السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي خلّص قلوب عباده المتقين من ظُلْم الشهوات ، وأخلص عقولهم عن ظُلَم الشبهات
أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة ، وبراهين عظمته القاهرة ، وأشكره شكر من اعترف بمجده وكماله
واغترف من بحر جوده وأفضاله وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرضين والسماوات ، شهادة تقود قائلها إلى الجنات
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، وحبيبه وخليله ، والمبعوث إلى كافة البريات ، بالآيات المعجزات
والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه وعلى آله الأئمة الهداة ، وأصحابه الفضلاء الثقات
وعلى أتباعهم بإحسان ، وسلم كثيرا
أما بعد :
فإن اصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها،
وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار
ــــ أعاذنا الله وإياكم من النار ــــ
ثم أما بعد :
تحية طيبة لكل الإخوة مشرفين وأعضاء ورواد منتديات ستار تايمز وبالأخص منتدانا الحبيب
~ منتدى الحديث والسيرة النبوية~
ما صحة حديث ( مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ ... ) ؟
[center]السؤال :
مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ وَمَنْ اغْتَسَلَ فَالغُسُل أَفْضَلُ - ما صحة هذا الحديث ؟ .
الجواب :
الحمد لله
الحديث رواه الترمذي ( 497 ) والنسائي ( 1380 ) وأبو داود ( 354 ) .
والحديث
من رواية الحسن البصري عن سمرة بن جندب رضي الله عنه ، ولم يسمع منه إلا
حديث العقيقة ، وقد صحَّح بعض الأئمة إرساله وجعلوه من مرسل الحسن البصري
، وهو على الحالتين حديث ضعيف ، إلا أن للحديث شواهد كثيرة ، لا يخلو واحد
منها من مقال ، لكن ذهب غير واحد من أهل العلم لتحسين الحديث لأجلها ، وقد
حسَّنه الترمذي رحمه الله ، وحسَّنه الألباني ، وحسَّنه محققو " مسند أحمد
" ( 33 / 280 ) وقالوا – بعد أن ساقوا شواهد للحديث - : " ولا يخلو واحد
من هذه الشواهد من مقال لكن بمجموعها مع حديث سمرة بن جندب يتحسَّن الحديث
" انتهى .
وقد أفرد الحديثَ الشيخ عطاء بن عبد اللطيف في جزء سمَّاه "
تصحيح حديث من توضأ وأتى الجمعة فبها ونعمت " ، وقد ذكر الشيخ بدر البدر
طرق هذا الحديث وشواهده في تعليقه على " جزء الألف دينار " ( رقم 148 )
وانتهى إلى تحسينه ، وهذا هو القول الوسط في الحديث .
وأما معناه: فقد قال الخطابي – رحمه الله -: " قوله: ( فَبِهَا ) قال الأصمعي: معناه فبالسنَّة أخذ.
وقوله
( ونعمت ) يريد: ونعمت الخصلة ونعمت الفعلة أو نحو ذلك، وإنما ظهرت التاء
التي هي علامة التأنيث لإظهار السنَّة أو الخصلة أو الفعلة " انتهى من "
معالم السنن " ( 1 / 95).
والجمهور على أن غسل الجمعة سنَّة مستحب، قال
النووي رحمه الله: " هو سنَّة عند الجمهور، وأوجبه بعض السلف " انتهى من "
المجموع " ( 2 / 232 ).
والأقوى في حكمه ما اختاره شيخ الإسلام ابن
تيمية " الفتاوى الكبرى " ( 5 / 307 ) حيث قال : " ويجب غسل الجمعة على من
له عرق أو ريح يتأذى به غيره " انتهى .
وانظر جواب السؤال رقم (
14073 ) .
[/center]