علوم القرآن الكريم
أنواع المكي والمدني
وأهم الأنواع التى يتدارسها العلماء فى هذا المجال :
1ـ ما نزل بمكة
2ـ ما نزل بالمدينة
3ـ ما اختلف فيه
4ـ الآيات المكية في السور المدنية
5ـ الآيات المدنية في السور المكية
6ـ ما نزل بمكة وحكمه مدني
7ـ ما نزل بالمدينة وحكمه مكي
8ـ ما يشبه نزول المكي في المدني
9ـ ما يشبه نزول المدني في المكي
10ـ ما حمل من مكة إلى المدينة
11ـ ما حمل من المدينة إلى مكة
12ـ ما نزل ليلا وما نزل نهارا
13ـ ما نزل صيفا وما نزل شتاء
14ـ ما نزل في الحضر وما نزل في السفر.
فهذه أنواع أساسية ، يرتكز محورها على المكي والمدني ، ولذا سمى هذا
" بعلم المكي والمدني" .
أمثلة :
1 ـ أقرب ما قيل في تعداد السور المدنية إلى الصحة ، أنها سور : ـ 1ـ البقرة ـ
2ـ آل عمران ـ 3ـ النساء ـ 4ـ المائدة ـ 5ـ الأنفال ـ 6ـ التوبة ـ 7ـ
النور ـ 8ـ الأحزاب ـ 9ـ محمد ـ 10ـ الفتح ـ 11ـ الحجرات ـ 12ـ الحديد ـ
13ـ المجادلة ـ 14ـ الحشر ـ 15ـ الممتحنة ـ 16ـ الجمعة ـ 17ـ المنافقون ـ
18ـ الطلاق ـ 19ـ التحريم ـ 20ـ النصر.
2- وأن المختلف فيه اثنتا عشرة سورة :
ـ 1ـ الفاتحة ـ 2ـ الرعد ـ 3ـ الرحمن ـ 4ـ الصف ـ 5ـ التغابن ـ 6ـ التطفيف
ـ 7ـ القدر ـ 8ـ البينة ـ 9ـ الزلزلة ـ 10ـ الإخلاص ـ 11ـ الفلق ـ 12ـ
الناس .
3- وأن ما سوى ذلك مكي . وهو اثنتان وثمانون سورة ، فيكون مجموع سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة .
4ـ الآيات المكية في السور المدنية :
لا يقصد بوصف السورة بأنها مكية أو مدنية أنها بأجمعها كذلك ، فقد يكون في
المكية بعض آيات مدنية ، وفي المدنية بعض آيات مكية ، ولكنه وصف أغلبي حسب
أكثر آياتها ، ولذا يأتي في التسمية : سورة كذا مكية إلا كذا فإنها مدنية
، وسورة كذا مدنية إلا آية كذا فإنها مكية ـ كما نجد ذلك في المصاحف.
ومن أمثلة الآيات المكية في السور المدنية "سورة الأنفال" مدنية، واستثنى منها كثير من العلماء قوله تعالى ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
) (30ـ الأنفال ) قال مقاتل في هذه الآية : نزلت بمكة ، وظاهرها كذلك ،
لأنها تضمنت ما كان من المشركين في دار الندوة عند تآمرهم على رسول الله
صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة . واستثنى بعضهم كذلك (يأيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ) ( 64 ـ الأنفال ) لما أخرجه البزار عن ابن عباس أنها نزلت لما أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
5ـ الآيات المدنية في السور المكية ، ومن أمثلة الآيات المدنية في السور المكية " سورة الأنعام " قال ابن عباس نزلت بمكة جملة واحدة . فهي مكية إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة ( قل تعالوا أتل ... إلى تمام الآيات الثلاث ـ 151 ـ 153 ـ الأنعام ) ، و " سورة الحج" مكية سوى ثلاث آيات نزلت بالمدينة ، من أول قوله تعالى ( هذان خصمان اختصموا في ربهم .. ـ 19ـ الحج ) .
6ـ ما نزل بمكة وحكمه مدني : ويمثلون له بقوله تعالى ( يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير)
( 13ـ الحجرات ) فإنها نزلت بمكة يوم الفتح ، وهي مدنية لأنها نزلت بعد
الهجرة ، والخطاب فيها عام ، ومثل هذا لا يسميه العلماء مكيا ، كما لا
يسمونه مدنيا على وجه التعيين ، بل يقولون فيه : ما نزل بمكة وحكمه مدني.
7ـ ما نزل بالمدينة وحكمه مكي : ويمثلون
له بسورة الممتحنة ، فإنها نزلت بالمدينة ، فهي مدنية باعتبار المكان ،
ولكن الخطاب في ثناياها توجه إلى مشركي أهل مكة ... ومثل هذا صدر سورة
براءة نزل بالمدينة ، والخطاب فيه لمشركي أهل مكة .
8ـ ما يشبه نزول المكي في المدني :
ـ ويعني العلماء به ما كان في السور المدنية من آيات جاء أسلوبها في
خصائصه وطابعه العام على نمط السور المكية ، ومن أمثلته قوله تعالى في
سورة الأنفال ـ وهي مدنية ( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم 32ـ الأنفال ) فإن استعجال المشركين للعذاب كان بمكة .
9ـ ما يشبه نزول المدني في المكي : ويعني العلماء به ما يقابل النوع السابق ، ويمثلوه له بقوله تعالى في سورة النجم ( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم 32 ـ النجم
) قال السيوطي : فإن الفواحش كل ذنب فيه حد ، والكبائر كل ذنب عاقبته
النار ، واللمم ما بين الحدين من الذنوب ولم يكن بمكة حد ولا نحوه (4).
10ـ ما حمل من مكة إلى المدينة :
ومن أمثلته سورة " سبح اسم ربك الأعلى " أخرج البخاري عن البراء بن عازب
قال : أول من قدم علينا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : مصعب بن عمير
، وابن أم مكتوم ، فجعلا يقرئاننا القرآن . ثم جاء عمار وبلال وسعد ، ثم
جاء عمر بن الخطاب في عشرين . ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم، فما رأيت
أهل المدينة فرحوا بشئ فرحهم به ، فما جاء حتى قرأت (سبح اسم ربك الأعلى) في سور مثلها " وهذا المعنى يصدق على كل ما حمله المهاجرون من القرآن وعلموه الأنصار.
11ـ ما حمل من المدينة إلى مكة :
ومن أمثلته أول سورة براءة ، حيث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا
بكر على الحج في العام التاسع . فلما نزل صدر سورة براءة حمله رسول الله
صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ليلحق بأبي بكر حتى يبلغ المشركين به
. فأذن فيهم بالآيات وأبلغهم ألا يحج بعد العام مشرك .
12ـ ما نزل ليلا وما نزل نهارا :
أكثر القرآن نزل نهارا أما ما نزل بالليل فقد تتبعه أبو القاسم الحسن بن
محمد بن حبيب النيسابوري واستخرج له أمثلة منها : أواخر آل عمران ، أخرج
ابن حبان في صحيحة ، وابن المنذر ، وابن مردويه وابن أبي الدنيا عن عائشة
رضي الله عنها : أن بلالا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه لصلاة الصبح
فوجده يبكي ، فقال : يا رسول الله ما يبكيك ؟ قال : وما يمنعني أن أبكي
وقد أنزل على هذه الليلة ( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ) ( 190ـ آل عمران ) ثم قال: ويل لمن قرأها ولم يتفكر " ومنها : آية الثلاثة الذين خلقوا ، ففي الصحيحين من حديث كعب " فأنزل الله توبتنا حين بقى الثلث الأخير من الليل (5) ومنها : أول سورة الفتح ، ففي البخاري من حديث عمر "لقد نزلت على الليلة سورة هي أحب إلى مما طلعت عليه الشمس ، فقرأ ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) " .
13ـ ما نزل صيفا وما نزل شتاء :
ويمثل العلماء لما نزل صيفا بآية الكلالة التي في آخر سورة النساء ، ففي
صحيح مسلم عن عمر : "ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شئ ما
راجعته في الكلالة ، وما أغلظ في شئ ما أغلظ لي فيه ، حتى طع، بإصبعه في
صدري وقال يا عمر : ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء ؟ " (6)
. ومن أمثلته الآيات التي نزلت في غزوة تبوك ، فإنها كانت في الصيف في شدة
الحر كما في القرآن نفسه (7).
ويمثلون للشتائي بآيات حديث الإفك في سورة النور ( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم ... إلى قوله تعالى : لهم مغفرة ورزق كريم 11 ـ 26ـ النور )
ففي الصحيح عن عائشة " أنها نزلت في يوم شات" ومن أمثلته الآيات التي في
غزوة الخندق من سورة الأحزاب حيث كانت في شدة البرد . أخرج البيهقي في
دلائل النبوة عن حذيفة قال: " تفرق الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليلة الأحزاب إلا اثنى عشر رجلا ، فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال : قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب ، قلت يا رسول الله : والذي بعثك بالحق
ما قمت لك إلا حياء ، من البرد ، فأنزل الله ( يأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا) ( 9ـ الأحزاب ) " .
14ـ ما نزل في الحضر وما نزل في السفر :
أكثر القرآن نزل في الحضر ، ولكن حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت
عامرة بالجهاد والغزو في سبيل الله حيث يتنزل عليه الوحي في مسيره ، وقد
ذكر السيوطي لما نزل في السفر كثيرا من الأمثلة (8) . منها أول سورة
الأنفال ، نزلت ببدر عقب الواقعة ، كما أخرجه أحمد عن سعد بن أبي وقاص ـ
وقوله تعالى ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله
) (34ـ التوبة ) أخرج أحمد عن ثوبان أنها نزلت في بعض أسفاره صلى الله
عليه وسلم ـ وأول سورة الحج ، أخرج الترمذي والحاكم عن عمران بن حصين قال
: " لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ( يأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم . . . إلى قوله تعالى : ولكن عذاب الله شديد 1 ، 2ـ الحج ) أنزلت عليه هذه وهو في سفر " ـ وسورة الفتح ، أخرج الحاكم وغيره عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا : " نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية من أولها إلى آخرها " .
==============
موقع هدي الإسلام