[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هل في القرآن ما يُخالِفُ قاعدة الممنوع من الصرف؟
في
اللغة العربية باب يُسمى (الممنوع من الصرف) ، يقصد به أهل اللغة: (كل اسم
لا يلحقه تنوين ولا كسرة) ، ويجر بالفتحة، تقول: جاء أحمدُ ، بالضم من غير
تنوين، وتقول: مررت بـ عمرَ ، فتجر بالفتحة عوضًا عن الكسرة؛ لأنه ممنوع
من الصرف.
وقد جاءت في القرآن ألفاظ قليلة، خالفت قاعدة
الممنوع من الصرف، من ذلك قوله تعالى: (إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا
وسعيرا) ؛ فقد جاء في الآية لفظ (سلاسلا) منونًا مصروفًا، وبحسب مقتضى
قواعد المنع من الصرف، كان ينبغي أن يمنع هذا اللفظ من الصرف؛ لأنه مشبه
صيغة ووزن (مَفَاعِل)، وهو من صيغ منتهى الجموع، وكل ما جاء على هذه
الصيغة، يمنع من الصرف؛ كمساجد، وصوامع، ومنابر؛ فلا ينون، ويجر بالفتحة
عوضًا عن الكسرة.
وبحسب هذه القاعدة النحوية، كان الأصل
في لفظ (سلاسلا) أن يأتي غير مصروف (سلاسلَ) بفتح اللام الثانية من غير
تنوين، جريًا على القاعدة المشار إليها، ويكون مجيئه منونًا في القرآن من
الخطأ في الكتابة، كما يظن من لم يكن على بينة من أمر اللغة وقواعدها.
وقبل
مناقشة هذا القول، تجدر الإشارة إلى أن لفظ (سلاسل) قد قُرِئَ بالوجهين
معًا، وكلاهما في المتواتر المقطوع بصحته ؛ فقُرِئَ مصروفًا (سلاسلا)
بالفتح منونًا، وقرء غير مصروف (سلاسلَ) بالفتح من غير تنوين.
وبناء
على هاتين القراءتين المتواترتين، يكون من قرأ هذا اللفظ بالفتحة (سلاسل)
من غير صرف قد وافق القاعدة، ولا إشكال في اللفظ على هذه القراءة؛ لأنها
موافقة لقاعدة عدم صرف الأسماء الواردة على وزن صيغ منتهى الجموع (مفاعل).
أما من قرأ هذا اللفظ منونًا بالفتح (سلاسلاً)، فعلى هذه القراءة يرد الإشكال.
- وقد أجاب المفسرون وأهل اللغة على هذا الإشكال بعدة أجوبة، منها:
أن هذا اللفظ في الآية قد جاء على لغة من يصرف كل ما لا ينصرف ،
وقد حكى الأخفش هذا المذهب وقال: (سمعنا من العرب من يصرف كل ما لا ينصرف؛
لأن الأصل في الأسماء الصرف، وترك الصرف لعارض فيها) ، ولهذه اللغة شواهد
عديدة من الشعر، من ذلك قول عمرو بن كلثوم:
[center]كأن سيوفنا فينا وفيهم مخاريقٌ بأيدي لاعبينا