حذرت
دراسة أمريكية حديثة من زيادة نسبة الأطفال الذين يواجهون مخاطر الإصابة
بضغط الدم المرتفع عما كان يعتقد، مع إصابة ما يقرب من 25% منهم بمشاكل
الأوعية الدموية التي تصيب كبار السن.
ومع وجود احتمالية إصابة هؤلاء الأطفال بالسكتة والأزمات القلبية في المستقبل، طالب الباحثون بعمل قياس لضغط الدم لجميع الأطفال.
وتمثل
هذه الدراسة محاولة لتقييم نسبة حالات الأطفال الذين يظهرون أعراض بداية
ارتفاع ضغط الدم ومدى تطور الحالات إلى ضغط دم مرتفع مزمن.
بمراجعة
بيانات دراسة موسعة قامت بها عدد من شركات الدواء تبين أن 11 من بين حوالي
ألف طفل تطورت حالتهم لضغط دم مرتفع أثناء فترة إجراء الدراسة.
وصرحت
الدكتورة كارين ريدوين من مستشفى أركانساس للأطفال بأمريكا قائلة: "أعتقد
أنه من الضروري لكل شخص قياس ضغط دمه بالرغم من أن النسبة الإجمالية لمن
يعانون من ضغط الدم المرتفع بين المراهقين لا يزال منخفضاً"، إلا أنها
عادت لتشير إلى وجود بعض الأشخاص تزيد لديهم احتمالية الإصابة بضغط الدم
المرتفع، والكثير منهم من الأطفال الذين يبدون في الوقت الحالي أشخاصاً
طبيعيين.
هؤلاء الأطفال لديهم ارتفاع طفيف في ضغط الدم ويتم
تشخيص حالتهم ببوادر ضغط الدم المرتفع، وهو الوصف الذي يثير الجدل لأنه لا
يصف مرضاً بقدر ما يمثل عامل خطورة للإصابة بمرض ضغط الدم المرتفع والذي
في حد ذاته ينبئ باحتمالية الإصابة بأمراض القلب، إلا أن خبيرا في أمراض
القلب يعرب عن قلقه من هذه الدراسة التي قد تمثل دعوة لوصف بعض العقاقير
لهؤلاء الأطفال، وهو أمر غير مجدي بل وخطير في نظره.
وقال الخبير
في مكافحة أمراض القلب وسلامة الدواء بمركز وايك فوريست بابتيست الطبي
بنورث كارولينا الدكتور كيرت فيربرج: "ما يقلقني بعض الشيء هو هذا الحديث
عن العلاج الدوائي لمثل هذه الحالات، فعندما أتطلع لقائمة كاتبي هذه
الدراسة أجد أحدهم من شركة Bristol-Myers Squibb الدوائية وشركات الدواء
تهدف دائماً لزيادة مبيعاتها، وفي هذا المجال نجد تعريض الأطفال لعلاج
دوائي يبدو غير عقلاني".
وفي عام 2004 عرف المعهد القومي للقلب
والرئة والدم مرحلة بداية ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال بقياس 120 إلى 139
على 80 إلى 90 في حين أن ضغط الدم المرتفع يبدأ من 140 على 90.
ورأى المعهد أنه إذا لم يفلح أسلوب إنقاص كميات ملح الطعام وممارسة التمارين في التحكم في ضغط الدم المرتفع فيجب تجربة العقاقير.
واعترف
معهد القلب بعدم وضوح النتائج طويلة الأجل لضغط الدم المرتفع عند الأطفال،
وكذلك الأعراض الجانبية للعقاقير المعالجة لهذه الحالات.
ورأى
الدكتور ديدوين أن ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال لمرة ربما يرجع لعصبية
الطفل أو لمرض مؤقت، لهذا يجب متابعة مثل هذه الحالة لفترة قبل اعتبارها
مقدمة لمرض ارتفاع ضغط الدم.
ولا ينصح المعهد القومي للقلب
والرئة والدم حالياً باللجوء للعلاج الدوائي مع الأطفال الذين يعانون
مقدمات ضغط الدم المرتفع. إلا أن الدراسة الحديثة تطالب بدراسة مدى فائدة
بعض العقاقير مع الأطفال الذين يواجهون مخاطر ارتفاع ضغط الدم في
المستقبل.
إلا أن فيربرج وغيره ممن يعارضون هذه النظرية يتهمون
شركات الدواء بالسعي لزيادة المستفيدين من منتجاتهم، وأضاف: "بعد أن حققوا
ذلك مع البالغين الآن يحاولون مع الأطفال وهو أمر مزعج حقاً".
المصدر:العربيه