وبين المثقفين، تقابلها من ناحية أخرى مقاومة من قلة من المثقفين تصل
أحياناً إلى حد الاستبسال، في الدفاع عن قيم الحرية والعقلانية والتسامح،
وقبول الرأي الآخر، ومقاومة الموجات الظلامية التي تعتمد التعصّب الأعمى
وإثارة النعرات المختلفة، سواء كانت إقليمية أو طائفية أو دينية، أو
تتستّر تحت مسوح المزاعم الدينية، أو سواها.

نحن والغزو الفكري

لعل الجانب الآخر في هذه المسألة، هو ما يسمى أحياناً بالغزو
الفكري أو بالغزو الثقافي، وهو باختصار علاقة الثقافة العربية المعاصرة
بالثقافة العالمية أو الإنسانية بجوانبها المختلفة.

ليس هناك (آخر) واحد، وبعبارة محددة ليس هناك (الغرب) مطلقاً
مُعمّماً مجرّداً، بل هناك غرب وغرب، هناك غرب التعصّب والاستعمار المضمّر
الخفي، والنهب والاستغلال والعولمة، وهو غرب مازال قائماً متخفّياً تحت
أقنعة مؤسسات دولية ضارية النفوذ، الشركات متعدّية الجنسيات والقارات،
والصناديق، والبنوك، والمؤسسات الاحتكارية العالمية. وهناك غرب الدفاع عن
الحرية والعقلانية، والمغامرة الفنية في الإبداع، والمغامرة الفكرية
الجادّة، هناك الغرب الذي رأينا منه - مثلاً - التغاضي، عمداً، عن المذابح
والمجاعات واستشراء الفقر، وهناك الغرب الذي يدافع عن المضطهدين، ويُعلى
قيم الحرية في الفكر وفي الساحة القومية، هذا الغرب نفسه الذي تحاول أجهزة
الإعلام أن تعتّم عليه.

أرى العلاقة هذه - إذن - علاقة معقّدة، ليس هناك ما يُسمى
بالغزو الثقافي، هناك غزو يتجه نحو نشر (أشباه القيم) الاستهلاكية، (أشباه
القيم) المضلّلة التي تعتمد على تقنيات الإتقان والحبكة والصنعة البحتة
خصوصاً في أجهزة الإعلام واسعة الانتشار: التليفزيون والفيديو والسينما
والإنترنت وغيرها. هذه التقنيات شديدة الإحكام، تحمل في داخلها سموم
الاستعلاء العنصري، وتأكيد تفوّق الغرب، وتمجيد العنف سافراً أو مضمراً،
جسدياً أو روحياً وابتذال الجنس وتحويله إلى سلعة رخيصة، وتجريده من قيم
المشاركة والحرية والإبداع أي من قيمة الحب.

وهناك - بالطبع - جوانب أخرى من الغرب منها الجانب الذي لا
تعطيه الثقافة العربية حقه من الدراسة والتأمل والفكر النقدي أو تقصر عن
الإحاطة به، وهو جانب المغامرات والإنجازات الفلسفية والأدبية والفنية
والعلمية، وفي الموسيقى، وفي الفنون التشكيلية، وفي الأدب، وفي الشعر وفي
العلوم البحتة. لا يمكن بحال من الأحوال أن تنطبق على هذا الجانب المقولة
الزائفة: (الغزو الفكري) بل ينبغي أن يوجد هنا اتصال وإخصاب متبادل، أو
المأمول أن يكون متبادلاً، لكن هناك على أي حال إما قصور عن اللحاق بهذه
المنجزات المتصلة، وإما تعتيم عليها لأنها تحمل في بذورها قيم الحرية
والعقلانية التي نجد أن السلطات في بلادنا تقف أمامها موقف الحذر على
الأقل، إن لم يكن موقف الرفض والمقاومة والقمع.

الفكر النقدي

وليس هذا التداخل بالضرورة مرفوضاً، في تصوّري، بل يمكن أن
يكون مصدر إثراء وخصوبة، بشرط واحد هو سيادة العقلانية والفكر النقدي.

ليس الموقف هو إعلان القطيعة بيننا وبين منجزات الحداثة
الأوربية وما بعدها، بل الموقف في تقديري، هو أنه على المثقفين والفنانين
والمفكّرين والمشتغلين بالفلسفة والفنون والآداب والعلوم العرب أن يقوموا
بمهمة صعبة هي مضاعفة العدة التي ليس على المفكر الغربي أو الفنان الغربي
أن ينهض بها لأنه أنجزها في قرون متطاولة، وعلينا أن ننجزها في عقود
قليلة. المهم أن ننجزها وألا نتراجع مخافة أننا لم نتملك أسس النهضة أو
التنوير تملّكاً حقيقياً، وهو صحيح. نحن لم نتملّك بالفعل هذه الأسس في
معظم الأحيان، هذه مهمة قائمة وتحد ماثل.

في الفن والأدب والشعر وفي الرواية، في الفنون التشكيلية،
وفي بعض مظاهر الإبداع الموسيقي، نحن نواكب الغرب إن لم نضارعه أو نتفوّق
عليه أحياناً، بغض النظر عن مسائل المفاضلة.

لكن هذا الإبداع، ليس له مقاييس زمنية، لقد قطعنا في سبيل الحداثة - مثلاً - في الفن بشكل عام أشواطاً أستطيع أن أؤكدها.

ولكن المشكلة - كما أتصوّر - في المناخ الثقافي (العام)، في
السلوك والقيم والعادات والتقاليد والموروثات التي هي مقومات الثقافة
كلها، فنحن نجد أن القطاع الأكبر من شعوبنا مازال يرزح تحت أعباء المناخ
المتخلّف المتردّي والأفكار الظلامية أو اللامبالاة شبه العدمية كرد فعل
مفهوم على سلطات القمع والكبت والاستئثار باتخاذ القرارات المصيرية أو
القرارات اليومية المعيشية، كما ترزح هذه الشعوب تحت وطأة الأمية الأبجدية
والتعليمية والثقافية بكل أطوارها المختلفة.

لهذا، فإن الفسيفساء الثقافية العربية مضطربة ليس فيها هذا
الانسجام الذي يُفترض أنه موجود عندما نتكلم عمّا يسمى (الثقافة العربية)
إن مثل هذا التجريد يُغفل ما يحمله هذا المفهوم من تعقّد اجتماعي وسياسي
وفكري، ولهذا علينا أن نتنبّه إلى هذا التعقيد.

هناك فجوة - بالطبع - بين بعض الثقافات العربية وبعضها
الآخر، وبينها جميعاً وبين الثقافة العالمية، لكن هذا لا يعني أن علينا أن
نمتثل لهذه الفجوة أو نعود القهقرى أو نغفل النظر والتذوّق والإدراك
والملاحقة لأحدث المنجزات في العالم الغربي، إذ إنه دون التفاعل بيننا
وبين الغرب - والشرق - نتعرض للعودة القهقرى إلى الوراء بما في ذلك الوراء
الغربي أو الوراء النهضوي الغربي. أما التخلف الفكري الذي نعيشه، فأظن
أننا قد لا نختلف كثيراً في أنه ماثل ومهدّد باستمرار.

أما في مجال الفن، فنحن نتطوّر، نحن قد تطوّرنا بالفعل بشكل
أكبر بكثير مما يحدث في ميادين الفكر أو الفلسفة أو السلوك أو المناخ
الثقافي الاجتماعي العام.

المشكلة الحقيقية هي أن التخلّف المخيف فاصل أو حاجز كبير
جداً يزداد عمقاً يوماً بعد يوم بين الأنتلجنسيا العربية - فئة المثقفين
العرب - وشعوبهم، إلا في بعض مناطق التماس القليلة والمخصّبة، ومنها -
مثلاً - فيما يتعلق باستلهام الفنون الشعبية أو الفولكلور.

مَن يقرؤنا؟

لكن لنواجه الأمر ببساطة ووضوح وحسم: مَن يسمعنا ? مَن يقرؤنا ?

الإجابة الواضحة أنها قلة قليلة تنحسر يوماً بعد يوم لصالح
وسائط الإعلام الجماهيري واسعة الانتشار وقوية النفوذ، الأمر مع ذلك، لا
يدعو لليأس، فهذه القلة القليلة هي الخميرة المخصبة، هذا على الأقل هو ما
أوقن به، أما عن متابعة المنجز الغربي والعالمي الحديث نسبياً في النظرية
النقدية أو النظرية الثقافية عامة، فأتصوّر أن ما حدث في الغالب - وليس
على وجه الإطلاق والتعميم - هو مجرد نقل سيء لمقولات نقدية أو فكرية سيئة
الترجمة، وغير مستندة إلى أصولها الفكرية. كان يجب أن يتواكب هذا مع حركة
الترجمة الحقيقية الشاملة لأمهات الفكر العالمي ومع أمرين: التحليل
والمقارنة.

كان هناك في الواقع اندفاع نحو ترجمات كثيرة - معظمها غير مهضوم - لمنجزات النقد الغربي أو الفكر الغربي.

لكن الصورة ليست قاتمة تماماً، وهناك بالفعل نقاد أفادوا من
هذه المناهج فائدة كبيرة واستطاعوا أن يطوّروها لرؤيتهم الخاصة، هذا
الإسهام فيه أصالة وفيه خصوصية ثقافية.

أخشى ما أخشاه أن يكون الهجوم على ما يسمى بـ (اللهاث) وراء
المذاهب الغربية نوعاً من العنصرية المقلوبة. أو أن يكون الهجوم على النقل
من الغرب نوعاً من الفصل بيننا وبين المنجزات الإنسانية العلمية والثقافية
والفنية التي لا يمكن أن يعيش أي أحد في أي منطقة في العالم دون أن يحدث
بينه وبينها تفاعل. وهو تفاعل - طبعاً - وليس امتثالاً أو خضوعاً، ففي
الميدان الثقافي ليس هناك هذا المفهوم، مفهوم الامتثال والخضوع والانصياع،
لا يمكن الاستغناء عن التفاعل مع المنجز الحضاري الإنساني، وفي الوقت
نفسه، فإن من البديهي أن هذه العملية الثقافية تعتمد على مقومات فريدة
وخصوصية من ناحية، وقومية من ناحية أخرى.

من الطبيعي والضروري أن يكون هناك تفاعل - أحياناً أرى أن
وصف هذه الثقافة والإبداعات بأنها (أجنبية) قد يكون فيه شيء من الخطل، إذ
ليس هناك في ميدان الثقافة والفن ما هو (أجنبي)، هذا في نظري هو التصوّر
الحقيقي للعولمة، إذا أخذنا هذا المفهوم على وجهه الصحيح والواقعي أيضاً.
الثقافة الإنسانية بتعريفها ثقافة عالمية، لأنني أنا مشارك في جذور تكوين
أصول هذه الثقافة التي نسمّيها أجنبية، ولو لم تكن ثقافتي قد أسهمت
تاريخياً في تكوينها، لما وجدت بهذا الشكل.

يمكن أن نتحدث عن (الأجنبي) بالنسبة لجوازات السفر والحدود
السياسية، وحتى ذلك، أصبح موضع نظر الآن، لكنه مستحيل بالنسبة للثقافة، لا
أتصوّر بطبيعة الحال أن تُنفى أو أن تُنكر خصوصية كل ثقافة . هذه بديهية.
لكني أتوجّس مرة أخرى من وصف الثقافة العالمية أو الإنسانية بأنها
(الأجنبية) و(الأخرى)، كما لو أن هناك حواجز وحرس حدود بيننا وبين
المنجزات التي أعتبرها منجزاتنا المشتركة، على الأقل بميراثنا الحضاري.

وهنا نصدر عن موقف النديّة الكاملة، بالإمكان على الأقل، بالقوة، إن لم يكن بالفعل.

الموقف من الآخر

إن رفض (العولمة) بمفهوم الهيمنة لا يعني رفض (الآخر)، تلك
تفرقة أساسية، ذلك أن موقف الثقافة القومية من (الآخر)، لا ينبغي أن يكون
موقف الانصهار فيه والذوبان أمامه، ولا موقف الانقطاع عنه ونفيه وإنكاره،
إنما هو - بالضرورة - موقف الحوار والتفهّم، وعلاقة تسامح، علاقة أخذ
وعطاء، لا علاقة تهويل أو تهويم أو تهوين.

ذلك ينطبق على (الآخر) الغربي العالمي، كما ينطبق على النصّ
التراثي القومي أو النص التراثي الإنساني، سواء (كان الآخر) هو المرأة
بالنسبة للرجل أو العكس، أو كان المُغاير ديناً أو عرقاً أو طائفة أو
مذهباً إلى آخر صنوف المغايرة، فلعل التغاير مع التفاعل مع الغير، هو الذي
يُثرى الذات ويفتح أمامها آفاقاً جديدة يسدّها ويغلقها العكوف على الذات -
أي على الثقافة القومية المغلّقة داخل أسوارها الضيقة.

أتصوّر أن هذا هنا هو الموقف الحضاري بصفة عامة، وهو من باب
أولى موقف المبدع، سواء كان فناناً قولياً أداته اللغة أو فناناً تشكيلياً
أداته اللون والمساحة والكتلة، أو فناناً موسيقياً، هذا المبدع هو الذي
يستطيع بقوة الخيال ومقدرة الفن ونفاذ الرؤية أن يتماهى - بالعمل الإبداعي
- مع الآخر دون أن يفقد جوهر ذاتيته، أي أن يضم الآخر تحت جناح ذات متنوعة
الإمكانات، متنوعة الأبعاد.

وبمناسبة عولمة الثقافة، فإن هناك مشكلة أخرى تتعلق بتوصيف وتحليل (الثقافة العربية).

تصوّري أن هناك ثقافة واحدة متنوعة المقومات وليست هناك
ثقافة أحادية واحدة ومصمتة كقالب وكتلة، ولا مفروضة من خارج، أو وفقاً
لمفهومات كانت سائدة في الستينيات مثلاً، مفهومات القومية التي تفرض، من
عل، على كائن متعدد الأعضاء والوظائف نوعاً من الصلابة والتوحّد المسبق
القبْلي، لكن أيضاً ليس هناك تفارق جوهري أو أساسي بين هذه الثقافات
العربية، بل هو - في تقديري - تنوّع داخل التناغم، واختلاف داخل التراسل
والتشارك.

ومن ثم، فلعله من الصحيح أنه كما توجد ثقافة إنسانية عالمية
واحدة، فإن هناك - في داخل هذا السياق - ثقافة عربية واحدة لا ثقافة عربية
أحادية، ثقافة متنوعة، وليست قالبية، هذا منطقي وواضح وبديهي، إنها
بديهيات تكاد تكون أولية، ولكننا ننسى هذا أحياناً عندما نتكلم عن هذه
الثقافة أو تلك، أو عن المركز والهامش.

وعي القوى الشعبية

الحل الطبيعي، بل الحتمي، أو على الأصح الوحيد والسند ومصدر
القوة والحماية من هجوم الغزو الاستهلاكي العولمي ثقافياً واجتماعياً، ومن
هجوم العنف الفكري الظلامي، هو العمل على رفع وعي القوى الشعبية الواعية
التي لا مفر من توعيتها وتصفية عكارة ترسّبات القرون الوسطى ومفهومات
الانحطاط الفكري التي يروّجها دعاة الظلام والقتل والتعصّب والأحادية
المتزمتة كما يروّجها دعاة الاستعلاء العنصري والتفوّق الفطري الغربي
والنزعة الاستهلاكية الجارفة الراهنة.

التعددية، الحوار، العقلانية، اعتماد قبول وفهم الآخر دون
التنازل عن الإيمان بمبادئ وقيم يعتنقها أحد الأطراف، هذا هو، في تقديري،
الطريق الوحيد.

الحل الجذري هو أولاً إقامة البنية الديمقراطية الحقيقية، أي
توسيع هامش الديمقراطية الضيق المتاح الآن، إلى آخر حدود الديمقراطية، ثم
الإصلاح أو على الأصح التنوير الاجتماعي والتنوير الثقافي - أي إعادة
صياغة العملية التربوية والتعليمية، ذلك أن نوع التربية والتعليم الذي
يتلقاه الطفل والصبي في نظامنا التعليمي لا يعطي الإمكانية للتنمية
الإبداعية، فهي أساساً عملية التلقين والحفظ وحشد المعلومات دون أن يتبين
النسق أو النظام الفكري الذي يعطي لهذا الحشد دلالة وقيمة.

إن التنمية الثقافية الخلاّقة مرهونة بازدهار ملكات الفرد
والمجموعة، في مناخ يحترم العقلانية، بل يقدّسها ويضعها في المقام الأول،
كما يحترم حرية الاختلاف، ويمكن أن نمد هذه الخطوط العريضة من ميدان
التربية والتعليم إلى مجالات الإعلام الجماهيري ومحاربة قوى التعصّب
والظلام والسلفية المتحجّرة وإعادة صياغة التراتب الطبقي الذي يوسّع
الهوّة بين الفقراء والأغنياء إلى درجة غير مسبوقة، واعتماد الاستقلال
الوطني الاقتصادي والثقافي الحق - مع - التكامل مع اقتصاديات وثقافات
العالم الثالث، لا بالتبعية لاقتصاديات و (ثقافات) سوق الإمبريالية
الأمريكية، هذه الحلول الجذرية لا مفرّ من اتخاذها لمواجهة طوفان هيمنة
(العولمة) التي تهدف إلى فرض النمط الاستهلاكي الواحد على العالم، أي إلى
تسطيح العالمية بدلاً من تنوّعها وفرادة مقوماتها، سواءً كان ذلك على
الصعيد الثقافي أو على سائر الأصعدة الاجتماعية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
عن الثقافة العربية والعالمية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الثقافة العربية في عالم متحول
»  الثقافة العربية وتكنولوجيا الاتصالات
»  الثقافة العربية و الثقافات الأخرى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ عــلوم وثقافـة ][©][§®¤~ˆ :: الصحافة والإعلام-
انتقل الى: