لقد
أحدثت تكنولوجيا الاتصال المتطورة في عالم اليوم تغيرات جذرية في طبيعة
عمل الوسائل الإعلامية أظهرت مفاهيم جديدة في العمل الإعلامي، ومن أبرز
هذه التغيرات ما يلي :
1*أعطت
الجمهور حرية واسعة في اختيار الوسيلة الإعلامية التي يريد، والصحيفة التي
يريد قراءتها ، حيث أصبح للصحف مواقع على شبكة الانترنت، إضافة إلى وجود صحف الكترونية تتميز عن التقليدية بأنها تحمل سمات الخدمات الإذاعية والتلفزيونية بسبب قدرتها على تقديم الأخبار في أي وقت .
2*سمحت
التكنولوجيا الحديثة للصحافة المطبوعة وكذلك وكالات الأنباء المحلية
والدولية والشبكات الإذاعية والتلفزيونية بحضور الكتروني على شاشات الحاسب
الآلي فأتاحت لجمهور الانترنت قراءة مواقعها الإخبارية بصورة جاذبة وقابلة
للتحديث .
3* أسهمت تكنولوجيا الاتصال بإتاحة المعلومات من المصدر إلى المتلقي ولم يعد هناك أي مبرر للرقابة الإعلامية أو التعتيم على الأحداث طالما أن الجمهور بمقدوره أن يحصل على الأخبار من مصادر عديدة .
4*أحدثت
الانترنت ثورة في النشر الالكتروني جعلت الصحيفة تتخطى الحدود الجغرافية
وتعمل على تحديث أخبارها الالكترونية وأتاحت للقارىء أن يختار ما يشاء في
الوقت الذي أصبح بمقدور المندوبين والمحررين الاعتماد على هذه الشبكة
لإثراء موضوعاتها وإغنائها بالمعلومات المنوعة.
5* أسهمت
الانترنت بالتفاعل الحي وإجراء الحوارات المباشرة بين الجمهور ومحرري
الصحف من خلال الأسئلة والاستفسارات والتعليق على المقالات الأمر الذي جعل
الجمهور طرفاً متفاعلاً في العملية الاتصالية وليس متلقياً.
6*أتاحت التكنولوجيا الحديثة المتمثلة بالحاسبات الآلية اختصار المراحل المتمثلة
بجمع الأخبار وصياغتها وتحريرها وإخراجها وتصحيحها وهي مراحل كانت تستغرق
زمناً طويلاً في الوضع التقليدي السابق الأمر الذي أسهم في تعزيز شخصية
الصحيفة إضافة إلى قيامها بتطوير أساليب الإخراج على نحو يتفق وسياساتها التحريرية.
بناء على ما تقدم وفي ظل ما يجري من
تطور مضطرد في عالم الصحافة من جراء ثورة التقنية التي يشهدها عصر
العولمة، يجب أن تستفيد الصحافة العربية من معطيات الواقع الجديد فتوطن
التقنية الجديدة وتستقطب الكفاءات لكي تحسن من أدائها المهني فيخرج خطابها
الصحفي من السطحية والمعالجة الجزئية، ويتحرر من التركيز على أنشطة بعض
المسؤولين والانطلاق إلى فضاء أرحب بالتركيز على المعلومات والتحليل
والاستقصاء والحوارات الموسوعية وسائر السمات التي لا تزال مفتقدة وغائبة
عن الصحافة العربية، وكذلك عدم إهمال التثقيف والتوعية الاجتماعية،
والتحرر ما أمكن من التبعية للإعلام الغربي بتفعيل التعاون الإعلامي
العربي المشترك لمواجهة الشركات المتعددة الجنسيات التي تحاول أن تستأثر
بسوق الصحافة والإعلام في العالم.