السلام عليكم
اخواني اخواتي اقدم لكم موضوعا عن الاسد
الأسد حيوان ضخم من فصيلة
السنوريات وأحد
السنوريات الأربعة الكبيرة المنتمية لجنس النمر (
باللاتينية: Panthera)، وهو يُعد ثاني أكبر السنوريات في العالم بعد
الببر، حيث يفوق
وزن الذكور الكبيرة منه 250 كيلوغراما (550 رطلا).
[1] تعيش معظم الأسود البرية المتبقية اليوم في
إفريقيا جنوب
الصحراء الكبرى، ولا تزال جمهرة واحدة صغيرة مهددة
بالانقراض تعيش في
آسيا بولاية
غوجرات في شمال غربي
الهند. كان موطن الأسود شاسعا جدا في السابق، حيث كانت تتواجد في
شمال إفريقيا،
الشرق الأوسط،
وآسيا الغربية، حيث انقرضت منذ بضعة قرون فقط. وحتى بداية
العصر الحديث (الهولوسين، منذ حوالي 10,000 سنة)، كانت الأسود تُعتبر أكثر
ثدييات اليابسة الكبرى انتشارا بعد
الإنسان، حيث كانت توجد في معظم أنحاء إفريقيا، الكثير من أنحاء
أوراسيا من
أوروبا الغربية وصولا إلى الهند، وفي
الأمريكيتين، من
يوكون حتى
البيرو.
يختلف أمد حياة الأسود باختلاف
جنسها، فاللبوات التي تعيش في مناطق محميّة آمنة مثل
منتزه كروغر الوطني قد تصل لما بين 12 و14 عاما، بحال تخطّت مخاطر ومشقات حياة الأشبال، بينما لا تتخطى الذكور 8 سنوات من حياتها إلا فيما ندر.
[2] إلا أن هناك وثائق تظهر أن بعض اللبوات عاشت حتى سن 20 عام في البرية. تسكن الأسود
السفانا والأراضي العشبيّة عادة، إلا أنها قد تتواجد في أراضي الأشجار القمئية
والغابات في بعض الأحيان. تعتبر الأسود حيوانات اجتماعية بشكل كبير مقارنة بباقي أعضاء
فصيلة السنوريات، وتُسمّى المجموعة العائلية للأسود "زمرة"
باللغة العربية،
وهي تتألف من إناث مرتبطة ببعضها عن طريق القرابة (أخوات، أمهات، خالات،
جدّات...)، عدد من الصغار، وبضعة ذكور بالغة. تصطاد مجموعة الإناث مع
بعضها في الغالب، حيث تفترس إجمالا
الحافريات الكبرى، إلا أنها قد تلجأ للتقميم إن سنحت لها الفرصة. يُعدّ الأسد
مفترسا فوقيّا أو رئيسيّا (لا يفترسه أي كائن حي آخر)،
ونوعا أساسيّا أو عماديّا (من أنواع
الحيوانات التي يرتكز وجود باقي الأنواع بتوازن على وجودها معها في نظام بيئي معيّن). على الرغم من أن الأسود لا تعتبر
الإنسان طريدة طبيعية لها وغالبا ما تتجنبه، إلا أنه يُعرف عن البعض منها أنه أصبح آكلا للبشر في حالات محددة.
تصنّف الأسود على أنها من الأنواع المهددة بالانقراض بدرجة دنيا، حيث
ارتفعت حدّة تراجع أعدادها من 30 إلى 50% في إفريقيا خلال العقدين
الماضيين؛
[3]ويعتبر أمل الجمهرات الباقية خارج المحميات والمنتزهات القومية ضعيف
للغاية. وعلى الرغم من أن سبب التراجع هذا ليس مفهوما كثيرا، إلا أن فقدان
المسكن والنزاع مع البشر يعتبران أكثر الأسباب إثارة للقلق. كان يُحتفظ
بالأسود في
معارض الوحوش منذ أيام
الإمبراطورية الرومانية، كما كانت ابتداءً من أواخر
القرن الثامن عشر، ولا تزال، من الأنواع الرئيسيّة التي يسعى الناس إلى عرضها في
حدائق الحيوان عبر
العالم. تتعاون الكثير من حدائق الحيوانات حول العالم حاليّا لإكثار الأسود الآسيوية المهددة بالانقراض عبر إخضاعها لبرنامج
تزاوج مكثّف.
يمكن تمييز
ذكر الأسد عن الأنثى بسهولة فائقة عن طريق
النظر، فالأول يمتلك لبدة (شعر حول العنق) بينما لا لبدة للبؤة. يُعتبر رأس الأسد الذكر أحد أكثر الرموز الحيوانية انتشارا في
الحضارة الإنسانية، حيث ظهر في العديد من
المؤلفات الأدبية،
المنحوتات،
الرسومات،
الأعلام، وفي الأدب
والأفلام المعاصرة. وفي بعض الأحيان تستخدم صورة الذكر حتى ولو كان المراد بالأصل إظهار
الأنثى، لأن لبدة الذكر المميزة تفرّق بين هذا النوع من السنوريات وغيره من الكبيرة منها.
إلا أنه تمّ إظهار اللبوة أيضا ووصفها في أوائل الكتابات والرسومات البشرية، حيث اعتبرت أنها بسالة
الصيدبحد ذاتها، وصوّرت في أحيان على أنها أم محاربة جمعت بين صفات الحنان على
أشبالها والمقدرة على الإطاحة بعدو يفوقها حجما. تقوم اللبؤات بمعظم الصيد
للزمرة، حيث تتعاون مع بعضها بأسلوب دقيق ومعقّد للإمساك بفريستها. تطوّر
كل لبوة مهارات صيد محددة لتعلب بها دورها المعين بتقنية الصيد التي تلجأ
إليها زمرتها، وعادة ما تلعب الدور نفسه خلال معظم عمليات الصيد. برز وصف
اللبوات وهي تصطاد في مجموعة واحدة منذ آلاف السنين، حيث يرجع أقدم هذه
الأوصاف إلى رسومات ومنحوتات عُثر عليها في كهفيّ
لاسو وشوفيه في
فرنسا، والتي يعود تاريخها لأواخر
العصر الحجري.
وقد لاحظ البشر اللاحقين هذه العادات والصفات في اللبؤات، فصوّرت حضاراتهم التي وجدت في نفس المناطق التي قطنتها الأسود أكثر
آلهتهم الحربيّةشراسة، بالإضافة لمحاربيهم، على صورة اللبوة، حيث كانوا يلقبون حكّامهم
الذكور "بابن اللبوة". ومن الأمثلة المستمدة من أقدم التسجيلات المكتوبة
الآلهة المصرية سخمت،
باخت،
تفنوت،
ومسخنت، وقد عبد
النوبيين القدماء
اباداماك الرجل برأس أو وجه الاسد. ويُحتمل بأنه كان هناك آلهة مماثلة لها جميعها في
ليبيا. وتُعد بعض الآلهة المصرية الأخرى معقدة للغاية، حيث تتخذ مظاهر متنوعة، كامرأة برأس لبؤة أو لبوة تتخذ أوضاع معينة.
توصف العديد من
السنوريات الكبيرة التي تظهر في المنحوتات والرسومات القديمة على أنها
نمور، إلا أنه عند التدقيق في تلك الصور يظهر أنها لبوات بحال كانت تمتلك خصلة من
الشعرعلى ذيلها. فهذه الخصلة مميزة للأسود من بين السنوريات الكبرى جميعها،
وعندما يمتلك السنور في الصورة هذه الخصلة ولا يمتلك لبدة فإن هذا يدل على
أنها لبوة بالتأكيد على الرغم مما يقول به المحللين المعاصرين. كما أن
وجود رقط على جسد تلك السنوريات في الرسوم لا يؤكد أنها نمور، إذ أن
الأشبال تمتلك رقطا ورديّة الشكل أيضا، لذلك فإنه عند محاولة تحديد نوع
السنور الممثل في الصور أو المنحوتات يجب دوما التأكد من الذيل فإن كان
هناك خصلة شعر على أخره ولم يمتلك الحيوان لبدة نكون بصدد لبوة، وإن لم
توجد هذه الخصلة فإنه يكون نمرا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تصنيف النوع وتطوّره
إن أقدم
المستحاثات لحيوان شبيه بالأسد تمّ العثور عليها في موقع
ليتولي بتنزانياويُقدّر عمرها بحوالي 3.5 مليون سنة؛ وقد قال البعض من العلماء أن هذا
الأحفور يعود لأسد حقيقي وليس لسلف له. إلا أن تلك المستحاثات ليست محفوظة
بصورة جيدة وما يمكن قوله بهذه الحالة أنها تعود لسنوّر شبيه بالأسود. أما
أقدم الأحافير الموثقة والمؤكد أنها تعود لأسد في
إفريقيا فيقدّر عمرها بمليونيّ سنة أقل من السابقة.
[13] إن أقرب السنوريات إلى الأسد هم الأنواع الثلاثة الأخرى من السنوريات الكبرى المنتمية لجنس النمر:
الببر،
اليغور، و
النمر. أظهرت الدراسات
الجينيةوالتشكليّة أن الببر كان أول من انفصل عن السلف المشترك لهذه السنوريات
الأربعة، ومنذ 1.9 مليون سنة انفصل اليغور عن المجموعة المتبقية، والتي
احتوت على أسلاف الأسد والنمر المعاصرين. ومن ثم إنشق كل من النمر والأسد
عن بعضهما منذ حوالي مليون إلى 1.25 مليون سنة.
[14]تطوّرت الأسود الحالية في
إفريقيا خلال الفترة الممتدة بين مليون و800,000 سنة قبل أن تنتشر عبر
الإقليم القطبي الشامل (المنطقة التي تشمل معظم
آسيا عدا
الجنوب الشرقي من القارة و
الهند، بالإضافة
أوروبة وأقصى
شمال إفريقيا، و
أميركا الشمالية).
[15] ظهر الأسد في أوروبة لأول مرة منذ 700,000 سنة في منطقة
إسرنيا في
إيطاليا، وتعرف هذه السلالة البائدة من الأسود باسم
الأسد الأحفوري (Panthera leo fossilis). ومن هذه السلالة تحدّر
أسد الكهوف اللاحق (سلالة الكهوف، Panthera leo spelaea) الذي ظهر منذ حوالي 300,000 سنة. وخلال أوائل العصر الحديث الأقرب انتشرت الأسود عبر
أميركا الشمالية و
الجنوبية حيث تطوّرت إلى
الأسد الأميركي [16] (السلالة الأميركية، Panthera leo atrox) إنقرضت الأسود من شمالي
أوراسيا و
أميركا عند نهاية
العصر الجليدي الأخير، منذ حوالي 10,000 سنة؛
[17] ويُرجّح أن اختفائها حصل بعد أن انقراض حيوانات البليستوسين الضخمة التي كانت تعتمد عليها في غذائها.
[18][عدل] السلالاتكان العلماء يصنفون 12 سلالة معاصرة للأسود، أكبرها
الأسد البربري الذي قطن
شمال إفريقيا.
[19]وأهم الاختلافات التي يمكن عن طريقها تمييز سلالة عن أخرى هي الموطن، شكل
اللبدة، الحجم، وكثافة انتشارها. إلا أن سهولة تمييز هذه السلالات بهذه
الطريقة، التي أبرزت عدد كبير منها وأظهرت عند اللجوء إليها اختلافات بين
أفراد من نفس السلالة، جعلتها مثيرة للجدل وخاطئة على الأرجح؛ كما أنها
كانت مبنيّة على ملاحظات لأسود أسيرة في حدائق الحيوانات من أصل غير
معروف، والتي لعلّها كانت تمتلك مواصفات جسديّة "مذهلة، ولكن غير طبيعية".
[20] يعترف علماء الحيوان اليوم بثماني سلالات للأسد فقط،
[17][21] إلا أن إحداها (أسد رأس الرجاء الصالح، Panthera leo melanochaita) قد يكون مصنّف، خطأ، على أنه سلالة مستقلة.
[21] حتى أن السلالات السبعة المتبقية قد تكون مصنفة بشكل غير سليم على أن كل منها يشكل سلالة؛ فتنوع
المتقدرات لدى الأسود المعاصرة ضئيل جدا، مما يعني أن جميع السلالات القاطنة جنوب
الصحراء الكبرى يمكن جمعها ضمن سلالة واحدة، تقسّم إلى مجموعتين رئيسيتين على الأرجح: واحدة توجد غربي
الشق السوري الأفريقي، والثانية إلى شرقه. تعتبر الأسود الموجودة في منطقة
تسافو بشرقي
كينيا أقرب
جينيّا إلى أسود
الترانسفال في
جنوب إفريقيا، من أسود
سلسلة أبردار في غرب كينيا.
[22][23]الأسد أطول السنوريات جمعيها (عند
الكتفين)، وثاني أثقل أعضاء
الفصيلة بعد
الببر. يمتلك الأسد
فك وقوائم قويّة، و
أنياب يبلغ طول الواحد منها 8 سنتيمترات (3.1 إنش)، مما يمكنه من لإمساك بطرائد ضخمة تفوقه حجما.
[37] يتراوح لون الأسود من الأصفر اللامع إلى الضارب للصفار، المحمرّ، أو
البني المغريالقاتم. يكون القسم السفلي من الجسد أبهت من العلوي إجمالا، كما وتكون
خصلة الشعر على الذيل سوداء. تولد الأشبال برقط بنية ورديّة على كامل
جسدها، شبيهة برقط
النمر،
وعلى الرغم من أن هذه الرقط تزول عند وصول الأسد بمرحلة لبلوغ، فإنها
تحتفظ بالبعض الباهت منها على قوائمها والقسم السفلي من جسدها، وبشكل خاص
عند اللبوات. كان
المصريون القدماء يصوّرون آلهتهم ذات شكل اللبوة برقطة ورديّة واحدة على أكتافهم.
الأسد هو نوع السنوريات الوحيد الذي يُظهر اختلافا جنسيّا بارزا للعيان
بهذا الوضوح—أي أن الإناث والذكور تختلف بهيئتها عن بعضها البعض بشكل شديد
الوضوح. كما أن لكل جنس دور محدد يلعبه بداخل الزمرة، فاللبؤة مثلا، وهي
الصيّادة في المجموعة العائلية، تفتقد للبدة الذكر الكثيفة المرهقة التي
قد تعيق قدرتها على التموّه عندما تحاول التسلل نحو فريستها، كما قد تسبب
لها ارتفاعا في درجة حرارة جسدها عند المطاردة. يتراوح لون لبدة الذكر من
الأشقر إلى الأسود، وعادةً ما يدكن لونها كلما تقدم الحيوان في السن.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لبوتين وأشبالهما في منتزه سان دييغو للحياة البرية.
يتراوح وزن الأسود البالغة عادةً بين 150 و 250 كيلوغراما (330-550
رطلا) للذكور وبين 120 و 182 كيلوغراما (264–400 رطلا) للإناث. تفيد بعض
تقارير العالمين نويل وجاكسون أن هناك أسودا وصل وزن الذكور منها إلى 181
كجم والإناث 126 كجم؛
[1] وقد وصل وزن أحد الأسود الذي اصطيد بالقرب من
جبل كينيا 272 كجم (600 رطل).
[25]يميل حجم الأسود إلى الاختلاف باختلاف البيئة أو المنطقة التي تقطنها،
الأمر الذي أدى إلى ظهور فروقات في أوزان الجمهرات المختلفة، فالأسود في
أفريقيا الجنوبية مثلا يفوق وزنها وزن نظيرتها في
أفريقيا الشرقية بنسبة 5% إجمالا.
[38]يتراوح طول الرأس والجسد بين 170 و 250 سنتيمترا (5 أقدام و 7 إنشات، 8
أقدام وإنشين) لدى الذكور، وبين 140 و 175 سنتيمترا (4 أقدام و 7 إنشات، 5
أقدام و 9 إنشات) لدى الإناث؛ يبلغ ارتفاع كتف الذكر حوالي 123 سنتيمتر (4
أقدام) والأنثى 107 سنتيمترات (3 أقدام و 6 إنشات). يصل طول ذيل الأسد لما
بين 90 و 105 سنتيمترات (قدمين و 11 إنش، 3 أقدام و 5 إنشات) بينما يتراوح
طول ذيل اللبؤة بين 70 و 100 سنتيمتر (قدمين و 4 إنشات، 3 أقدام و 3
إنشات).
[1] كان أطول الأسود التي قيست يوما ذكرا أسود اللبدة، قُتل في جنوبي
أنغولا في أكتوبر
1973؛ أما أثقل أسد معروف فكان آكلا للبشر أطلق عليه النار في شرق
الترانسفال ب
جنوب إفريقيا عام
1936، وقد بلغ وزنه 313 كيلوغرام (690 رطلا).
[39] تكون الأسود الأسيرة عادةً أكبر من تلك البريّة—وأثقل أسد أسير معروف كان ذكرا عاش في
حديقة حيوانات كولشيستر ب
إنكلترا عام
1970، حيث بلغ وزنه 375 كجم (826 رطلا).
[40]أحد أبرز المظاهر الخارجية التي يتشارك بها كل من الأسود واللبوات، هي
خصلة الشعر التي تقع على آخر الذيل. وفي بعض الأسود تخفي هذه الخصلة زائدة
عظميّة قاسية، يبلغ طولها 55 ميلّيمتر تقريبا، مشكلة من الأقسام الأخيرة
من عظام الذيل الملحومة ببعضها. يُعد الأسد السنور الوحيد الذي يمتلك خصلة
من الشعر على ذيله—ولا يزال الهدف من وراء الخصلة والزائدة العظميّة غير
معروفا حتى الآن، وتكون الخصلة معدومة عند الولادة لكنها تبدأ بالظهور
عندما يبلغ الشبل 5½ من الأشهر ومن ثم تصبح بارزة بشكل تام عندما يبلغ 7
شهور.
[41][عدل] اللبدة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] صورة حرارية لأسد تُظهر اللبدة العازلة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أسد إفريقي في حديقة حيوانات
سانت بطرسبيرغ في
روسيا، لاحظ لبدته الكثيفة والداكنة بفعل الثلج والجو البارد.
إن لبدة الأسد، الفريدة بين
السنوريات،
تميّز هذا النوع عن أي فصيلة أو نوع آخر من الحيوانات. وهي تجعل صاحبها
يبدو أكبر حجما، مما يؤمن له عاملا باعثا للخوف في نفس من يواجهه؛ وهذا
يساعد الأسد خلال قتاله أو مواجهته لأسود أخرى، أو عند نزاعه مع المنافسة
الرئيسية للأسود في إفريقيا وهي
الضباع المرقطة.
[42] يرتبط وجود اللبدة أو عدمه بالإضافة للونها وحجمها بعدة عوامل هي: صحة
العوامل الوراثية،
النضوج الجنسي،
المناخ، ونسبة إنتاج
التستوستيرون؛ والقاعدة هي أنه كلما كانت اللبدة أدكن وأكثف كلما كان الأسد بصحة جيدة. وفي عملية
الانتقاء الجنسي عند الأسود، تُفضّل اللبؤات الذكور ذوي اللبدات الدكنة الكثيفة على أولئك الذين يمتلكون اللبدات الباهتة والخفيفة.
[43] أظهرت البحوث في
تنزانياأن طول اللبدة يفيد بمدى فوز الذكور المتحالفة مع بعضها بالقتال ضد الذكور
الأخرى، فكلما كانت أطول أفاد هذا بأن الذكر أو الذكور المتحالفة ربحت
معظم المعارك التي خاضتها، والعكس صحيح، إذ أن اللبدة تحمي عنق الذكر من
الإصابات وكلما كان قد أصيب بشكل كبير على تلك المنطقة كلما تساقط المزيد
من شعره، وبالتالي فإن الشعر الخفيف للأسد هو علامة لخسارته عدد من
النزاعات. قد يمتلك الذكور داكني الشعر حياة تناسلية أطول، كما قد تزيد
نسبة بقاء أشبالهم على قيد الحياة، على الرغم من أنهم يعانون من الحر خلال
فترات السنة الأكثر حرارة.
[44]وفي الزمر التي يسيطر عليها تحالف من ذكرين أو ثلاثة، يُحتمل أن تتودد
اللبوات إلى الذكر أو الذكور ذوي اللبدات الكثيفة بشكل أكبر من الذكور
الأخرى.
[43][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أسد عديم اللبدة، يمتلك أيضا القليل من الشعر على جسده—من منتزه تسافو الشرقي الوطني، كينيا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لبؤة ذات كشكش يؤدي في بعض الأحيان إلى الاعتقاد بأنها ذكر يافع، في حديقة حيوانات سان دييغو.
كان العلماء يعتقدون سابقا أن تعريف وتمييز السلالات المختلفة للأسد
يمكن أن يتم عن طريق شكلها الخارجي بما فيه اللبدة، حيث كانوا يلجأون إلى
علم التشكل لتعريف بعض السلالات مثل الأسد البربري وأسد رأس الرجاء الصالح. إلا أن الأبحاث أظهرت أن العوامل البيئية، مثل
حرارة الجو، هي ما يؤثر على لون وحجم اللبدة،
[44]فالحرارة في حدائق الحيوان الأميركية والأوروبية مثلا تؤدي إلى نمو لبدات
أكبر واسمك لذكور الأسود. وبالتالي فإن هذه الطريقة في تعريف السلالات
المتنوعة تعدّ غير فعّآلة،
[21][45] إلا أن السلالة الآسيوية يمكن تعريفها، على الرغم من ذلك، بواسطة لبدتها الضئيلة الأصغر حجما من لبدات الأسود الإفريقية.
[46]تمّ التبليغ أيضا عن أسود عديمة اللبدة في
السنغال و
منتزه تسافو الشرقي الوطني في
كينيا،
كما أن الأسد الأبيض الرئيسي الأول من منطقة تمبافيتي كان أيضا عديم
اللبدة. كما أن هناك أسود مقنزعة أو ذات أعراف بسيطة. يمكن العثور على
ذكور بدون لبدة إجمالا في جمهرات الأسود التي تناسلت داخليّا بشكل كبير؛
ويؤدي التناسل الداخلي أيضا إلى هبوط في نسبة الخصوبة لدى هذه الحيوانات.
[47]تمتلك الكثير من اللبؤات كشكش على عنقها يمكن رؤيته بحال جلست
في أوضاع معينة. وفي بعض الأحيان يظهر هذا في الرسومات والنحوتات الفنية
القديمة بشكل خاص، حيث تُفسّر إجمالا، خطأ، على أنها أسود ذكور. يختلف
الكشكش عن اللبدة بأنه أقصر على الفك الأسفل ونادرا ما يمكن رؤيته، بينما
تمتد اللبدة لما فوق أذنيّ الذكور، وغالبا ما تعتم على خطها المحيطي
الخارجي كليّا.
تظهر الرسومات الكهفيّة لأسد الكهوف الأوروبي المنقرض حيوانات عديمة
اللبدة بشكل حصريّ، أو ذات لبدة بسيطة جدا، مما جعل بعض العلماء يفترضون
أنها كانت خفيفة أو عديمة اللبدة بشكل أو بأخر،
[28]إلا أنه يُحتمل أن تكون الأسود المرسومة إناثا تصطاد لزمرتها—بما أنها
تظهر في مجموعة تطارد فريستها—لذا فإن هذه الرسوم لا يمكن الاعتماد عليها
للحكم على أسود الكهوف بأنها امتلكت لبدة أو لم تمتلك. إلا أن الرسومات
تقترح أن هذه السلالة المنقرضة كانت تلجأ لنفس التنظيم الاجتماعي
واستراتيجيات الصيد التي تستعملها الأسود المعاصرة.
[عدل] الأسود البيضاء[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أسد أبيض.
الأسد الأبيض ليس بسلالة مستقلة، بل مجرّد شكل فريد ذو حالة وراثيّة تعرف ب
البياض أو عدم اللون،
[20]مما يجعل لون جلده باهتا بشكل كبير، أكثر من الببر الأبيض حتى؛ وتتشابه
هذه الحالة مع حالة الداكنيّة، التي تتولّد عنها النمور السوداء. ولا
تعتبر الأسود البيضاء
مهقاء، إذ أنها تمتلك أصباغا لونيّة عاديّة في
أعينها و
جلدها، بينما الحيوان الأمهق لا يمتلك هذا مما يؤدي لولادته بعيون و
أنف ورديّ.
تمّت رؤية أفراد من أسود الترانسفال البيضاء (من سلالة كروغر، Panthera leo krugeri) في وحول
منتزه كروغر الوطني و
محمية طرائد تمبافاتي الخاصةالمجاورة في بعض الأحيان، إلا أن هذه الأسود تعد مألوفة أكثر في الأسر،
حيث يقوم مربيها بتزويجها انتقائيّا عن عمد. يعود السبب وراء امتلاك هذه
الحيوانات معطفا قشدي اللون إلى أنها تمتلك
مورثة غالبة تدحر المورثة التي تحمل اللون المصفر وتبرز بدلا منها.
[48] يُزعم أن الأسود البيضاء تُربى في بعض المخيمات ب
جنوب إفريقياكي تستخدم في عمليات الصيد المعلب (الصيد بداخل منطقة مسيجة لا يستطيع
الحيوان الهرب منها) حيث يدفع بعض الصيادين مبالغ طائلة مقابل احتفاظهم
بتذكار صيد فريد كرأس أو جلد أسد أبيض.
[49]لم يكن وجود الأسود البيضاء مؤكدا حتى أواخر
القرن العشرين. فلمئات السنين السابقة، كان يُعتقد أن قصة وجودها وكل ما وصل عنها من أخبار ومعلومات ليس سوى
أساطير ملفّقة تدور في جنوب إفريقيا، حيث كان يُقال أن الأهاب الأبيض للحيوان يمثل الطيبة في جميع المخلوقات.
وردت أولى التقارير التي تفيد برؤية هذه الحيوانات في أوائل القرن
العشرين، واستمرت بالورود بشكل متقطّع نادر لحوالي خمسين سنة، إلى أن عُثر
على بطن من الأشبال البيضاء في محمية طرائد تمبافاتي الخاصة عام
1975.
[50][عدل] السلوك والخواص الأحيائيةتمضي الأسود معظم وقتها وهي تستريح حيث تقضي حوالي 20 ساعة من النهار وهي خاملة.
[51]وعلى الرغم من أن هذه الحيوانات قد تنشط في أي وقت من اليوم، إلا أن ذروة
نشاطها تكون بعد الغسق، حيث تخصص فترة لتختلط مع بعضها، تسوس نفسها،
وتتغوّط. كما وتنشط لفترات متقطعة خلال الليل حتى بزوغ الفجر، أي في
الفترة التي غالبا ما تتجه فيها للصيد. تمضي الأسود قرابة ساعتين في
النهار وهي تمشي، وحوالي 50 دقيقة وهي تقتات.
[52][عدل] التنظيم الاجتماعيالأسود
لواحم مفترسة تُظهر شكلين من التنظيم الاجتماعي. فالبعض منها مقيم، يعيش في مجموعة عائلية تُسمى زمرة،
[53]وتتألف الزمرة عادة من قرابة خمس أو ست لبوات مرتبطة ببعضها عن طريق
القرابة، بالإضافة لأشبالها من كلا الجنسين، وذكر واحد أو ذكرين يطلق
عليهما تعبير التحالف الذكوري والذين يتزاوجان مع جميع الإناث
البالغة (على الرغم من أن هناك بعض الزمر الكبيرة جدا التي يصل عدد
أفرادها إلى 30). يصل عدد الذكور في التحالف إلى اثنين في أكثر الأحيان،
إلا أنه قد يزداد حتى 4 ويقل مجددا مع مرور الوقت. تُطرد الأشبال الذكور
من زمرتها الأموميّة عندما تصل لمرحلة
البلوغ.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] زمرة أسود، تتألف من ذكر بالغ وبضعة إناث بالإضافة لأشبال مراهقة، تبدأ بالتحرك في ماساي مارا،
كينيا.
يُسمّى سلوك الأسود الآخر الارتحال، حيث لا يستقر البعض منها في منطقة معينة بل يستمر بالتنقل لمسافات شاسعة، إما بمفرده أو بأزواج، بين الفترة والأخرى.
[53]تتبع الذكور العازبة ذات القربى هذا السلوك إجمالا، والتي تكون قد طردت من
زمرتها الأمومية؛ ويلاحظ أن الأسود قد تغيّر من نمط حياتها فتتحول من
مرتحلة إلى مقيمة والعكس صحيح. تمر جميع الذكور بهذه المرحلة، والبعض منها
قد لا يتخطاها بحال لم ينجح بالسيطرة على زمرة جديدة، أما الإناث فإن
تحوّلها لنمط الارتحال أصعب عليها من الذكور، فبحال طُردت أنثى من زمرتها
فلن تستطيع الانضمام لزمرة أخرى بسهولة، إذ أن جميع الزمر تتكون من إناث
ذوات قربى ترفض معظم محاولات أي أنثى أخرى من زمرة مختلفة بالانضمام إليها.
تُسمى المنطقة التي تقطنها زمرة الأسود الحوز أو حوز الزمرة، بينما تُسمى منطقة الأسد المرتحل الموطن أو الإقليم.
[53]تبقى الذكور البالغة التي سيطرت على مجموعة من الإناث على حدود الحوز معظم
أوقاتها لتدافع عنه ضد الذكور الأخرى، حيث تقوم بجولات واسعة يوميّة عبره
وترش بولها على
الأشجار و
الشجيراتلتترك رائحتها كإنذار لأي ذكر دخيل بوجودها في المنطقة. لا يزال سبب تطوّر
السلوك الاجتماعي للبؤات—وتفردها به بين جميع أنواع السنوريات
الأخرى—موضوع جدل كبير بين العلماء، ويظهر بأن ازدياد نسبة نجاحها في
الصيد هي العامل الأبرز والأوضح الذي جعلها تلجأ لأسلوب العيش الجماعي،
إلا أن هذا الأمر يصبح أقل من مؤكد عند دراستها عن قرب: فالصيد المنسّق
يزيد من نسبة نجاحها في الافتراس، ولكنه يضمن أيضا أن الأفراد التي لم
تخرج للصيد لن تستهلك نفس نسبة
السعرات الحراريةللفرد كما ستفعل باقي الأسود، مما يعني أن الزمرة لن تضطر للإصطياد مرة
أخرى حتى بضعة أيام، ولكن البعض من تلك الأفراد قد يُترك لحراسة الأشبال
التي لولا ذلك تبقى بمفردها لفترة طويلة مما يعرضها لخطر الضواري الأخرى،
أو يلعب دورا في تربيتها. تُعد صحة وسلامة اللبوات الصيّادة أهم الأسس
لبقاء الزمرة، لذا فإن تلك اللبؤات تكون أول من يتقدم للأكل (بحال لم
تتواجد الذكور). وتشمل المنافع الأخرى التي يفترضها العلماء: انتقاء
القربى (أي أن الأسد قد يُفضل أن يُشارك غذائه مع أسد قريب له بدلا من أسد
غريب)، حماية الصغار، الحفاظ على الحوز، وتأمين كل فرد على نفسه ضد الجوع
أو الإصابة، أي أن كل فرد من الزمرة يستطيع أن يتأكد من أنه سيحظى بالطعام
دوما، وبالعناية بحال أصيب لأن باقي الزمرة تحتاج إليه في كل ما سبق.
[25][url=http://www.startimes.com/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Serengeti_Lion_Running_saturated.jpg&filetimestamp=20070509221917][img(200,133):1832]
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/9f/Serengeti_Lion_Running_satu