ترويض الحروف

مما
لاشك فيه ان هناك الكثير من الكلمات التي تمر سهواً او عمداً تستشري بعض
من مقومات الحياة كي تصنع عنواناً صارخاً يؤيد فكرة او حزب او حركة او
تنظيم او يشن هجوماً يقسر به ذلك التحرك .
فنرى ان هناك الكثير من
الكتاب البارزين يختبؤن خلف عناوين كتاباتهم التي يُروجون بها بعض افكار
القارئ الذي يقرأ وبشراهة ( اخبار اليوم ) ليرى ما المستجدات التي ستطرأ
اليوم على وجه الساحة السياسية .
مصانع ترويض الحروف تعمل بلاتوقف ،
وترتيب الكلمات بصورة سردية دون النظر الى ما قد تحتويه تلك الكلمات او اي
شكل ستتخذ وهل بالامكان ان تتجه اتجاهات عكسية مما يؤدي الى انهيار البنية
التحتية للقارئ ليكَوّن افكار هجومية تتصدى للحركة الكتابية فتتراكم
المقالات فوق بعضها تمضغ التراب وترتديها اشعة الشمس .
ان الاشارة في
هذا المقال موجهة الى ذوات العناوين المشؤومة التي تطيح بالطموح وتجدد (
ايام زمان ) تلك الايام المريرة التي جعلت من فئة معينة ذات مركز قيم
وكيان منبثق من وسط اصوات لا تعرف لماذا تعلو ا بين حين وآخر وقد سلبت
منها الحانها المتدرجة كي يحصل اسياد الاجتماع على اصوات تجعلهم يرتقون
نحو الافضل .
ان ذاك الزمن الغابر قد هرع وغادر دون عودة وقد مسح
التاريخ احباره الدامية الممزوجة بطمر احلام الابرياء وثيابهم السمراء ،
لذا يجب مراعاة عدم سرد الاقاصيص المؤلمة والانتقال من مرحلة الجوع
والاظطهاد الى مرحلة اخرى اسمها ( حرية التعبير ) .
والمؤلم في هذه
المرحلة انها مدروسة بشكل خاطئ فالاوراق حبلى بالكلمات ولم يعد بأمكان
الاوراق رفض اي حروف منسوجه بشكل خاطئ والاقلام كسرت قيود التكميم وانطلقت
في فضاءات واسعه تخلق اجيال ورسومات وطلاسم تفك بها رموز المسؤولين
والوزراء لنيل جائزة مادية قد تكفي الكاتب في سد احتياجاته ومن ثم يبادر
بالهجوم كي يقتل بقلمه لحظة تأمل فرد ينتظر تعديل شارع او بناء مدرسة او
توفير بعض الخدمات بينما يحضى المسؤول وكاتبه بصورة براقة فينقسم العمل
المزدوج بنتيجة باهرة ... ذلك بمركزه .... وهذا ( بجيبه) مادياً .
من
المستفيد ؟؟ اذا كان المشجعين لا ينالون شيئ من تصفيقهم فما الداعي لوضع
اعلان طويل يطلب من المشجعين الحضور الى مكان معين لمشاهدة مباراة التلاعب
بالاعصاب وتفريغ العقول من فكرة عدم التقدم وبالتالي الناتج يصب في معنى
واحد فلا يشغل من عقل الفرد اي حيز او يتلاعب بما اكدته بصيرته لتبوء
افكار المستقبل بالفشل من جديد .
البناء والتقدم ... بناء المناصب
والتقدم في العملية الانتقالية من منصب الى منصب هو سيد الحوارات التي
تدور بين اثنين ... والمقصود بالبناء والتقدم هو تغيير جذري للشخصية وزرع
رقاقات متطورة تجبر الفرد على التعايش مع ما يحيط به وينص الدستور بعض
الفقرات التي كلما قرأها الفرد كلما زادت فيه روح رغبة التعايش مع الوضع
لأن هناك تطور سيشهده البلد يجعل منه شخصية قوية بأمكانها تحمل شغف العيش
وفتح كتاب الصبر من جديد !! اذا مالجديد ؟؟ .
الاسئلة تسأل نفسها
لماذا طُرِحَت ؟؟ لان الاجابات غادرت بلد الرافدين ... ومما يؤكد تهجير
الاجابات قسراً هو الاستيلاء على الاصوات وبالتالي يعتبر برنامج تنفيذ
الطلبات الليست بالمستعصية شيء يشبه المعجزة في زمن عيسى حين احيا الاموات
... فما الداعي لتجسيد دور عيسى اذا كان الجمهور اموات .
هناك تفاوت
كبير بين ركلة الحاضر وقفزة المستقبل فالتفاوت لا يُنسج بعامل الزمن
ومراقبة عقارب الساعة بل بالتنفيذ فكلنا نعشق الطبيعة ومن منا لا ينشرح
صدره بمجرد ان يقع بصره على مساحة شاسعة يحتلها شعب اخضر يرتدي قبعات
حمراء وصفراء وبيضاء يفوح منه عطرٌ يمزق روائح البارود والمتفجرات بل وحتى
انها تستغني عن صور الدمار في كل لحظة لترى ان العين قد افرغت لقطات
الاجساد المتناثر بين حين وحين واعمدة الدخان والسنة اللهب والخراب بمجرد
ان تنظر الى واحة تسبح فيها اطفال ملونة تراها تارة تضحك وتارة وتلعب
وتارة تركض وتركض وتركض في مساحة طولها 100 متر وكأنها قد بلغت نهاية
الارض ، ومجرد ان ترى قوس الابتسامة يُرسم على وجهها فأنك قد حكمت الارض
بأبتسامة لا تتجاوز خمسُ ثواني .
لذا فأن سيد موقف هذا الشعب لو فكر
بموضوعية في فكرة حماية شباب واسياد المستقبل لما نال من منصبه حتى عكاز
خشبي يتكأ عليه عندما يرحل كي لا يسقط على الارض بسبب عصف الهتافات التي
لم يكن يتوقعها عندما كان يعتلي منبر الوطن المصنوع بمواد المواطنة
والنصوص الدستورية المتشددة التي لا تُحَرَف رغم الاقلام المتشرذمة
المتوسدة قربه ، ولكنه سيف ذو حدين يقطع شريط التملق اذا دعا الامر ويبتر
الايادي الطويلة الممتدة عبر زمن الطغاة اذا حاولت تمزيق ثوب الوطنية .
متى
يحين الغد كي نرى الجديد فيه واي غداً ذلك المقصود هل هو اليوم الموعود
الذي يتوسد الناس فيه نياماً ام هو يوم الآزفة التي تقوم دون محال حتى وان
كان الغد بعدها فأننا عبيد نسير بسياط المركزية التي تعلونا ماديا
ومعنوياً ومركزياً بل وحتى زمنياً ، كيف لي ان اطمح وانا سابح في بحر
التفكير بأمور المنزل والدراسة والعمل ومقومات الحياة المملة التي جعلتني
اسرد افكاري دون توقف وقد ازحت جدار الخجل لانطلق من نافذة نفاذ صبري
لاقول لكم من سيدفع ثمن الحرية هل يكفي موقفي المدون على هذه الورقة والذي
انتظرتموه كي تتشاورون في امري الذي هو امر كل فرد وتضعون النقاط على
الحروف ؟؟؟ لكن اي حروف !! فقد روضت الحروف بشكل دقيق واصبحت عابدة
لكاتبها ... فلم يبقى لي سوا النقاط الفاصلة التي تنهي مقالتي اذا لكم
النقاط ......... وأحسموا الامر واجمعوا النقاط لنرى من الفائز .