الصحافة مدرسة تتأثر بالواقع وبالظروف الذاتية والموضوعية وبالزمان والمكان المحيط بها
ويتحكم بها بشكل اساس شكل النظام السياسي، وعندما يكون النظام الحاكم دكتاتوريا يقوم بتحجيم
دورها او اذا كان نظاما ديمقراطيا فهو ينعشها ، وذلك لان الصحافة وسيلة من وسائل الاعلام
التي لها دور فاعل في تحقيق رسالة التربية في المجتمع ولها دور مؤثر في تحقيق الاستقرار
الاجتماعي للرأي العام ، بل عن طريق الصحافة يمكن تنظيم حملات توعوية موجهة لكافة افراد
المجتمع لزيادة الوعي .
لقد استفادت الصحافة المجانية من الصحافة التقليدية واستطاعت ان تبني خططاً في التوزيع
والتسويق ونشر المواد التحريرية التي تجذب القارئ وتجعله محور اهتمامه وتلبي رغباته وهي
تستفيد من تجارب الصحف التقليدية في العمل ، وقد تطورت هذه الصحف من منشورات اعلانية
تصدر بصورة غير منهجية من مؤسسات عشوائية في تعاملها لا تملك اسباب الأستمرارية وليس
لها وزن او تأثير ،الى مؤسسات اعلامية وصحفية كبيرة وناجحة وتشكل قاعدة صحفية مماثلة لما
هو معمول به في اكبر الصحف التقليدية المعروفة بالعالم .
ان تطور الصحافة في المجتمعات الغربية بشكل عام والصحافة المجانية بشكل خاص يعود ايضا
الى ان الصحافة غدت حاجة ملحة وصناعة ضخمة بل صناعة ثقيلة تحتاج الى رؤوس اموال
كبيرة وتقنية حديثة وخبرات علمية وفنية وتكنولوجية باهضة الثمن بالغة التعقيد .
وهو موجود في واقع حال هذه الدول التي تتسارع فيها عجلة التنمية والتقدم في مختلف مجالات
الحياة التي اصبحت سريعة الى الحد الذي سمي عصرنا هذا بعصر السرعة حيث يشهد العالم
تطور الصناعة الصحفية في عصر السرعة الذي نعيش فيه ، فهذا العصر الذي اصطلح الناس
على تسميته (بعصر الساندويش ) أي عصر العمل بسرعة ، والاكل بسرعة والعمل بسرعة .
هذا العصر الذي لم يعد مُتاحاً فيه ان يجلس الانسان هادئا مرتاحا ليقضي ساعتين اوثلاث ساعات
في قراءة جريدة او مجلة او يطالعها كلها من بدايتها الى نهايتها ،في وقت يتطلب التوفيق بين كثرة
المعروض من المواد الاعلامية ووسائل الترفيه والواسعة الافاق وبين الوقت الذي لم يعد اصلا
يوجد فيه فسح للفراغ ، والذي يدفع الى ضروروة تزويد الناس الذين لا يجدون فراغا كافيا باسرع
المعلومات واهمها واشملها وذلك بكل طريقة او وسيلة ممكنة ومتوفره وبطريقة تريحهم ولا
تزعجهم وتجعلهم يقبلون على مطالعة الصحف بشوق ورغبة فالاعلام الذي نعايشه اليوم قد بلغ
من التطور اشواطا بعيدة ووصل آفاقا واسعة جعلت عصرنا هذا يحمل صفة الاعلام والاتصال
والتصقت بهذا المرفق الحيوي المهم صفة الثورة فيقال ثورة الاتصال التي أسهمت في استخدام
الاقمار الصناعية في نقل الصحف وطباعتها في اماكن متعددة في وقت واحد .
*منقول *