منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

 هل في شعائر الحج بقايا وثنية ؟!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
هل في شعائر الحج بقايا وثنية ؟! 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

هل في شعائر الحج بقايا وثنية ؟! Empty
مُساهمةموضوع: هل في شعائر الحج بقايا وثنية ؟!   هل في شعائر الحج بقايا وثنية ؟! I_icon_minitimeالأحد 28 أغسطس - 8:22

هل في شعائر الحج بقايا وثنية ؟!

كتبه:


[center]أبو عمار علي الحذيفي






مقدمـــة:



الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذه هي
"الحلقة الحادية عشرة" من: (شبهات حول الإسلام) نتكلم فيها عن قولهم: (إن
شعائر الحج من الوثنية) !! وهي من أعجب الشبه وأغربها، وقائلوها هم أوقح من
يثير شبهة على الإسلام، وفي هذه الحلقة سأرد على هذه المقالة بقدر
استطاعتي فهذا جهد المقل مع مراعاة الاختصار، وإن كانت قد بقيت لنا حلقات
من: (شبهات حول الإسلام) مما يتعلق بالمرأة، ولكن فضلنا تقديم ما يتعلق
بالحج لأن المسلمين يعيشون في هذه الأيام موسم الحج لبيت الله الحرام.
ويتكون هذا البحث من فصلين:
الفصل الأول: مقاصد الحج ومنافعه.
الفصل الثاني: قولهم: إن شعائر الحج بقايا وثنية.



الفصل الأول: مقاصد الحج ومنافعه:




المبحث الأول: فضل الحج:



للحج فضائل عظيمة وردت أغلبها في السنة الصحيحة، ونحن نذكر منها ما استطعنا، فمن ذلك:
الأول: أنه ركن من أركان الإسلام:
ففي حديث ابن
عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بني
الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام
الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان). رواه البخاري ومسلم.
الثاني: أنه من أفضل الأعمال والقرب التي يتقرب بها العبد إلى الله:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: (أي الأعمال أفضل؟ قال: "إيمان بالله ورسوله" قيل: ثم ماذا ؟ قال: "ثم الجهاد في سبيل الله" قيل له: ثم ماذا ؟ قال : "ثم حج مبرور) رواه الشيخان.
وإنما قدم
الأيمان لأن غاية الغايات ورأس المقاصد، ثم أتبعه بالجهاد لأن منفعته
المتعدية أظهر وأعظم، ولأنه يتعلق بإعلاء كلمة التوحيد وقمع الكفر، والمراد
بالحج هنا حج النافلة، أما حج الفريضة فهي مقدمة على الجهاد وإن كان
واجباً، ثم جعل بعده الحج بياناً لمنزلته عظيمة.
الثالث: أن الله يغفر به الذنوب:
1- فعن أبي
هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حج لله فلم
يرفث، ولم يفسق رجع كهيئته كيوم ولدته أمه) رواه الشيخان.
2- وعن عمرو بن
العاص أنه في سياق حكايته عند الموت لقصة إسلامه، ومن ذلك أنه قال: (فلما
جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت ابسط يمينك
لأبايعك، فبسط يمينه، قال: فقبضت يدي، قال: (ما لك يا عمرو ؟) قال: قلت
أردت أن أشترط، قال: (تشترط ماذا ؟) قلت: أن يغفر لي، قال: (أما علمت أن
الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما
كان قبله) رواه مسلم في "صحيحه".
الرابع: أن الله يجازي العبد به الجنة إذا كان مبروراً:
1-
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (العمرة
إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) رواه
الشيخان.
2- والبر في الحج هنا هو ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر الذي رواه أحمد في "المسند"عن
جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
("الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"، قيل: يا رسول الله وما بره ؟ قال
صلى الله عليه وسلم: "طيب الكلام وإطعام الطعام").
الخامس: أنه أفضل الجهاد، وأنه جهاد الضعفاء:
1- عن عائشة أم
المؤمنين أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرى الجهاد أفضل العمل
أفلا نجاهد؟ قال لكن أفضل الجهاد حج مبرور) رواه البخاري.
2- وروى ابن
خزيمة في "صحيحه" عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول
الله هل على النساء جهاد ؟ قال صلى الله عليه وسلم: "نعم، عليهن جهاد لا
قتال فيه، الحج والعمرة").
3- وعن ماعز -
وهي غير من أقيم عليه الحد - عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضل الأعمال
الإيمان بالله وحده ثم الجهاد ثم حجة برة تفضل سائر الأعمال كما بين مطلع
الشمس إلى مغربها) رواه أحمد والطبراني في "الكبير".
4- وعن أم سلمة
رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحج جهاد كل
ضعيف). رواه ابن ماجه، وصححه العلامة الألباني في "صحيح الترغيب".
5- وعن الحسين بن علي رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني جبان وإني ضعيف قال: هلم إلى جهاد لا شوكة فيه: الحج). رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وصححه الألباني في "الإرواء".
السادس: أنه ينفي الفقر والذنوب:
وعن عبد الله
بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تابعوا بين
الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد
والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة) رواه الترمذي وقال:
(حديث حسن صحيح)، ورواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، وصححه الألباني
في "صحيح الترغيب".
وفي الحج فضائل كثيرة هذه بعضها.



المبحث الثاني: مقاصد الحج ومنافعه:



الحج مدرسة تربوية مليئة بالدروس الإيمانية والفوائد العقدية والتهذيب
الأخلاقي، يتربى عليها المؤمن من أول خروجه من منزله ومفارقته لأهله
وأحبابه إلى أن يعود كيوم ولدته أمه، ويمكننا ذكر ما نستحضره من مقاصد
الشريعة في الحج والمنافع الدينية المترتبة على الحج والتي تعود على الحجاج
وغيرهم، ومنها:
1- التعبد لله
تعالى بأداء هذه المناسك التي اشتملت على التذلل لله تعالى وتعظيم شعائره
ومفارقة المحبوبات لأجله، وإظهار الشوق إلى زيارة بيته وتقديمه على المال
والزوجة والولد، وبذل النفس والنفيس لنيل مراضيه.
2- ومنها:
اتباع الأنبياء والسير على طريقهم في كل صغيرة وكبيرة، وتذكير الناس بأن
هذا الدين قائم على الإتباع لا على الاستحسان والأهواء والأذواق.
3- ومنها:
تذكير الناس باليوم الآخر ومظاهر البعث والحشر، وأن الذي قدر على جمعهم في
وقت واحد بأمره الشرعي قادر كذلك أن يجمعهم في وقت واحد بأمره الكوني، قال
تعالى: (وما أمركم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة)، فالحاج يعيش في لحظات إحرامه
في عالم آخر يتذكر فيه الدار الآخرة، فالحاج يغادر
أوطانه التي ألفها ونشأ في ربوعها ويتجرد من المخيط طاعة لله تعالى، فيتذكر
حاله إذا غادر هذه الدنيا، وإذا جرد من ثيابه بعد موته، وإذا تنظف واغتسل
عند ميقاته تذكر أنه سيغسل بعد وفاته، وإذا لبس رداء وإزارا أبيضين لمناسكه
تذكر أنه سيلبس لفائف بيضاء وسيكفن فيها تكون هي لباسه إذا وضع في قبره،
وإذا وقف في صعيد عرفات والمشعر الحرام وقت اجتماع الحجيج تذكر أنه يوم
القيامة سيبعث الله الناس وسيساقون إلى الموقف، ولذلك نجد أن كثيراً من
الحجاج يتأثرون بالحج ويتغيرون بعد عودتهم بما لا يتأثرون بالمواعظ لسنين
كثيرة، فلله در هذه الشريعة العظيمة ما أحلاها في قلوب الموحدين.
4- ومنها: التقاء جميع أجناس المسلمين من الآسيويين والإفريقيين والأوروبيين وغيرهم، ففي
الحج يجتمع المسلمون على اختلاف شعوبهم وطبقاتهم وتنوع أجناسهم ولغاتهم،
فتلتقي القلوب وتزداد المحبة ويحصل الائتلاف، ولذلك يعتبر هذا الجمع من
أعظم الجموع التي تستغل لتعليم الناس الأمور التي تهم جميع المسلمين.
5- ومنها:
إظهار مظهر من مظاهر العدل والتسوية بين المسلمين في مظاهر العبادة، شأن
الحج في هذا شأن الصلاة والصوم وغيرها من العبادات التي تقوم على التسوية، فيجتمع المسلمون من جميع أقطار الأرض في مكان واحد، يلبسون زياً واحداً، ويستوي في شعائر الحج الأمير والحقير، والكبير والصغير، والرجل والمرأة في أداء مناسكه وشعائره، إلا من خصه الدليل لضعف أو عذر آخر،
فتتوحد وجهاتهم وأفعالهم في زمان واحد ومكان محدد، لا يتميز فيه قوم عن
قوم في وقوفهم في عرفة ومبيتهم في مزدلفة والرمي والمبيت في منى ونحو ذلك.
6- ومنها:
إظهار عظمة الإسلام في النفوس وأنه دين عالمي له أتباع من جميع الأجناس
والبلدان، وليس ديناً إقليمياً يقوم على جنس من الناس، ولا شك أن معرفة هذا
علماً وواقعاً له أثره على النفوس وعلى قوة إيمان أهله وزيادة حبهم
لدينهم، وتأمل في قول عمرو بن عبسة للنبي - وإقرار النبي صلى الله عليه
وسلم له -: (فمن معك على هذا الدين ؟! قال: حر وعبد).
وعندما حججنا قال أحد إخواننا لي: إن الإسلام في عيني عظيم، ولكن زادت عظمته في عيني اليوم لما رأيت أصنافاً وألواناً من الناس.
7- تعلم المسلم
ضبط النفس والتأدب بأدب الإسلام وحفظ اللسان مما لا يليق بالمسلم، لأن
الله أوجب على الحجاج التعامل بكل أدب قبل التوجه إلى البيت الحرام بقوله:
(الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج).
8- تعلم المسلم
البذل لله تعالى والنفقة في سبيل الله طلباً لوجه الله وابتغاء مرضاته،
ذلك لأنه ينفق في الذهاب إلى الحج وفي طعامه وشرابه هناك وفي شراء الهدي
وغير ذلك.
9- ومن منافعه تعلم المسلم تنويع العبادات، فهو يتقلب ما بين إحرام وطواف وسعي وحلق أو تقصير ووقوف ومبيت ودعاء وذكر ورمي وغير ذلك.
10- ومن منافعه تعلم المؤمن الصبر والتجلد وتحمل ألوان المشاق لله تعالى، وأصناف الناس على اختلاف طبائعهم وألوانهم وعاداتهم.
11-
زمنها: إغاظة الكفار عندما يرون الموحدين يتوجهون بمئات الآلاف إلى البيت
الحرام ليؤدوا فريضة الحج، فيحصل للكفار غيظ وحنق شديد ولاسيما اليهود
والنصارى الذين نجتمع معهم في الانتساب
إلى أبينا إبراهيم، وذلك عندما يرون حج المؤمنين ولاسيما مع إطلاعهم على
مناسك الحج عبر وسائل الإعلام، وإنما يحصل غيظهم لأشياء منها أن الله خص
الموحدين بمنه وكرمه بالبيت الحرام والذي هو موضع الحج دون سائر ذرية
إبراهيم فلله الحمد والمنة.
10- ومن منافع
الحج، ما يحصل من فضل عظيم يعود على الفقراء والمساكين الذين يصيبون من فضل
الله من الطعام في مثل هذه الأيام من الهدي أو غيره من أنواع الفدية في
مكة وغيرها.
11- ومن منافعه
أن المؤمن يتعود التسليم لله تعالى، وإن لم يفهم الحكمة من التشريع الإلهي
فليس العبرة بكونه يفهم الحكمة – وإن كان أمراً طيباً – ولكن الشأن كل
الشأن هو التسليم لله في أحكامه وشريعته.
12- ومن منافع
الحج أن المؤمن يعيش بقرب عجيب من الله، ويعيش لحظات عظيمة تجعل قلبه يهفو
إلى الحج كلما تذكر الحج أو سمع التلبية وغيرها مما يذكره بالحج والمشاعر.




الفصل الثاني: قولهم: إن شعائر الحج بقايا وثنية:





المبحث الأول : من هؤلاء ؟!:



هناك أشخاص ممن لا
تعرفهم المجتمعات إلا بقذف الشبهات التي يظنون أنهم يسقطون بها الإسلام،
وما درى المساكين أنهم هم الساقطون في الدنيا والآخرة (إلا الذين تابوا
وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين، وسوف يؤت
الله المؤمنين أجراً عظيماً) ومن أمثلة هؤلاء:
الأول نوال السعداوي: وقد تناقلت
الجرائد ومواقع الانترنت مقالتها بأن (شعائر الحج بقايا وثنية)، ومنها موقع
"صحيفة نلتقي" فهذه المقالة مشهورة عنها، ومن مقالاتها العجيبة:
1- (سقوط الإله في اجتماع القمة) وهذا عنوان مسرحية لها، تسببت في إثارة الناس عليها ومنهم علماء الأزهر حيث حكموا بردتها.
2- ومن ذلك أن مذيع الجزيرة سألها
عن رأيها في الشذوذ الجنسي فقالت: (أنا لم يحصل لي أن فعلت ذلك) فقال لها
المذيع: نسألك عن رأيكِ في الشذوذ الجنسي ؟! فأجابت بقولها: (الناس أحرار)
!!.
والمثال الثاني المدعو حسن
حنفي:وهو أستاذ الفلسفة في "جامعة القاهرة"، فهذا الرجل عندما رجع من الحج
كتب مقالة في صحيفة "أخبار الأدب" العدد (654) يوم الأحد 22/1/2006م وعنوان
المقالة: (خواطر حاج بين تهنئة بالسفر و تهنئة بالعودة) كتبها بعد عودته
من الحج، نذكر منها ما يلي:
1- (وتجمعت في ليلةٍ حاجات المجتمع
المصري وإحباطاته، وعجزه عن تحقيق ما يريد فلم يبق له إلا الدعاء في الحرم
المكي أو المسجد النبوي كملجئٍ أخير، بالرغم من وصف إقبال الدعاء بأنه
سؤال وشحاذة، ومن يريد شيئاً عليه أن يحققه بنفسه وجهده).
2- ويقول: (كانت الحيرة يوم السفر
بأي ملابس يسافر الحاج، باللباس العادي ثم يغيره بعد الوصول إلي ملابس
الإحرام، وهو أقرب إلي التواضع وإخفاء النوايا وأقرب إلي التقوى، أم لبس
الإحرام منذ مغادرة المنزل؟ وفضل "الأستاذ" (يعني نفسه) الخيار الأول وغادر
بالملابس العادية، ووجد الناس في المطار وقد فضلوا الخيار الثاني زي
الإحرام، وتذكر العَالِم (يعني نفسه) قول المسيح: إذا أردت أن تصلي فلا تصل
أمام الناس حتى لا تأخذ جزاءك منهم بل ادخل إلي غرفة وأغلق الباب وصل لله
حتى لا يراك إلا أبوك الذي في السماوات، والشعائر تظاهر أمام الناس، وأكثر
الشعائر مظهرية مناسك الحج).
3- (والكعبة بناء أسود مغطى بقطيفة
سوداء مذهبة عالية البنيان، عريضة الحائطين، يلف الناس حولها، توحي للناظر
بالوثنية القديمة في العصر الجاهلي، ربطاً للجديد بالقديم، وللمسلمين
بالحنفاء، وللرسول بإبراهيم، من بقايا الوثنية القديمة بعد تهذيبها).
(وإلى منى تتحرك الملايين لرمي
الجمرات من علي الجسور أو الأنفاق، ومكانها من فوق الجسر إلي أسفله أو في
النفق أمام الحائط المبني كالتمثال في الجاهلية).
4- (وفي النهاية يتم التحلل من
الإحرام، وكان حراماً قبلها الحلق أو التطيب أو الاستحمام بصابون ذي رائحة
طيبة أو حتى عند البعض دعك الأسنان بمعجون به رائحة النعناع أو الفواكه حتى
لا ينعم الحاج بطيب الحياة وهو محرم، وكأن النظافة ليست من الإيمان، وكأن
الإسلام ليس دين النظافة، وكأن النظافة ليست أساس الطهارة، وفي الحلق، يفضل
البعض حلق شعر الرأس كلية فيصبح الحاج أصلعاً والأنوار ساطعة فوق الرؤوس
بدل أن تخرج منها) أ.هـ إلى غير ذلك من الجمل التي لوث بها حسن حنفي مقالته
الآثمة هداه الله.




المبحث الثاني : الرد على قولهم:



قولهم: إن شعائر الحج من بقايا
الوثنية، قول من يجهل الفرق بين الحنيفية والوثنية، بل قول من يجهل حقيقة
الحنيفية وحقيقة الوثنية من أصلهما وتاريخهما، لأن مقالتهم اشتملت على
التسوية بين النقيضين، والجمع بين المتضادين، والخلط بين المتغايرين، وهما
لا يجتمعان في أي موضع فكيف يجتمعان في أعظم العبادات وفي الركن الرابع من
أركان الإسلام العملية ؟!
ويمكننا تلخيص الرد على قولهم بأوجه نبين فيها الفرق بين حنيفية الحج والوثنية:
الأول: قولهم:
(بقايا وثنية) معناه أن أصل الحج من فعل المشركين ووثنيتهم وإنما الذي وصل
إلى الإسلام هو بقايا منه تسربت إلى شريعة الإسلام، وهذا قول إنسان جاهل
بالشريعة والتاريخ، لأن الجميع مجمعون على أن أول من دعى الناس إلى الحج هو
إمام الموحدين إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ثم استمر عليه الناس - ومنهم
المشركون - حتى أدخل المشركون فيه أشياء ليست منه هو من ابتداعهم وتحريفهم،
فكان المشركون يطوفون بالبيت
عراة، ويسعون بين الأصنام التي على الصفا والمروة، وكانوا يقولون:إلا
شريكاً هو لك تملكه وما ملك) كما في "صحيح مسلم"، وغير ذلك من مظاهر الشرك،
فجاء الإسلام فطهر الحج من مظاهر الشرك والوثنية، (لبيك لا شريك لك وأعاد
للحج صفاءه ونقاءه، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يحج بعد هذا
مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، وخالف المشركين في
بعض شعائر الحج، ولما أراد بعض المؤمنين الطواف بين الصفا والمروة تحرجوا
أن يسعوا بينهما، لأن الصفا والمروة كانت تضم صنمين كبيرين، فكأنهم أرادوا
أن يقطعوا كل صلتهم بعادات الجاهلية، فأنزل الله: (إن الصفا والمروة من
شعائر الله، فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم)، فهل الحج من بقايا الوثنية، أم أن الحج من ملة إبراهيم وأتباعه الموحدين ؟!
الثاني:أن
الله يقول لإبراهيم: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر
يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات
على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)،
فهو أول من أمره الله بهذا الأذان، وإبراهيم هو إمام الموحدين وهو من كسر
الأصنام ورفض الوثنية بجميع أشكالها فكيف يرفض نوعاً من الوثنية ويأمر بآخر
من جنسه ؟!
الثالث:
الوثنية قائمة على عبادة الأوثان وتعلق القلوب بها باستحسان الإنسان
وابتداعه، فهو يعتقد أنها تشفع له عند الله وتقربه زلفى إليه سبحانه، بينما
الحج قائم على توحيد رب العالمين، وتتبع مراضيه واقتفاء آثار رسله
وأوليائه، فهل هما واحد ؟!
وأما عبادة
الله عند الكعبة بالطواف حولها، وعند الحجر الأسود باستلامه وتقبيله، وعند
الصفا والمروة بالسعي بينهما، وعند عرفات بالوقوف فيه، وعند مزدلفة بالمبيت
فيها، فهذا ليس عبادة لها وليس من الإشراك به وإنما هو امتثال لله، والله
سبحانه وتعالى أمر الملائكة بأن يسجدوا لآدم فسجدوا طاعة لله وليس عبادة
لآدم، فكذلك المسلمون يذهبون إلى الكعبة ويطوفون بها طاعة لله تعالى،
ويعبدون رب الكعبة وليست الكعبة هي المعبودة، وإنما المعبود ربها الذي أمر
بتعظيمها وبقصدها وبالطواف حولها، إذ كيف يعبد الموحدون الكعبة وهم منهيون
عن الحلف بها من دون الله، فإذا كنا قد نهينا أن نحلف بالكعبة فقط فكيف بصرف العبادة الصريحة لها ؟! فقد
روى النسائي وغيره عن قتيلة: (أن يهودياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: إنكم تشركون: تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة، فأمرهم
النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة، وأن
يقولوا: ما شاء الله ثم شئت).
والناس يعلمون
أن تعظيم علم الدولة الذي يرمز للدولة، ليس في الحقيقة تعظيماً لذات الخرقة
المرئية ولا لألوانها، وإنما هو تعظيم لهذه البلد التي يمثلها هذا العلم،
وهذا أمر لا يختلف فيه اثنان، فما الذي أشكل على نوال السعداوي وأمثالها،
وما الذي جعلهم يحتارون في هذه المسألة التي لا تشكل على عجائز القرى
والأرياف، ورب جاهل أعلم من دكتور ؟! إلا أن تقول هي عن تعظيم العلم أنه من
الوثنية الباقية !!
الرابع: أن عمر
أراد أن يعلم الناس أن الحج ليس فيه مشابهة لا من بعيد ولا من قريب بمظاهر
عبادة الأوثان التي كانت في الجاهلية، وأن الأمر كله يدور على إتباع النبي
صلى الله عليه وسلم، حيث نظر عمر رضي الله عنه إلى الحجر الأسود فقبله ثم
قال: (إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي صلى الله
عليه و سلم يقبلك ما قبلتك) رواه الشيخان.
قال العيني في "عمدة القاري شرح البخاري": (قال
محمد بن جرير الطبري: إنما قال ذلك لأن الناس كانوا حديثي عهد بعبادة
الأصنام، فخشي عمر رضي الله عنه أنه يظن الجهال بأن استلام الحجر هو مثل ما
كانت العرب تفعله، فأراد عمر أن يعلم أن استلامه لا يقصد به إلا تعظيم
الله عز وجل، والوقوف عند أمر نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن ذلك من شعائر الحج التي
أمر الله تعالى بتعظيمها، وأن استلامه مخالف لفعل الجاهلية في عبادتهم
الأصنام لأنهم كانوا يعتقدون أنها تقربهم إلى الله زلفى، فنبه عمر على
مخالفة هذا الاعتقاد، وأنه لا ينبغي أن يعبد إلا من يملك الضر والنفع، وهو
الله تعالى جل جلاله) أ.هـ بتصرف يسير.



المبحث الثالث : أين أنتم من مظاهر الوثنية الحقيقية ؟!:



إنني أتعجب كل العجب ممن يرمي الحج بمثل هذا التشويه التي يدل على اجتماع
أصناف الجهل والوقاحة في قائلها، في الوقت الذي يمر أمام عينيه ألوان من
الوثنية في المجتمعات دون أن يلتفت إليها، مما يؤكد أن هؤلاء الكتاب
مستأجرون لأناس يكتبون لهم ما يملون عليهم، ولاسيما بعدما أعطيت لمثل هؤلاء
الكتاب الحصانة باسم حرية الرأي وحرية التعبير ونحو ذلك، فلماذا لا نراهم
يكتبون عن مظاهر الوثنية في المجتمعات والتي منها:
1- الوثنية
التي عند النصارى الذين يعبدون المسيح، وينصبون له ولأمه مريم عليهما
السلام التماثيل على رؤوس الكنائس بل وفي الكنائس نفسها، ويحملون معهم
الصلبان ويعتقدون أن لها شأناً عظيماً وهذه أظهر أنواع الوثنية والشرك،
والنصارى يعيشون في دول كثيرة منها مصر - وإن كانوا أقل من المسلمين –
وكنائسهم فيها كثير، فما ندري لماذا يترك هؤلاء الكتاب الفصحاء مثل هذه
الوثنية الصريحة، ويهاجمون شيئاً يجهلونه ولا يفهمونه ؟!
2- ومن مظاهر
الوثنية: تعظيم ما يسمى بالجندي المجهول، وزيارته في وقت خاص من السنة،
والسير إليه بخطى هادئة ومنظمة، وتقديم زهور خاصة إليه يقدمها أكبر شخص في
البلد، وإذا كان يحرم علينا اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم وثناً يعبد
فكيف بغيره ؟! فما أشبه الليلة بالبارحة.
3- وهناك لون
آخر من الوثنية هو هذه التماثيل العظيمة التي تكون في وسط والعواصم وبين
الشوارع العامة والتي ترمز لعظماء التاريخ أو عظماء البلد خاصة، فهذه هي
بقايا الوثنية، ولذلك قرن النبي صلى الله عليه وسلم التماثيل بالقبور إذا
رفعت فوق مستواها فقال لعلي بن أبي طالب: (لا تدع تمثالاً إلا طمسته ولا
قبراً مشرفاً إلا سويته) كما في "صحيح مسلم"، أليست هذه هي بقايا الوثنية
؟!
ولا أقول: إن
من فعل ذلك يعد كافراً كفراً من الإسلام على الإطلاق، ولكن أقول: إن هذا
الفعل لا يشك عاقل أنه مأخوذ من أفعال الكفار الذين هم غارقون في أنواع
الوثنية.
4- ومن مظاهر
الوثنية عبادة القبور التي عجت وضجت بها المجتمعات الإسلامية كاليمن ودول
الشام ودول المغرب العربي والدول الإفريقية وغيرها، ولا شك أنّ لمصر من ذلك
نصيباً كبيراً فلماذا لا يكتب هؤلاء الفصحاء في مثل هذه المظاهر الوثنية
الموجودة عندهم إن كانوا يريدون تطهير المجتمعات حقاً من مظاهر الوثنية.




هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.




كتبه: أبو عمار علي الحذيفي، عدن/ اليمن.



أواخر ذي القعدة/1430 للهجرة

منقول

[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
هل في شعائر الحج بقايا وثنية ؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
» خطبة صوتية عن وجوب الحج و فيمن يؤخر الحج دون عذر لفضيلة الشيخ د. سليمان الرحيلي حفظه
» فلاشات عن الحج

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ منتدى الإسلام و الســـنة ][©][§®¤~ˆ :: منتدى المناسبات الإسلامية-
انتقل الى: