اخترتم الرفض فلا ترجون القبول

هناك
فئة تتظاهر بتأييدها المطلق للحق والعدل والتسامح وقبول الآخر..... الخ.
ولكنها عند الأداء والممارسة تنحو بعيداً عما تدعيه في ذلك وتماري به،
فإذا ما ضج الآخرون من أقوالها وأفعالها وعبّروا عن هذا الرفض، رأيت وسمعت
أصحاب تلك الشعارات وقد ثاروا وأرغوا وأزبدوا، في محاولات لقلب الحقائق
وتزييف الوقائع ضد من كانوا يؤكدون أمامهم قبول الرأي والرأي الآخر،
ويشيعون انهم أنصار العدل والمحبة والتسامح وأنهم أعداء الكراهية ونبذ
الآخر!! لم يكن ذلك إلا وهما يريدون به خداع الآخرين وتضليلهم، عبر
اتصالهم غير الموفق مع أجهزة تشكيل الرأي العام ومنها وسائل الإعلام
بطبيعة الحال. إن ما يقوم به بعضهم من استفزاز للناس فيما يمس عقيدتهم
وأخلاقهم ومشاعرهم يعد مخالفة صريحة لتعاليم الشريعة ونص القانون والأعراف
السائدة في المجتمع، خاصة إذا حدث ذلك من خلال النشر والبث الإعلامي وما
يمثله ذلك من خطورة وتأثير بالغ على الفرد والمجتمع. لقد ظل أولئك
زمناً يطلون على الناس بأفكار وادعاءات تصدى لها علماؤنا المخلصون فأثبتوا
بطلانها وفسادها كما انبرى لها نفر من الكتاب الغيورين فكشفوا عن نقضها
لذاتها، قبل أن تلاقي رفضاً وإنكاراً تاماً من العامة والخاصة. فلماذا
يصر أصحاب الأفكار المنحلة والدعوات المنحرفة على تمرير وتسويق أفكارهم؟
ويطالبون المجتمع بالتسامح معهم وقبولهم وهم من اختاروا لأنفسهم الانضمام
لخانة المرفوضين، ويالها من حماقات ليت أصحابها يدركون خطورتها عليهم
أولاً قبل غيرهم كي يعودوا إلى رشدهم ويختاروا الطريق الصحيح، إذ كيف
يدعون إلى أمر ثبت شره وعدم جوازه وجعلهم في صراع وصدام مع أقرب الناس
إليهم؟! ثم يدّعون بعد ذلك تحريهم للحقيقة وهم يصدون عنها، ولو انهم
تريثوا وتدبروا لعلموا ان كل ما يثار بسببهم هدفه إصلاحهم ونفعهم والوصول
بهم إلى بر الأمان. أقول إن علينا جميعاً ان نأخذ بأيدي هؤلاء على طريق
الحق والنجاة، فإن هم رفضوا فقد اختاروا لأنفسهم طريق الهلاك، ولن يكون من
حقهم بأي حال إجبار الآخرين على اتباع نهجهم أو تصديقهم فيما يقولون. فإن
منتهى العدالة أن يقتص المرء من نفسه قبل أن يبحث عمّن يُنْصِفُهُ من
الآخرين. همسة مقروءة أهل الحق الجادون الملتزمون لن تنطلي عليهم أبداً
تلك الحيلة المتوارية خلف المثل الشعبي الشهير «ضربني وبكى، سبقني واشتكى».