يلعب
الإعلام دوراً رئيساً في التأثير بالرأي العام وبالتالي توجيهه وتكوينه
ويختلف تأثيره من مسموع إلى مرئي إلى مكتوب ,كما يقع على عاتق الإعلام
العربي مواجهة التحديات التي يفرضها العصر
(الكيان الصهيوني,عولمة,فقر,أمية,…) والسؤال الاّن : أين هو الإعلام العربي من ذلك؟
لتأتي
الإجابة ببساطة : الإعلام العربي تحوّل إلى إعلان عربي لحالة الحرب على
بعضه وهو مشغول الاّن بمواجهة بعضه البعض!!! بدلاً من مواجهة ماكينات
الإعلام الغربي التي تصف العرب بالتخلف والجهل وبأنهم إلى يومنا هذا
يسكنون الكهوف والخيام ويمتطون الجمال كأسلوب حياة صحراوي معاش ويصور
الإعلام الغربي ذلك في نشرات أخباره ومسلسلاته وأفلامه وحتى الكرتونية
منها والأدلة كثيرة على ذلك.
وإذا أردنا الحديث عن الجانب السلبي للإعلام العربي في أيامنا هذه لابد من الحديث عن التضليل الإعلامي لقناتي الجزيرة و العربية .
فمثلا
نجد قناة العربية تعمل ليل نهار على تصفية حسابات مموليها وراسمي سياساتها
مع سورية دولة وشعباً فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد مذيع الأخبار الجوية
فيها عندما يصل في أخباره إلى دمشق يقول بالحرف الواحد :
(نصل الآن إلى دمشق التي تبعد عن درعا التي انطلقت منها الاحتجاجات حوالي 80 كم) وهنا ملاحظتين :
الأولى
: ما علاقة أخبار الجو بالسياسة , أما الثانية وهي الأهم : هل دمشق بحاجة
إلى من يعرّف بها وهي أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ ومنها انطلقت الحضارات
؟!!!.
وعلى
نفس المحطة نجد أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة في عام 2009 برنامج مدته
حوالي 30 دقيقة للحديث عن ملكة جمال الخيول في العالم حيث كانت الفرحة
عارمة وواضحة على وجوه مذيعي هذه القناة بعد أن حصدت اللقب خيل تابعة
لإسطبل أحدهم في الخليج .
وبالانتقال
إلى محطة الجزيرة تؤكد أحدث الدراسات التي قام بها أحد مراكز الأبحاث بعد
أن تابع برامج الجزيرة لمدة أسبوع تقول بأنها خصصت 60% من برامجها ووقتها
لتغطية أخبار سورية متناسية تسارع الأحداث في ليبيا و اليمن والبحرين التي
هي أخطر بكثير مما يجري في سوريا .
فالجزيرة
عملت جاهدة على فبركة الأخبار التي تجري في سوريا بطريقة وقحة جداً لا
تخفى على أحد فهي تضع خبر ما يسمى (انشقاق مجند)من الجيش السوري خبراً
رئيساً علما أن هذا المجند بحكم القانون فار من خدمة العلم ، وتغض الطرف
عن الجيش التركي الذي لم يحدث فيه انشقاقات فحسب وإنما انهيارات .
وتقوم
بجلب صور من هنا وأخرى من هناك وتركب الأصوات عليها لتبدو حقيقيّة ،
والإتصال بشهود عيان متواجدين خارج سورية ويصل بها الأمر للإتصال بموظفين
من داخل المحطة الأمر الذي جعل كبار إعلامييها يتقدمون باستقالاتهم
احتجاجاً على تغطيتها وليس آخرهم واضع شعار القناة “الرأي والرأي الآخر”
الإعلامي جميل عازار .
فالجزبرة كان لها قصب السبق في إهانة رموز العرب والإسلام من على منبرها (الحر).
كما
أن الجزيرة قد درّجت عادة الإتصال بضباط ومحللين إسرائيليين لبث سمومهم
وكل ذلك تحت ذريعة “الرأي والرأي الآخر” ويندرج هذا تحت إطار الترويج
للتطبيع الإعلامي مع الكيان الصهيوني.
وهي
من كان ولا يزال يبث وبشكل حصري أشرطة القاعدة وخاطفي الأجانب في العراق
وكل ذلك كان يحصل بحسب زعمها بأن شخصاً مجهولاً قام بوضع الشريط بالقرب من
مكتب القناة … شو هالصدفة؟ !!!.
وهي تتشدق بدعمها لقضايا العروبة والمقاومة وفي الوقت نفسه تسمي الشهيد قتيل وتستبدل فلسطين على الخارطة بإسرائيل؟ .
كما
تتحدث عن دعمها لما يسمى بالثورات العربية وحقوق الشعوب العربية في الحرية
والإصلاح فتتناسى عن قصد ثورتا قطر والبحرين ،وتوزع دروس في الديموقراطية
والحرية وحقوق الإنسان والسياسة وكل ذلك بدون معلم وتنتقد هنا وهناك وكل
شيء وأي شيء إلا دول الخليج العربي وكأن الخليج يغصّ بالديموقراطية
والأحزاب والنقابات والصحافة الحرة وحقوق الإنسان .
كما
نجد محطتي العربية والجزيرة تستضيفان أشخاصاً مختلفين في الرأي من أجل
إضفاء طابع الإثارة على البرنامج على حساب المهنية والمصداقية والموضوعية
حتى أن الإثارة تصل أحياناً لاستباحة الدم وشتم الدين والإساءة إلى
المقدسات والرموز!!!.
في مطلق الأحوال نستطيع القول أن الجزيرة والعربية ومن يدور في فلكهما لا يكتفون بنقل الخبر بل يحاولون المساهمة في الحدث نفسه !
وهذا
أيضاً دليل على فقدان الموضوعية والمصداقية وانهيار لمواثيق الشرف
الإعلامي و أدلة السلوك المهني وطمس للحقيقة علما أن الحقيقة واضحة كالشمس
التي لا يمكن لغرابيل الجزيرة والعربية أن تحجب نورها، إن حكاية الجزيرة
والعربية حكاية طويلة عريضة فكيف لهاتين المحطتين أن توفقان بين برامج
الأزياء وبرامج الشريعة وضيف عربي وآخر صهيوني ليبقى السؤال الذي يطرح
نفسه هل نحن أمام إعلام للحقيقة أم إعلان للحرب؟!!!!!.