|♥|¤( الـرحـلـة الـى بـحـيـرة الـمـلـح )¤|♥|

[center]من
المعروف ان من لا يعرفون السباحة يمكنهم العوم فى البحر الميت فى الاردن،
وهناك بحيرة أخرى فى منطقة شينجيانغ يطلق عليها اسم " بحيرة الملح"، شأنها
شأن البحر الميت، حيث يمكن لاى شخص لا يعرف السباحة ان يعوم فيها دون خوف
من الغرق. وغالبا ما نرى سياحا عائمين فيها لابسين قبعات شمسية وهم يحتسون
المرطبات اللذيذة ويقرأون الصحف. والى جانب العوم فى البحيرة، يفضل بعض
الزوار طلى اجسامهم بالطين الاسود المأخوذ من قاع البحيرة والذى يعتبر
مفيدا للبشرة. تقع البحيرة الملحية الى شرقى مدينة اوروموتشى حاضرة منطقة
شينجيانغ، تبلغ مساحتها 37 كيلومترا مربعا، ومياهها غنية بملح غلوبر وغيره
من المواد المعدنية ، وقيل ان مكونات هذه البحيرة شبيهة بمكونات البحر
الميت، لذا يطلق عليها اسم " البحر الميت الصينى" ايضا.

وخلال
العقود الماضية، كان السكان المحليين يستخرجون الملح من هذه البحيرة
وينقونه. لكن الخبراء يتوقعون ان موارد الملح ستستنفد بعد ثلاثين عاما،
لذلك قررت شركة بحيرة الملح المحدودة لانتاج الملح فى منطقة شينجيانغ تعديل
الهيكل الصناعى، وتركيز جهودها على تنمية السياحة المحلية. وقال مدير
المكتب السياحى التابع لهذه الشركة وانغ جيان بنغ انهم سيستغلون البحيرة
الملحية لتطوير السياحة المحلية.

وبسبب
بعد منطقة شينجيانغ عن البحر، يكاد يكون معظم اهالى هذه المنطقة غير
قادرين على السباحة، لذلك فان " العوم فى البحيرة" كفعالية سياحية لها
جاذبية كبيرة للسياح، لان من لا يعرف السباحة منهم لا يخشى الغرق.

وفى
فصل الصيف، يصبح الجو فى مدينة اورومتشى حارا، وتصل درجة الحرارة في اغلب
الاحيان الى اكثر من 35 درجة مئوية، لكن المناخ فى بحيرة الملح التى لا
تبعد كثيرا عن مدينة اورومتشى مريح جدا. وهناك عدة مواقع سياحية جديرة
بالزيارة، مثل الشواطئ الرملية الناعمة والحدائق الجميلة وساحات سباق
الخيول، لكن معظم الزوار يفضلون العوم فى البحيرة الملحية، حيث مياه
البحيرة هادئة ومتلألئة تشبه مرآة كبيرة وقال السائح يانغ وى الذى كان
عائما فيها: اشعر بارتياح عندما اعوم فى البحيرة، انها تشبه البحر الميت
الذى عرفناه من الكتب. كنت لا استطيع السباحة، لكن بعد ان تلقيت التدريب،
استوعبت مهارة العوم بعد عدة دقائق فقط.

يعمل
السيد يانغ فى مدينة اورومتشى، وهذه هى المرة الاولى التى يزور فيها
البحيرة الملحية، وقال انما يجذبه اكثر هو التمتع بالعوم فوق مياه البحيرة
والبيئة الهادئة هناك بالاضافة الى ما تتميز به مياه البحيرة من تأثير صحى
واضح على بشرة الانسان. واضاف قائلا ان الزوار يعاملون بعضهم البعض بحماسة،
واذا دخلت المياه المالحة على سبيل المثال عين شخص ما، يسارع الاخرون
لمساعدته على غسل عينه بالمياه العذبة التى يحملونها.

واشار
الخبراء الى ان العوم فى مياه بحيرة الملح له فاعلية فى استرخاء العضلات
والاعصاب وعلاج التهاب المفاصل والزكام، اما الطين الاسود فى قاع البحيرة
والغنى بالمواد المعدنية مثل البوتاسيوم والكالسيوم والصوديوم والكلور
والبروم واليود فيتميز بفاعليات عديدة ايضا منها تجميل البشرة وعلاج
الامراض الجلدية.

وكان
السائح تشو يى دينغ قد عام فى البحيرة اكثر من نصف ساعة، وتحدث عن شعوره
قائلا: انه شعور رائع لم اجربه من قبل وكنت اشعر بغاية الارتياح، احب هذا
المكان، سأزوره مرة أخرى.

والى
جانب بحيرة الملح، يعتبر الجبل الملحى موقعا سياحيا آخر يفضل السياح
زيارته. يقع جبل الملح شمالى بحيرة الملح، ويبلغ ارتفاعه 20 مترا وهو فى
الحقيقة اكداس من الملح يتجاوز وزنها 60 الف طن. واذا نظرت اليه من بعيد،
ستجده جبلا ثلجيا ابيض. وقال مدير المكتب السياحى بمنطقة بحيرة الملح وانغ
جيان بينغ ان متحفا للثقافات المختصة بالملح سيبنى فى المنطقة بالاضافة الى
بناء جدار ملحى تنحت عليه بعض التماثيل صور الطوطم ومناظر حول طريق الحرير
القديم المزدهر، حيث قال: سنعرض للزوار الثقافات المختصة بالملح عبر وسائل
مختلفة ونوفر لهم المعلومات حول الوقائع والشخصيات التاريخية المتعلقة
بالملح وعملية انتاج الملح فى العصر القديم والدور الهام للملح فى الشئون
السياسية والاقتصادية بغية تعميم المعلومات التاريخية والثقافية.

وهناك
شئ آخر يميز منطقة بحيرة الملح وهو اهتمامها البالغ بالحماية البيئية
والاحيائية، حيث تعالج المياه المهملة والنفايات المهملة بصورة خاصة. اما
بعض التماثيل الفنية المنصوبة هنا وهناك فكانت موادها من النفايات الصناعية
التى تم تعقيمها.

وبعد
اربع سنوات من التطور، اصبحت منطقة بحيرة الملح اكبر مركز للتجميل والعلاج
بالاستحمام الملحى فى شمال غربى الصين واكبر مقصد سياحي شامل داخلى فى
منطقة شينجيانغ.