تحية طيبة وبعد...اخواني الكرام.
[center]لطالما
ارتبط مصطلح العلم والمعرفة بالكتاب والأوراق وكل ما له علاقة بالمعلومة ،
ونحن كقراء نقدس هذا الأخير ونعطيها دوما رمزا للعلو والتقدم لكن على ما
يبدو أن في عصرنا الحديث
توجد حلقة مفقودة ، إنها ثقافة الانتقاء.
كتابــنا
الكرام بشر لهم فكرهم ومعتقداتهم ومرجعيــــاتهم ، شأنهــــم شأن أي
فـــرد يعيـــــش ضمن كيان اجتماعـــــي ، لكن الفرق الجوهري يكمـــــن في
أنهم مرآة لهذا الفكر كيف لا وهم
يترجمونه بأقلامهم .
وبعيدا عن نوعية هذا القلم وخطه ذهبي او حتى قصديري ! فإنه لا يخلو من مرجعية واهداف خفـــية يعلمها الكاتب والله سبحانه وتعالى . وبين هذا وذاك أي الكِتاب واهداف صاحبه ، نجـــد
المستهلك ! وهو القارئ تائها في هذا السوق الكبير ! والذي سرعان ما يؤدي تيـــــهه هذا الى الامتصاص العشوائي لكل ما ينشر لكتابنا الكرام وكأنهم ملاك مقدس ،،!فصدق فيه قول شـــيخ
الإســـلام
ابن تيمـــة حين خاطــب تلميذه ابن القيـــم قائـــلا :" لاتجعل قلبك
للإيرادات والشبــــهات مثل الإسفنــجة , فينتشر بها , فلا ينضح إلا بها ,
ولكن اجعله كالزجاجة المصمته , تـمر
الشبهات بظاهرها , ولاتستقر فيها , فيراها بصفائه , ويدفعها بصلابته , وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقراً للشبهاتٍ ."
لربما
كان عصر العولمة هو من جعلنا نخوض في هذا الصدد ونجزم بأن الكاتب الحديث
صار متاجر بأفكار الناس ومجرد وسيلة لتجسيد ايديولوجيات خفية ، لربما سقاك
معها لبــنا طازج او
حتى عسل بري
حرُ لكن لا تنسى ان السم هو السم ، لكن هيهات فالتائه اليوم يصول ويجول
بين رفوف المكتبات سواء الحقيقية او الرقمية ، مدونات او منتديات ليرتشف
الريحان الذي طالما
تمنيناه كذلك ، لكن كما قلت العولمة مست التقنية والاعلام والفكر والاقلام ..
ما
احوجنا الى الزجاجة المسطـحة التي لا يستقر فيها سائل ولا يشوبها سم ،
مدسوس او مغروس ، لكن تيه صديقي وطمعه الزائد في كسب المعرفة جعلنا نرى
فوضى فكرية اجتماعية شاملة
جراء الاستقطاب العشوائي للافكار ،فتطالعنا صحف بحماريات واخرى قطط ولا ندري غدا لربما طالعتنا بأحصنة وعصافير وخنازير . وختاما لا يسعني إلا ان ارجو الموفقية لرسالتي المعقدة ،
ولا ندري لربما انا ايضا دسست فيها سما لا يفهمه القراء ...