|| ؛× الينابيع والنافورات الحارة ×؛||

يرتبط
بعمليات البركنة والنشاط البركاني ظاهرات جغرافية محدودة الانتشار هي
المداخن Formaroles واليبنابيع الحارة والنافورات.وترجع تلك الظاهرات إلى
تسرب المياه السطحية أو البحرية عبر الشقوق إلى باطن وتجمعها فوق صخور
نارية ساخنة.وتعمل هذه المياه المتسربة على إذابة بعض المعادن في الصخور
خلال رحلتها نحو باطن الأرض ويساعدها في ذلك ارتفاع درجة حرارتها كلما
توغلت أكثر نحو الباطن.وقد ترجع تلك المياه إلى الأصل المجماتي أي المياه
الأولية المختزنة في الأجسام النارية,وتحتوي تلك المياه على بعض المعادن
النادرة مثل معدن الأرسينو بيرات ومعدن البورنايت.وأياً كان مصدر المياه
فإنها تسخن وتندفع من باطن الأرض إلى أعلى بفعل قوة الضغط الهيدروستاتيكي
عبر الشقوق مكونة نماذج متعددة من تلك الظاهرات.

(أ) المدخنة:

وهي
انبثاق الأبخرة والغازات من الشقوق دون خروج مياه ساخنة.وتتألف تلك
الغازات عادة من ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين وقليل من الكلورين
والميثان.وأصل تلك الأبخرة هو اندفاع المياه الجوفية الساخنة من أعماق
بعيدة نحو السطح.ونتيجة لقلة كميتها أو ضعف قوة الضغط الهيدروستاتيكي
اللازم لخروجها فإن هذه المياه تتحول إلى غازات تندفع عبر فتحات الشقوق إلى
الجو مكونة المداخن.

(ب) الينابيع الحارة:

عبارة
عن مياه جوفية ذات درجة حرارة مرتفعة تندفع من باطن الأرض باستمرار أو على
فترات متقطعة.وتحتوي تلك المياه على نسبة مرتفعة من الأملاح المعدنية
والمواد الكبريتية والجيرية والسليكية.وتترسب تلك المواد حول وبجوار فوهات
ومخارج تلك الينابيع بعد تبخر المياه.ومن أمثلة الينابيع الحارة ينابيع
ماموث بمنطقة يللوستون بارك بولاية وايومنج الأمريكية,وينابيع الصودا
وينابيع اللافا الساخنة بولاية أيداهو,وكذلك ينابيع منطقة الينابيع الحارة
بولاية أوريجون.

(جـ) النافورات الحارة:

تشبه
الينابيع الحارة من حيث ارتفاع درجة حرارة مياهها واحتوائها على الأملاح
المعدنية خاصة الأملاح الجيرية والسليكية.وتختلف عن الينابيع الحارة في أن
المياه تندفع منها على شكل نافورة يتراوح ارتفاعها من بضعة أمتار إلى
60-70متراً.وتنبثق المياه الحارة إما بصورة مستمرة أو بصورة متقطعة منتظمة
كل بضعة دقائق أو بضعة ساعات أو بضعة أيام أو أسابيع.ويرجع السبب في عدم
اندفاع المياه بصورة مستمرة إلى الفترة الزمنية اللازمة لتجميع المياه في
خزان النافورة الجوفي وفي قصبتها,ثم الوقت اللازم لارتفاع درجة حرارتها تحت
تأثير ملامستها للصخور الساخنة والوصول إلى درجة الغليان (100 درجة مئوية)
حتى تتحول إلى بخار في القصبة.ويعمل بخار الماء على زيادة الضغط
الهيدروستاتيكي الذي يدفع المياه إلى أعلى خلال القصبة ويتم تفريغ الخزان
أوالقصبة فتهدأ فترة ثوران النافورة إلى حين تجمع المياه في الخزان والقصبة
وترتفع درجة حرارتها كي تعاود ثورانها مرة أخرى.وقد يعود السبب في عدم
خروج المياه من النافورة بصورة مستمرة إلى علاقة مسنوب فوهة النافورة
بمنسوب مصدر مياهها,فإذا كان منسوب الفوهة أعلى من منسوب المصدر تصبح قصبة
النافورة خالية من المياه وتنبثق المياه الجوفية عندما تتفاعل كمية المياه
بالخزان مع الصخور الساخنة وتتكون كميات عظيمة من الأبخرة والغازات التي
تعمل على ازدياد قوة الضغط الهيدروستاتيكي فتبدأ المياه في الاندفاع إلى
أعلى وتبدأ دورة ثوران.أما إذا كان منسوب فوهة النافورة أقل من منسوب مصدر
مياهها فإن ذلك يساعد على استمرار اندفاع المياه.

وفي
بعض الحالات قد تندفع المياه الساخنة خلال قصبة النافورة ثم تتحول إلى
أبخرة وغازات نتيجة انخفاض قوة الضغط الهيدروستاتيكي فيصبح عمود النافورة
عبارة عن عمود من البخار مثل نافورة أولد فاثفول في منطقة يللوستون بارك
حيث تتحول كمية من المياه تبلغ نحو 3000 برميل إلى أبخرة وغازات في حوالي
أربع دقائق.وبذلك لا تستطيع المياه أن تكمل اندفاعها إلى أعلى وتخرج من
فوهة النافورة,ولكن كل نحو ساعة تتجمع بعض المياه الفائضة من عملية التبخير
فتندفع إلى أعلى لبضعة دقائق ثم ينقطع انبثاقها حتى تتجمع كمية مياه فائضة
أخرى لتعاود دورتها وهكذا.

توزيع النافورات والينابيع الحارة في العالم:

تتوزع
الينابيع والنافورت في بقاع متفرقة من العالم في ألاسكا ومناطق النافورات
الحارة في أمريكا الشمالية والتي من أعظمها منطقة يللوستون بارك,وفي
فنزويلا وجبال الأنديز وبتاجونيا في أمريكا الجنوبية,وفي هضبة التبت وفي
بقاع متناثرة في سيبيريا في قارة آسيا,وفي جزر الأزور وجزيرة أيسلند
بالمحيط الأطلسي.