بسم الله الرحمن الرحيم
...لو حاسب الإنسان نفسه لماذا خلق؟
لعلم
أنه خلق لعبادة الله، وأيضا خلق لدار أخرى ليست هذه الدار; فهذه الدار
مجاز يجوز الإنسان منها إلى الدار الأخرى، الدار التي خلق لها والتي يجب
أن يعنى بالعمل لها، يا ليت شعري متى يوما من الأيام فكر الإنسان..
ماذا عملت؟. .
وكم بقي لي في هذه الدنيا؟..
وماذا كسبت؟..
الأيام تمضي،..
ولا أدري هل ازددت قربا من الله أو بعدا من الله؟..
هل نحاسب أنفسنا عن هذا الأمر؟..
فلا بد لكل إنسان عاقل من غاية; فما هي غايته؟..
نحن الآن نطلب العلم للتقرب إلى الله بطلبه، وإعلام أنفسنا، وإعلام غيرنا; فهل نحن كلما علمنا مسألة من المسائل طبقناها؟..
نحن
على كل حال نجد في أنفسنا قصورا كثيرا وتقصيرا، وهل نحن إذ علمنا مسألة
ندعو عباد الله إليها؟ هذا أمر يحتاج إلى محاسبة، ولذلك; فإن على طالب
العلم مسؤولية ليست هينة، عليه أكثر من زكاة المال; فيجب أن يعمل ويتحرك
ويبث العلم والوعي في الأمة الإسلامية، وإلا انحرفت عن شرع الله. قال ابن
القيم رحمه الله: كل الأمور تسير بالمحبة; فأنت مثلا لا تتحرك لشيء إلا
وأنت تحبه، حتى اللقمة من الطعام لا تأكلها إلا لمحبتك لها.
ولهذا قيل: إن جميع الحركات مبناها على المحبة; فالمحبة أساس العمل، فالإشراك في المحبة إشراك بالله.
رحم الله الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين على هذه الموعظة ..
من كتاب [القول المفيد على كتاب التوحيد " باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله "
ص 100-101 (دار ابن الجوزي 1424 تباع خارج المملكة )]