اتهامات الرجل للمرأة حول
الكثير من أمور الحياة، أما الاتهام الذي وجه لها من قبل الرجل هذه المرة
فهو أن النساء يكرهن أهل الزوج مهما قدموا لهن من مساعدات، أو تصرفوا معهن
بحسن نية أو بطيبة. «سيدتي» وجهت هذا الاتهام إلى شريحة من النساء المتهمات
والرجال أيضًا وكانت إجاباتهم متفاوتة.
بداية، روى عبد العزيز معاناته مع زوجته
وكرهها الدائم لأهله قائلاً: «تزوجت منذ عامين، ومازال كره زوجتي لأهلي
موجودًا، بل أصبح مع الأيام يتضاعف، فهي تسعى لخلق المشاكل أو تفسير أي
كلمة تصدر منهم على حسب مزاجها، وبدا ذلك الكره واضحًا للجميع، ويلاحظونه
في التجمعات الأسرية وأثناء زيارتهم لها بالمنزل، مع أن والدتي وشقيقاتي
يتعاملن بكل ذوق معها، لكن المشكلة تكمن بتفكير زوجتي هدى التي تعتقد أن
أهل الزوج دائمًا يكيدون لزوجة ابنهم، ومن المستحيل أن يكونوا طيبين معها،
والمشكلة أن الزوجة دائمًا تكره أهل الزوج من دون مبرر».
رجال يتهمون: الفنان عبد الرحمن الخطيب
من خلال تجربته مع زوجته يقول: «بالغ عبد العزيز باتهام النساء أنهن يكرهن
أهل الزوج، وقد تكون هناك فئة ولكن بسيطة، ويجب ألا يعمم». ويضيف قائلاً:
«من خلال تجربتي لاحظت أن زوجتي كانت تتحمل أشياء كثيرة، ولا تضخم الأمور
مع أهلي وحتى لو كانت هناك أخطاء واجهتها منهم كانت تتذكرهم بالخير دائمًا،
ما جعل حبل المودة والحب والاحترام بينهم يكبر يومًا بعد يوم وسنة بعد
سنة. لا أعلم هل لأن زوجتي كانت طيبة جدًا، واستطاعت أن تحتوي جميع المواقف
بعقلانية إلى أن زالت ولم يصبح لها وجود أم لأن تعاملي كزوج وإنصاف
للطرفين الزوجة والأهل كان السبب بعدم وجود كراهية بينهم، فقد كنت أحاول أن
أعدل بالاهتمام بين زوجتي وأهلي، وكنت أفصل بين علاقتي بالاثنين، والحمد
لله مرت السنوات وكل شيء على ما يرام، ونتج عن ذلك علاقة قوية ومتينة بين
الطرفين، زوجتي وأهلي».
يخالفه الرأي الإعلامي محمد المقبل، ويرى
أن هناك حساسية بعد الزواج من قبل أهل الزوج، وقد يكون ذلك هو سبب كره هدى
لأهل زوجها، وصدق عبد العزيز باتهامه لها بكرههم، وقد يكون الأهل هم السبب
في ذلك الشعور أو التصرفات التي تتصرفها زوجته، ويقول: «إن ثمة حساسية
تحدث بعد الزواج من قبل أهل الرجل تجاهه، وتجاه زوجته بالأخص، فيتصور
الوالدان، وبخاصة الأم، أن هذه الزوجة قد سلبت ابنهم منهم وما إلى ذلك من
تصورات، ولتفادي حدوث ذلك من وجهة نظري ومن خلال تجربة يجب على الزوجين أن
يدركا عدة أمور، أولها أن يعلم الرجل أن أولى الناس بالاهتمام والإرضاء أمه
بالدرجة الأولى ثم أبوه ثم زوجته، كما يجب مداراة الأم بعد الزواج، وإظهار
هذه المداراة وإشعارها بها، وكذلك على الرجل تحمل أخطاء أمه والصبر على
تجاوزاتها ومقابلة الإساءة منها بالإحسان، وأن يأمر زوجته بذلك، وأن تصطنع
المحبة إن لم تكن فعلاً تحبهم، وأكرر أن الأهل سبب في كره الزوجة لأهل
الزوج».
نساء يجبن بغضب: الفنانة وجنات الرهبيني
قالت بغضب: «لو كان كلام عبد العزيز واتهامه صحيحين فهو السبب بما تشعر به
زوجته هدى من كره لأهل زوجها؛ لأن الرجال هم سبب تشتت الأسرة بعد الزواج».
وتضيف: «أتذكر عندما تزوجت والد أبنائي _يرحمه الله_ سكنت مع أهل زوجي،
ودخلت على عائلة كبيرة، كان الرأي فيها جماعيًا بكل أمور حياتنا، وكنت أخجل
حتى أن آكل قبل أن يأذنوا لي، فالمرأة دائمًا مطيعة لأهل زوجها مهما كانت
طباعهم، وأنا أعتقد أن الزوج هو المسؤول عن الخلافات التي تنشب بين المرأة
وأهله، وتعتمد بالدرجة الأولى على قوة شخصيته وضعفها، ولا ننسى أن الرجل
اعتاد على رمي مصائبه وأخطائه على المرأة، وهو دائمًا يتهم المرأة وهي لا
ذنب لها بأمور كثيرة، قد تكون بالحياة بسبب عدم امتلاكها للحكمة والرأي
وحسن التصرف بالأمور».
أما الإعلامية إيمان المنديل فلا تعتقد
أن عبد العزيز محق باتهامه لهدى، وتقول: «من وجهة نظري لكل فعل ردة فعل،
فإذا كان أهل عبد العزيز حاولوا احتواء هدى من البداية واعتبروها كابنتهم
لما كانت كرهتهم بالصورة التي رآها عبد العزيز. وصدقوني لو احتووها
فسيكونون بنظرها الأهل والأقرب لها، ولكن للأسف أحيانًا أهل الزوج يتصيدون
على زوجة ابنهم كل صغيرة وكبيرة، لذلك يولد ذلك كرهًا تجاههم، ويعود كذلك
إلى تربية كل امرأة؛ فإذا كانت بمنزلها اعتادت من والدتها احترام أهل
الزوج، وتربت على ذلك فهي ستطبق ما رأته بالمستقبل إذا تزوجت مع أهل زوجها
حتى لو لم يكونوا يعاملونها بلطف، لكن لا مبرر لاتهام الرجل لزوجته بكره
أهله وتعميم ذلك على جميع الزوجات».
وتشاركها الفنانة أمل
حسين الرأي، وتستنكر تعميم عبد العزيز من خلال تجربته مع زوجته هدى وكرهها
لأهله، وترى أن التعميم بأي أمر خطأ، وتعتقد أنها عادات وتقاليد تعودت
عليها الزوجة، والصراع بين الكنة والحماة توارثته النساء، وتقول: «أحيانًا
تأخذ الزوجة فكرة قبل زواجها بأن تكون حذرة من حماتها وأقل نقاشًا حول أي
موضوع يحدث بنهايته صراع بين الزوجة وأهل زوجها. وأعتقد أن كل هذه الأمور
والصراعات تكون تراكمية نفسية؛ بسبب العادات والتقاليد التي تربت المرأة
عليها، وكذلك قد يكون السبب من الأم التي لا تحب أن يبتعد ابنها عنها فتغار
من زوجة ابنها، وهنا يأتي دور الزوج الذي يجب أن يكون صمام الأمان بين
أهله وزوجته، وهو يجب أن يتفهم حتى لا يحدث عراك بينهما. والزوجة عندما تحب
زوجها نجد أنها تحب أهله وتحترمهم حتى لو وجدت بعض المضايقات منهم».