يتميز الإنسان عن باقي
الكائنات الحية بالقدرة على الرمز أي أن يجعل من الشيء رمز دال على شيء
آخر فليس هناك نشاط إنساني ليس فيه أثر للرمز فالعل
وم
والفن
ون
والدين
والأخلاق
وكافة الحياة الاجتماعية في ترابط أن
واعها قائمة على الرمز
وهذا ما يطلق عليه بمصطلح
اللغة ولكن ما أثار جدال بين الفلاسفة ه
و ح
ول ما إذ كانت
اللغة والفكر شيء
واحد فمنهم من يرى بأنه لهم طبيعة
واحدة
ومنهم من ينفي ذلك فهل
اللغة والفكر شيء
واحد .
إن طبيعة
اللغة والفكر واحدة حيث يرى أنصار هذا الرأي أنه لا ي
وجد فكر د
ون لغة
ولا لغة د
ون فكر ف
اللغة في نظر هؤلاء ليس مجرد شرط للتعبير أ
و التبليغ بل هي الأساس الذي تبنى عليه عملية التفكير ف
اللغة عند ج
ون ل
وك هي علا مات حسية معينة تدل على الأفكار الم
وج
ودة في الذهن
وهذا يعني أن هناك تطابق بين تلك الأفكار التي تشير إليها الألفاظ
وبين دلالاتها الحقيقية
ونجد الرأي نفسه عند ميرل
و ب
ونتي حيث نفى أن يك
ون هناك فكر خالص يقابل
اللغة التي تعبر عنه
وأن ما نعتقده أنه فكر خالص ه
و في ال
واقع أفكار قد عبرنا عنها من قبل إذ يق
ول " إن
الفكر لا ي
وجد خارج العالم
وبمعزل عن الكلمات ( …) إن الأفكار التي عبرنا عنها من قبل هي التي نستدعيها " إن هذا الاتجاه يؤكد
وج
ود
وحدة عض
وية بين
اللغة والفكر يق
ول لافيل "ليس
اللغة ث
وب فكر بل هي جسده ….. ففي غياب
اللغة لا
وج
ود للفكر" إن الطفل يتعلم
الفكر عن طريق
اللغة ويتعلمهما في آن
واحد
وهذا ما كشفه علم النفس في تك
وين المعاني لدى الأطفال يتم مع اكتسابهم
اللغة حقيقة أن هناك تطابق بين
الفكر واللغة ولكن قد نجد في بعض الأحيان أن الإنسان يفهم معاني
اللغة أكثر ما يحسن من ألفاظه فنحن مثلا عندما يحدثنا شخص بلغة غير لغتنا نفهم الكثير من ق
وله لكننا لا نستطيع أن نخاطبه بالمقدار الذي فهمناه
ولهذا نجد أنصار الرأي الثاني ينف
ون التطابق الم
وج
ود بين
اللغة والفكر حيث ير
و أن هناك تمايز
واضح بين
الفكر واللغة ويقر
ون بأسبقية
الفكر عن
اللغة لأن الإنسان يفكر بعقله قبل أن يعبر بلسانه فكثيرا ما يشعر بتزاحم الأفكار في ذهنه لكنه يعجز عن التعبير عنها
ونجد هنا براغس
ون حيث يرى أن
الفكر متقدم عن
اللغة وأن العلاقة بينهما علاقة انفصال ف
اللغة في نظره عاجزة عن إبراز المعاني المت
ولدة عن
الفكر إبرازا كاملا لذالك يق
ول "
اللغة تحجر للفكر " فل
و كانت
اللغة سابقة عن
الفكر لاستطاع الإنسان أن يعبر عن كل أفكاره
والتجربة النفسية تثبت عجز
اللغة عن ذلك . لذلك فيمكننا الق
ول أن
الفكر يف
وق
اللغة فتط
ور المعاني أسرع من تط
ور الأفراد
وهذا ما يراه أب
و حيان الت
وحيدي
وقد لخص رأيه في العبارة التالية "فقد بدا لنا أن مركب اللفظ لا يج
وز مبس
وط العقل
و المعاني معق
ولة
ولها اتصال شديد
وبساطة تامة
وليس في ق
وة اللفظ من أية لغة كانت أن يملك ذلك المبس
وط
ويحيط به " فالنتيجة التي نصل إليها هي أن الإنسان لا يستعمل
اللغة عندما يفكر
ولا يفكر عندما يستعمل
اللغة و بالتالي هناك تفا
وت بين القدرة على الفهم
و القدرة على التبليغ .
إذا كان
الفكر سابق عن
اللغة من الناحية المنطقية فه
و ليس سابق عليها من الناحية الزمنية لأن الإنسان بالتجربة يشعر أنه يفكر
ويتكلم في نفس ال
وقت فعملية التفكير في ال
واقع لا تتم خارج إطار
اللغة وهذا ما أشار إليه أرسط
و بق
وله " ليس ثم تفكير بد
ون ص
ور ذهنية " لاشك أن
اللغة أداة للتفكير فالعبارة هي من تخرج
الفكر من الغم
وض إلى ال
وض
وح فكأن
الفكرة لا تتحقق
ولا تك
ون فكرة فعلية إلا إذا جعلناها في قالب لغ
وي .
إن العلاقة بين
اللغة والفكر هي علاقة تداخل لان الإنسان قد يفكر ب
اللغة حتى
ول
و لم ينطقها إلى جانب رأي م
ولير الذي يرى أن العلاقة بين
اللغة والفكر شبيه ب
وجهين قطعة نقد
واحدة
ولهذا لا يمكن الفصل بينهما
ولا يمكن اعتبارهما شيء
واحد .
نستنتج من خلال ما سبق أن طبيعة لغة
والفكر ليست
واحدة لكن هناك تطابق بينهما.