هرمون تستوستيرون يقلص الميل للتعاون مع الآخرين ويجعل الإنسان يتعامل بشكل أكثر حبا للذات.
ويعلم
الباحثون منذ وقت سابق بالفعل أن هناك عناصر تجعل الإنسان أكثر تعاونا مع
الآخرين، من بينها إفراز هرمون أوكسيتوسين المؤثر في العلاقات العاطفية
وعلاقة الحنان بين الأم وطفلها.
وأراد
باحثون بريطانيون معرفة ما إذا كانت هناك أيضا عوامل ذات تأثير مضاد، أي
عوامل تحد على سبيل المثال من السلوك المتعاون. وقرروا لذلك دراسة هرمون
تستوستيرون كنموذج، وذلك لأن دراسات سابقة أظهرت أنه يحد من السلوك
الاجتماعي ويشجع العدوانية ويؤثر بذلك على السلوك التعاوني.
فجعلوا
امرأتين أمام شاشة كمبيوتر تظهر عليها صورتان بشكل متتابع، وكانت هناك
صورة شيء مختفية في إحدى هاتين الصورتين، وكان على المرأتين أن تقررا في
أي الصورتين يختفي هذا الهدف. وعندما كان اختيار المرأتين يقع على الصورة
نفسها كانت التجربة تنتقل إلى الاختبار التالي، ولكن عندما كانت النساء
المشاركات في التجربة تخترن صورة مختلفة عن بعضهما البعض كان الباحثون
يطلبون منهن أن يتناقشا سويا وأن يتصلا على صورة واحدة، وتكررت التجربة مع
عدد من النساء بشكل ثنائي الشكل مرة أخرى بعد نحو أسبوع.
وكان السر
وراء هذه التجربة هو أن النساء حصلن في إحدى المرتين على جرعة من هرمون
تستوستيرون قبل التجربة وفي المرة الأخرى على عقار وهمي.
وأظهر تحليل
النتائج أن تعاون النساء اللاتي لم يحصلن على جرعة من الهرمون كان أفضل في
النتيجة الإجمالية للاختبارات، حيث أصبن الهدف المبحوث عنه مرات أكثر
بوضوح جراء تعاونهن مع شريكتهن في التجربة وذلك مقارنة بأقرانهن اللاتي
حصلن على جرعة من الهرمون.