كيف تجعل طفلك رجلاً؟من
المشكلات التربوية الكبيرة التي يعاني منها كثير من الناس في هذا العصر
ظهور نوع من الميوعة في شخصيات أولادهم. ولمعالجة هذه المشكلة التربوية لا
بد علينا من تنمية صفة الرجولة في شخصية الطفل.
ولا
يكون ذلك إلا بالرجوع إلى تعاليم إسلامنا الحنيف، وأخذ القدوة من نبينا
محمد - صلى الله عليه وسلم - لذلك يجب علينا معرفة الأشياء التي تنمي صفة
الرجولة في شخصية أبنائنا ومنها على سبيل المثال:
أن
تكني الصغير أو الصغيرة بكنية معينة (أبو فلان، أم فلان) فإن ذلك ينمي
الإحساس بالمسؤولية ويشعر الطفل أنه أكبر من سنه فيرتقي شعوره ويزيد نضجه
عن باقي أقرانه، ويحس بمشابهته للكبار. فعن أنس رضي الله عنه قال: ( كان
النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس خلقاً وكان له أخ يقال له أبو
عمير وكان إذا جاء قال: يا أبا عمير ما فعل النغير؟) والنغير طائر صغير
كان يلعب به.
ويتعين
كذلك اصطحاب الصغير للمجالس العامة فذلك يزيد من حكمته وفهمه ورجاحة عقله
ويجعله قادراً على محاكاة الكبار ومترفعاً عن الاستغراق في اللهو واللعب،
وقد كان صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصحبون أولادهم إلى مجلس
النبي صلى الله عليه وسلم.
ويجب
إعطاء الصغير قدره وقيمته في المجالس، بالرفع من قدره وتنمية شخصيته، فعن
سهل بن سعد قال: (أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بقدح فشرب منه وعن
يمينه غلام أصغر القوم والأشياخ عن يساره فقال: يا غلام أتأذن لي أن أعطيه
الأشياخ؟ قال: ما كنت لأوثر بفضلي منك أحداً يا رسول الله فأعطاه إياه)
.
كذلك
يجب تعليم الطفل الأدب مع الكبار فعن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه
قال: (يسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير).
ويجب
أيضاً تعليمه الرياضة الرجولية كالرماية والسباحة وركوب الخيل. وقد جاء عن
أبي أمامة بن سهل أنه قال: (كتب عمر إلى أبي عبيدة بن الجراح أن علموا
غلمانكم العوم).
وعلينا
تذكير الصغير ببطولات السابقين واللاحقين والمعارك الإسلامية وانتصارات
المسلمين مما يعظم الشجاعة في نفسه، وهي من أهم صفات الرجولة. وفي المقابل
تجنيبه أسباب الميوعة والتخنث بمنعه من التشبه بالنساء فلا يتمايل
كتمايلهن أو يلبس الذهب والحرير مثلهن، وعلينا أن نتجنب إهانته وخصوصاً
أمام الآخرين،.
ولا
نستخف بأفكاره، ونشجعه على المشاركة والتفاعل ونعطيه حقه من الاهتمام وذلك
يكون بكثير من الأشياء مثل: إلقاء السلام عليه، واستشارته والاستئناس
برأيه، وتوليته مسؤوليات تناسب سنه وقدراته، وتشجيعه على حفظ الأسرار،
وتعليمه الجرأة في مواضعها كأن يدربه على الخطابة والمشاركة باستمرار في
الإذاعة المدرسية.
.
يجب علينا الاهتمام بالحشمة في ملابس الصغار وتجنيبهم الميوعة في اللبس
والتقليد الأعمى للغرب في قص الشعر وغيره من الأشياء والحركات والمشي ولبس
الحرير الذي هو من خصائص النساء.
كما
يجب علينا إبعادهم عن الترف الزائد والكسل والراحة والبطالة، قال عمر رضي
الله عنه: (اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم)، وكذلك تجنيبهم مجالس اللهو
والباطل والغناء والموسيقى فإنها منافية للرجولة ومناقضة لصفة الجد. أسأل
الله أن يبارك لنا في أولادنا جميعاً.